في سنويته الثانية.. فرهاد شبلي رمز للنضال في ذاكرة شعب المنطقة

تعتزم الإدارة الذاتية، في السنوية الثانية لاستشهاد القيادي والمناضل فرهاد شبلي، إطلاق أول دورة تدريبية في أكاديمية الشهيد فرهاد ديرك، التي وُضِع حجر الأساس لها في سنوية استشهاده الأولى، كما تشهد مناطق إقليم شمال وشرق سوريا سلسلة فعاليات شعبية لاستذكاره.

في سنويته الثانية.. فرهاد شبلي رمز للنضال في ذاكرة شعب المنطقة
في سنويته الثانية.. فرهاد شبلي رمز للنضال في ذاكرة شعب المنطقة
17 حزيران 2024   03:00
مركز الأخبار

يصادف 17 حزيران، السنوية الثانية لاستشهاد المناضل والقيادي فرهاد شبلي الذي ارتقى شهيداً في قصف مسيّرة للاحتلال التركي عام 2022، في منطقة كلار بالسليمانية في جنوب كردستان، عندما كان موجوداً هناك بقصد العلاج.

ويستذكر أهالي إقليم شمال وشرق سوريا شهداءهم والتعبير عن الوفاء والالتزام بنهجهم.

وكانت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا قد نظمت العام الماضي، بالتزامن مع السنوية الأولى لاستشهاد المناضل فرهاد شبلي، مراسم استذكار له، وأكدت أن الشهيد فرهاد أثبت للعالم أجمع أن الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب هما الأساسان التي سنبني عليهما مستقبل سوريا. وخلال المراسم وضعت الإدارة الذاتية حجر الأساس لأكاديمية تدريبية باسم أكاديمية الشهيد فرهاد ديرك، في ريف مقاطعة الرقة.

وبحسب المعنيين في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، فمن المقرر أن تنطلق قريباً أول دورة تدريبية في أكاديمية الشهيد فرهاد ديرك بعد الانتهاء من بنائها، تخليداً لذكراه، وتُنظّم فعاليات ونشاطات مختلفة في السنوية الثانية لاستشهاد المناضل فرهاد شبلي.

في الذكرى الأولى لاستشهاد فرهاد شبلي (2023)، افتتحت قوى الأمن الداخلي أكاديمية باسم الشهيد فرهاد ديرك، وقد دُرّب المئات من الأشخاص في هذه الأكاديمية حتى الآن، والمتخرجون منها ينشرون فكر الحرية ويناضلون من أجل تحقيق آمال الشهداء التي استشهدوا من أجلها.

المناضل فرهاد شبلي في سطور

وُلد حسين شبلي الملقب بفرهاد شبلي (فرهاد ديرك) في قرية قديرك، التابعة لمدينة ديرك في إقليم الجزيرة، في 1 كانون الثاني عام 1977، في كنف أسرة وطنية، لها باعٌ طويل في النضال السياسي والاجتماعي، انتقلت أسرته إلى مدينة ديرك وهو في السادسة من عمره، درس الابتدائية والإعدادية في مدارسها، عُرف بهدوئه وانضباطه في المدرسة وبين عموم سكان الحي الذي كان يقطنه.

تعرّف فرهاد شبلي بداية شبابه، على حركة حرية كردستان، عن طريق والدته شيرين التي تعرّفت على حركة حرية كردستان عام 1984، وأعمامه الشهيد شبلي عبد العزيز/ فرهاد، وعلي عبد العزيز/ فرهاد، وأخواله إسماعيل وجكر، لذلك ترك الدراسة وانخرط في النضال الثوري بداية التسعينيات.

تتكون أسرة فرهاد ديرك من 3 أشقاء و3 شقيقات، هو الأكبر بينهم. تُعرف هذه الأسرة التي تعرّفت على حركة حرية كردستان في الثمانينيات، بوطنيتها في المنطقة، وفتحت الطريق أمام أبنائها للانضمام إلى صفوف الحركة التي تناضل من أجل القضية الكردية.

حمل حسين شبلي (فرهاد شبلي) اسم عمه الشهيد (شبلي عبد العزيز شبلي/ فرهاد)، الذي استشهد في منطقة عمرلي/كروكا بمتينا عام 1993، وفرهاد شبلي ابن شقيق الشهيد (علي عبد العزيز شبلي/ فرهاد) الذي استشهد عام 1998 في أرضروم، وابن عم الشهيدة شهناز سعيد شبلي/ زوزان، التي استشهدت في منطقة خنيرة بجنوب كردستان عام 2006، وشقيق الشهيد عاصم حاجي شبلي/ محسن، الذي استشهد في شنكال بـ 8 كانون الثاني 2015، وابن عمة الشهيد علي محمد شبلي/ فرهاد، الذي استشهد في منطقة مبروكة، في 22 تشرين الأول 2014، أثناء تصدّي وحدات حماية الشعب لهجمات مرتزقة داعش.

انضم فرهاد شبلي إلى نضال حركة حرية كردستان عام 1993، ومارس العمل السياسي في العديد من المناطق ضمن سوريا، وخاصة في عفرين وحلب، أسهم في تنظيم المجتمع ضمن نشاطات وفعاليات حركة حرية كردستان، وتلقّى تدريبات على يد القائد عبد الله أوجلان عام 1997، وبعدها توجّه إلى جبال كردستان ليخوض النضال التحرري.

خاض النضال الثوري في العديد من المناطق في غاري وقنديل ومناطق الدفاع مديا، وأصيب في العام ذاته، وفقد إحدى قدميه ثم انتقل إلى مدينة السليمانية، لتلقّي العلاج، بعدها انتقل إلى مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) للاجئين الذين هُجّروا من مجازر الاحتلال التركي إلى جنوب كردستان، وخاض نضالاً تنظيمياً وفكرياً هناك.

توجّه فرهاد شبلي إلى سوريا عام 2000، وخاض نشاطاً تنظيمياً وسياسياً واجتماعياً في عدّة مناطق ضمن مقاطعة الجزيرة، واعتُقل عام 2003 على يد أجهزة المخابرات السورية، وأُفرج عنه بعد عدّة أشهر. انضم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تأسس عام 2003 وخاض النضال التنظيمي في عفرين وحلب حتى عام 2006. انتقل عام 2007 إلى مقاطعة الجزيرة وأشرف على النشاطات السياسية والتنظيمية لحزب الاتحاد الديمقراطي، وتعمق في فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان.

ومع انطلاق شرارة الثورة السورية، وضع إمكاناته كافة، من أجل تنظيم صفوف الشعب، كان من مؤسسي مجلس غرب كردستان الذي تأسس عام 2011، في مدينة كركي لكي بمقاطعة الجزيرة، انتقل بعدها إلى منطقة عفرين وحلب، وكان له دور وتأثير أساسي في تنظيم الشعب ضمن الكومينات والمجالس والمؤسسات، وتحرير عفرين وبناء النظام الديمقراطي فيها وفي حلب، ثم انتقل إلى كوباني وكري سبي/ تل أبيض ومنبج.

فرهاد شبلي كان يحب التنظيم، لذلك كان سباقاً للدخول إلى أي منطقة تتحرر من قبل القوات العسكرية، كعفرين وكري سبي/تل أبيض ومنبج والرقة، نظراً لعمقه الفكري والفلسفي والأيديولوجي وتجربته الكبيرة والطويلة في المجال التنظيمي، كُلّف بمهام تنظيم الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا كمستشار للرئاسة المشتركة، ونائب للرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية.

(ك)

ANHA