حسن كوجر: إن كانت دمشق مع الحوار فنحن أيضاً مستعدون

نوّه نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، إلى أن دولة الاحتلال التركي تريد استخدام جميع الأطراف في سوريا لتحقيق أجنداتها، لذلك ينبغي ألا تنخدع حكومة دمشق بهذه الألاعيب، وقال: "على حكومة دمشق أن تعلم أنها إذا دخلت أي تحالف مع تركيا، فستخسر سوريا، وإن كانت مع الحوار أو أي اتفاق فنحن أيضاً مستعدون".

حسن كوجر: إن كانت دمشق مع الحوار فنحن أيضاً مستعدون
3 تموز 2024   10:20
مركز الأخبار
جيهان بلكين

تحدث نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، حسن كوجر، لوكالتنا، عن مزاعم التقارب بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي، والتلميحات في هذا السياق. كما قيّم موضوع الاحتجاجات في المناطق السورية المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال التركي، ألقت منذ بداية الأزمة في سوريا، اللوم على حكومة دمشق، وصوّرت بشار الأسد على أنه ديكتاتور، وقال: "الهدف من ذلك، كان ضم المعارضة لصفها وتنظيمها وفق أجنداتها، والتدخل في سوريا، وبهذا الشكل سيطرت عليها وتدخلت في سوريا من خلالها، واستخدمت مرتزقة داعش وجبهة النصرة لتعميق الأزمة السورية".

"الدولة التركية غيّرت سياستها عقب فشلها"

وشدد كوجر على أن شعب إقليم شمال وشرق سوريا دافع عن سوريا، بمواجهته للهجمات، ولولا هذا النضال والمقاومة لما بقي شيء من سوريا وفي مقدمتها حكومة دمشق. لذلك، بعد هزيمة مرتزقة داعش، تدخلت دولة الاحتلال التركي بشكل مباشر بنفسها واحتلت عفرين، وسري كانيه، وكري سبي.

وأوضح كوجر أن تركيا أخرجت الثورة السورية عن مسارها، لكنها لم تستطع تحقيق كل خططها، فغيّرت سياستها بنسبة 80% وتريد تنفيذ مشاريعها من خلال حكومة دمشق اليوم، وقال: "تريد دولة الاحتلال التركي استقطاب حكومة دمشق إلى جانبها وخداعها، بالقول لها (نحن مع توحيد أرض سوريا، يجب أن نتحد للقتال ضد شمال وشرق سوريا، ونحن مستعدون لما تريدين)".

 "حذرناهم من الألاعيب التركية منذ البداية"

تطرق حسن كوجر إلى ألاعيب دولة الاحتلال التركي، وتحذير "المعارضة" منذ البداية، من تلك الألاعيب، وأن دولة الاحتلال ستوظفها لصالح أجنداتها، قائلاً: "منذ بداية الأزمة أبلغنا جميع الأطراف وخاصة الذين انتفضوا اليوم ضد الدولة التركية في المناطق المحتلة، بأن تركيا تستخدمكم؛ لا أحد يعرف الدولة التركية مثلنا. دعونا نحل مشاكلنا بيننا نحن السوريين. لا تنخدعوا بمؤامرة الدولة التركية، إنها تستخدمكم كأدوات لخدمة مصالحها الخاصة، واليوم تبيّن أن ما قلناه كان صحيحاً، وشهدوا خيانة الدولة التركية، ولهذا تظاهروا اليوم في جميع المدن المحتلة".

"موقف حكومة دمشق السابق كان جيداً"

وأشار كوجر إلى أن دولة الاحتلال التركي الآن، تريد خداع حكومة دمشق أيضاً، بأنها مع وحدة الأراضي السورية، وقال إن "موقف حكومة دمشق الأولي كان جيداً ووطنياً، حيث صرّحت بعدم التفاوض مع الدولة التركية إن لم تخرج من سوريا، وإذا تراجعت عن موقفها هذا، فإنها ستضر بسوريا. وإذا عقدت اتفاقاً مع الدولة التركية، فإنها ستشرعن احتلالها لأراضيها".

"يجب أن تدرك حكومة دمشق أنها ستخسر سوريا إن اتفقت مع تركيا"

وأفاد حسن كوجر بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا تأمل ألا تتفق دمشق مع أنقرة، ولفت الانتباه إلى مخاطر ذلك: "كما خسرت المعارضة؛ ستخسر سوريا أيضاً، فأمس كان أردوغان يصف بشار بالديكتاتور، واليوم يقول إنه سيجلس معه، إنه يريد وضع حكومة دمشق في خط المواجهة مع الكرد والقوى الديمقراطية. إنه يريد استغلال الاتفاق لشن هجوم على شمال وشرق سوريا. وفي مثل هذا الوضع لن يبقى شيء من سوريا. على دمشق أن ترى أن سوريا ستتجه إلى انقسام كبير. إنه يحاول إجراء اتفاقات مع العراق وسوريا من أجل إشراكهما في مشروعه، وإذا اتفقت الدولتان معه فسوف ستخسران.

برأيي أنه حصل اتفاقٌ بين دمشق وأنقرة، ولكن مستوى هذا الاتفاق غير واضح، وحتى قبل الآن، كانت هناك علاقات تربطهما على المستوى الأمني وعُقدت لقاءات بينهما، ويقال إن العراق يريد التوسط؛ لإعادة العلاقات بين البلدين، وهذا غير صحيح، هناك أزمات كبيرة للغاية في سوريا والعراق. هناك اتفاقات حصلت، لكننا نأمل ألا تكون على حساب دماء الشعب السوري، أو على حساب تسليم أجزاء من سوريا إلى الدولة التركية".

"نحن ملتزمون بقراراتنا"

وذكّر نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي بما خرجت به الإدارة الذاتية في نيسان 2023، من خريطة طريق لحل الأزمة السورية، وقال إنهم ملتزمون بها حتى الآن. مشيراً إلى قدرتهم على حل المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية للبلاد معاً عبرها.

ونوّه إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، مستمرة في تواصلها مع دمشق؛ للتوصّل إلى أي اتفاق وحلّ يحقق استقرار المنطقة والبلاد، لكن يجب على حكومة دمشق التخلي عن النظر للإدارة الذاتية على أنها تشكل خطراً على سوريا، مؤكداً "نحن لا نشكل أي تهديد لأي طرف ولسنا أعداء لأي طرف، نحن نسعى لنبني سوريا والحفاظ على سيادة أراضي البلاد، قلناها دائماً إننا على استعداد لتحرير المناطق السورية المحتلة بالتشارك مع الجيش السوري".

وأشار إلى أن أي اتفاق بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي ضد إقليم شمال وشرق سوريا ستواجهه مقاومة شعبية كبيرة: "يجب أن تعلم حكومة دمشق أن شعب الإقليم لن يقف مكتوف اليد وسيقاوم ضد أي تحالف مع تركيا مبنيّ على العداوة لإقليم شمال وشرق سوريا".

وشدد على أن الإدارة الذاتية الديمقراطية مستعدة لأي حوار مع الأطراف كافة، وفي مقدمتها حكومة دمشق لحل الأزمة السورية "إن أرادت حكومة دمشق أي اتفاق سياسي أو غيره عبر الحوار، فنحن مستعدون".

وفي نهاية تصريحاته لوكالتنا، قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، حسن كوجر إن "دولة الاحتلال التركي دمرت أجزاء كبيرة من سوريا، لذا يجب على الشعب السوري اتخاذ موقف ضد مخططاتها". 

(أم)

ANHA