تحسباً للأمطار الغزيرة... دول في آسيا وأفريقيا تتأهب

شهدت باكستان هذا العام تساقط كمية الأمطار الأكبر خلال نيسان منذ 1961، فيما فرضت السلطات في كينيا وتنزانيا اليوم حالة التأهب تحسبا لاقتراب الإعصار الإستوائي "هدايا" من سواحلهما المطلة على المحيط الهندي.

تحسباً للأمطار الغزيرة... دول في آسيا وأفريقيا تتأهب
4 مايو 2024   17:31
مركز الأخبار

أفادت دائرة الأرصاد الجوية الباكستانية في تقرير أصدرته ليل أمس أن المتساقطات "بلغت 59,3 ملم"، بفارق ملحوظ عن المعدل لهذا الشهر من السنة والبالغ 22,5 ملم.

وأحصت السلطات مقتل 144 شخصا على الأقل جراء العواصف والانزلاقات بسبب الأمطار الغزيرة خلال نيسان/أبريل.

وفي حين تشهد أنحاء عدة من آسيا موجة حرّ غير مسبوقة، سجلت باكستان تراجعا في معدل الحرارة الشهرية، اذ بلغ 23,67 مئوية مقابل 24,54 مئوية عادة.

وقال المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية زهير أحمد بابار إن التغير المناخي هو السبب في هذه التبدلات.

وأوضح لوكالة فرانس برس "التغير المناخي هو عامل مهم يؤثر على كل الظواهر المناخية غير المتوقعة في منطقتنا".

وتؤكد إسلام آباد أنها مسؤولة عن أقل من واحد بالمئة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، وهي عرضة بشكل متزايد لتأثيرات الظواهر المناخية القاسية، وغالبا ما تتسبب الأمطار الموسمية التي تبدأ عادة مطلع تموز/يوليو، بآثار مدمّرة.

وسجّل العدد الأكبر لضحايا الظروف المناخية في نيسان في إقليم خیبر بختونخوا بشمال غرب البلاد، مع مقتل 84 شخصا بينهم 38 طفلا. وتضرر نحو 3500 منزل في هذا الاقليم الحدودي مع أفغانستان.

وعانت باكستان في 2022 من فيضانات مدمّرة طالت نحو ثلث مساحة البلاد، وتسببت بمقتل 1700 شخص وأثّرت على زهاء 33 مليون نسمة من السكان.

وبدروها فرضت السلطات في كينيا وتنزانيا اليوم حالة التأهب تحسبا لاقتراب الإعصار الإستوائي "هدايا" من سواحلهما المطلة على المحيط الهندي، فيما تضرب الفيضانات المدمرة البلدين الواقعين شرقي أفريقيا والمعرضين للتقلبات المناخية.

ومنذ آذار، قتل نحو 400 شخص في شرق القارة ونزح الآلاف بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات وانزلاقات للتربة، وجرفت منازل ودمرت طرقات وجسورا.

وفيما تترقب البلاد أول إعصار في تاريخها، وصف الرئيس الكيني وليام روتو توقعات الأرصاد الجوية في البلاد بأنها "فظيعة"، وأرجأ إلى أجل غير مسمى إعادة فتح المدارس التي كانت مقررة الإثنين.

ومن المتوقع أن يضرب الإعصار "هدايا" اليابسة خلال عطلة نهاية الأسبوع على سواحل كينيا وتنزانيا.

وذكر روتو أن الإعصار "سيتسبب بأمطار غزيرة ورياح قوية وأمواج عاتية وخطيرة".

خلال نفس الفترة، قتل في كينيا ما لا يقل عن 210 أشخاص وفقد حوالي مئة آخرين بينما تشرد 165 ألف شخص، بحسب الأرقام الحكومية.

وقال الرئيس: "لم يسلم أي ركن من بلادنا من هذا الدمار". مضيفا: "للأسف لم نشهد بعد نهاية هذه الفترة الخطيرة".

وأمرت وزارة الداخلية الخميس الأشخاص المقيمين قرب الأنهار الكبيرة أو قرب 178 "سدا أو خزانا ممتلئا بالكامل أو جزئيا" بالابتعاد عن المنطقة خلال 24 ساعة.

وسيبلغ الإعصار "هدايا" ذروته مع رياح تبلغ سرعتها 165 كيلومترا في الساعة عندما يضرب اليابسة في تنزانيا المجاورة اليوم، وفقا لمركز المناخ الإقليمي.

ويمتد موسم الأعاصير في جنوب غرب المحيط الهندي عادة من تشرين الثاني إلى نيسان ويشهد نحو 12 عاصفة سنويا.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية التنزانية اليوم على منصة إكس أن الإعصار كان مساء الجمعة على بعد 125 كيلومترا من دار السلام، عاصمة تنزانيا الاقتصادية، متسببا برياح قوية وأمطار غزيرة في عدة مناطق ساحلية. وطلبت من السكان المقيمين في مناطق الخطر والعاملين في المجال  البحري اتخاذ "أقصى الاحتياطات".

ولقي ما لا يقل عن 155 شخصا حتفهم في تنزانيا بسبب الفيضانات وانزلاقات التربة التي دمرت المحاصيل وجرفت منازل.

ومنطقة شرق أفريقيا معرضة بشدة لتغير المناخ، وتفاقم هطول الأمطار فيها هذا العام بسبب التغير المناخي.

(م ش)