ما هي "القنابل الفراغية" التي وُثّق استخدامها من قبل تركيا ؟

نشرت قوات الدفاع الشعبي صوراً تثبت استخدام جيش الاحتلال التركي للقنابل الفراغية المحظورة دولياً، خلال قصفها لمناطق الدفاع مديا بجنوب كردستان، فما هي هذه القنابل وما تأثيرها؟

ما هي "القنابل الفراغية" التي وُثّق استخدامها من قبل تركيا ؟
27 مايو 2024   11:20
مركز الأخبار

وثّقت قوات الدفاع الشعبي ووحدات حماية المرأة الحرة – ستار، استخدام جيش الاحتلال التركي للقنابل الفراغية Thermobaric weapon)) المحظورة دولياً بموجب اتفاقية جنيف، ضد أنفاق قوات الكريلا في منطقة زاب، وبشكل خاص في تلة آمدية بجنوب كردستان بمناطق الدفاع مديا عن طريق الصوروالفيديو.

ما هي "القنابل الفراغية"؟

يمكن للقنابل الفراغية، والتي تسمى أيضاً "قنابل الهباء الجوي"، أن تحدث تأثيراً حرارياً هائلاً. فبينما تستخدم معظم الأجسام المتفجرة التقليدية مزيجاً من الوقود والمواد المؤكسدة لإحداث انفجار، فإن قنابل الهباء الجوي مصنوعة بالكامل تقريباً من الوقود، وتعتمد على الأكسجين الموجود في الهواء لإحداث انفجار، وتطلق ذرات الوقود الدقيقة في الهواء ثم يتم إشعالها، وبعد الاشتعال وموجة الضغط الناتجة عن ذلك، يحدث "التأثير الفراغي"، أو بعبارة أدق، مرحلة الضغط السلبي. حيث يمتص الانفجار الأكسجين من الهواء لأن العبوة الناسفة لا تحتوي على مادة مؤكسدة خاصة بها.

تأثير "القنبلة الفراغية"

يؤدي انفجار القنبلة الفراغية إلى توليد حرارة عالية وضغط إيجابي سريع من استهلاك الأكسجين داخل المنطقة المحصورة كالكهف أو النفق. وإذا نجا الأحياء داخل هذه المواقع من انهيار النفق ومحتوياته، فإنهم سيواجهون الموت بسبب فرق الضغطين المتولدين، أو مخنوقين بسبب استهلاك الأكسجين، وربما بسبب هذه العوامل مجتمعة.

هذا وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عبر تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي ايه" حول الآثار المدمرة لهذا النوع من الأسلحة جاء فيه: "سيتم تدمير أولئك الأشخاص القريبين من نقطة الاشتعال. أما بالنسبة لأولئك الذين يبعدون عنها فمن المحتمل أن يتسبب لهم الانفجار في العديد من الإصابات الداخلية وبالتالي لن تكون مرئية، ومن بينها تمزّق طبلة الأذن، وحالات ارتجاج شديدة في المخ، وانفجار الرئتين والأعضاء الداخلية الأخرى، فضلاً عن احتمالية الإصابة بالعمى".

محظورة دولياً

القنبلة الفراغية من القنابل التي يحظر استخدامها بحسب الاتفاقيات الدولية وبموجب اتفاقية جنيف، شأنها في ذلك شأن القنابل الفسفورية وقنابل النابالم والقنابل الانشطارية والقنابل العنقودية.

المنظمات الدولية تتغافل

هذا ووجّهت قوات الدفاع الشعبي ومنظومة المجتمع الكردستاني عشرات الدعوات للمؤسسات المعنية؛ للتحقيق في الهجمات الكيماوية التركية والأسلحة المحرمة دولياً، إلا أن الدول والمنظمات المعنية تتغافل ولم تحرك ساكناً حتى يومنا الحالي للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب ضد قوات الكريلا.

ودعت رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية IPPNW، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية OPCW إلى فتح تحقيق مستقل حول استخدام جيش الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية في جنوب كردستان، وأعدّت الرابطة تقريرها رغم جميع العراقيل التي وضعها الحزب الديمقراطي الكردستاني.

ولم تخرج القوى الدولية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بأي إدانة ضد الدولة التركية في استخدامها أسلحة محرمة دولياً؛ عدا عن أن البعثات الحقوقية عاجزة عن الوصول إلى تلك المناطق وتوثيق استخدام تلك الأسلحة بحجج وذرائع مختلفة تخدم وتشجع الدولة التركية.

(آ)

ANHA