صراع نفوذ التكنولوجيا يهدد التقدم العلمي

يكشف كتاب طرحه كاتب ألماني عن التهديد الذي يتربص بالتقدم العلمي حول العالم، وعن وجود مخاوف من تشظّيه إلى عوالم تقنية متصارعة، جراء الصراع على النفوذ لدى قوى الهيمنة.

صراع نفوذ التكنولوجيا يهدد التقدم العلمي
25 حزيران 2024   13:55
مركز الأخبار

يشهد العالم حالياً حرباً تكنولوجية متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، بينما تشارك فيها أوروبا أيضاً، لكن على استحياء، ولاسيما مع تراجع جهودها للحفاظ على التفوق التكنولوجي بسبب حالة من الركود لديها في هذا المجال. وبينما تسعى تلك الأطراف لتسلم قيادة العالم، مما قد يقود إلى تهديد التقدم والرفاهية في العالم عبر تشظيه إلى عوالم تقنية متنافسة، وفق لكاتب الماني.

ما طرحه الكاتب الألماني فولفغانغ هيرن في كتابه الذي صدر العام الجاري بعنوان "الحرب التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة والموقف الأوروبي تجاه المنافسة"، يناقش خلاله الدور التاريخي للقوى في دعم مسيرة التقدم التكنولوجي، وأهم المجالات التكنولوجية التي تتصارع حولها خاصة الحوسبة الكمومية، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا البيولوجية وغيرها، كما تطرق إلى مخاطر هذا الصراع وجدوى التعاون بين القوى في المجال التكنولوجي.

وطرح الكتاب عدة مجالات تكنولوجية تظهر فيها الصراعات بين القوى "الصين والولايات المتحدة وأوروبا"، كـ "الذكاء الاصطناعي" والرقائق الإلكترونية والتحول الرقمي والحوسبة الكمومية، إلى جانب "توليد الطاقة" والتكنولوجيا الحيوية والطب، بالإضافة إلى السفر نحو الفضاء وبراءات الاختراع.

وبحسب الكاتب فإن تلك القوى تسلك سبلاً عدة لإعداد العنصر البشري، كونه الحلقة الأهم في تطوير التكنولوجيا وتسجيل براءات الاختراع، خاصة في مجالات الرياضيات وعلوم الحاسوب والعلوم الطبيعية والتكنولوجيا.

ووفقاً للكتاب، لا يمكن حصر الصراع التكنولوجي بين القوى في المجالات السابقة فقط؛ إذ هنالك مجالات أخرى واعدة. ففي الصعيد الحضري، يمكن إنشاء مدن ذكية تعتمد على إنترنت الأشياء للقيام بوظائفها بسرعة ودرجة عالية من الدقة، كتسهيل حركة المرور في تلك المدن وترشيد الطاقة المستخدمة والرصد البيئي لأيّ مخاطر بيئية محتملة.

ويتوقع الكاتب أن تؤدي الحرب التكنولوجية الراهنة بين بكين وواشنطن إلى التشظي التقني، إذ قد ينشأ عالمان تكنولوجيان مختلفان، أحدهما أميركي والآخر صيني، كما حدث ذلك بالفعل مع الإنترنت، وهو ما سينتج عنه ازدياد التكلفة للمستهلكين والمنتجين وتباطؤ التطور المرجوّ لمنع التبادل المعرفي والتقني بين العالمين.

وبينما يتفهم الكاتب حاجة الدول إلى حماية اقتصادها وتقدمها التكنولوجي من السقوط في فخ التبعية، فإنه يرى أن الحل هو اتباع نهج يهدف إلى تقليل تلك المخاطر بتنويع العلاقات مع العديد من الفاعلين الدوليين وتكوين التحالفات وليس قطع العلاقات التجارية والتقنية، كما حدث بين الولايات المتحدة والصين في الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

(د ع)