إيران تتقدّم في جميع أنحاء الشرق الأوسط

أشار تحليل إسرائيلي إلى أن إيران كانت قادرة على استخدام كل النفوذ الذي بنته في العالم العربي لتمهيد الطريق إلى 7 تشرين الأول 2023، فيما كشف مسؤول أميركي كبير أن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين واشنطن والرياض بات قريباً.

إيران تتقدّم في جميع أنحاء الشرق الأوسط
22 مايو 2024   09:43
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، الصراع بين طهران وتل أبيب، ومسار العلاقات بين واشنطن والرياض.

مهّد تواصل رئيسي مع الدول العربية الطريق أمام 7 تشرين الأول

تأتي وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المفاجِئة في وقت معقّد بالنسبة لإيران، بحسب تحليل لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت إيران، بحسب التحليل، تتقدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مستغلة الفراغ الذي حصل في العراق وسوريا بعد الحرب على داعش، فحاولت فرض نفوذها على الأرض، كما أنها زادت من قوة وكلائها - مثل حزب الله، وجماعة الحوثي، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.

وفي عهد رئيسي، اتبعت إيران سياسة التواصل مع الدول العربية، تمت مصالحتها مع السعودية العام الماضي بدعم من الصين، وجاءت بعد موافقة إيران والصين على اتفاق يمتد لعدة عقود لتعزيز العلاقات، بحسب الصحيفة.

وتعتقد الصحيفة أن يكون الاتفاق الإيراني السعودي مربحاً لكل من الصين وإيران، حيث ساعدت بكين على زيادة نفوذها في المنطقة، وأعطت إيران ضمانة (مؤقتة على الأقل) بعدم حدوث تطبيع بين السعودية وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران لم تتواصل مع الرياض فحسب، بل تواصلت مع الجامعة العربية وساعدت في إعادة "النظام السوري" إلى حضن الجامعة العربية، كما تسيطر طهران على مساحة كبيرة من سوريا، لذلك، في جوهرها، كانت تجلب وكيلها إلى الجامعة العربية بعد عقد من الزمن عندما تم طرد "النظام السوري" منها.

على مدى السنوات القليلة الماضية، سعت إيران إلى تغيير المنطقة بشكل لا رجعة فيه، لقد حدث تغيير كبير بشكل عام بفضل الفوضى التي حدثت هنا خلال العقود الماضية. ويمكن إرجاع ذلك إلى نهاية الحرب الباردة، وصعود تنظيم القاعدة، والحرب الأميركية العالمية على "الإرهاب"، وغزوها للعراق.

ولفت التحليل إلى أن إيران، استفادت من الربيع العربي أوائل عام 2010، كما استفادت من حرب الخليج، واستفادت أيضاً من صعود داعش.

كما تعتقد الصحيفة أن إيران كانت قادرة على استخدام كل هذا النفوذ الذي بنته في العالم العربي لتمهيد الطريق إلى 7 تشرين الأول عبر ثلاثة عوامل، أولاً، كانت قوة حماس بحاجة إلى النمو. ومن المرجح أن إيران فعلت ذلك من خلال المشورة التكنولوجية وربما من خلال التهريب.

وثانياً، صرف انتباه إسرائيل عن قطاع غزة من خلال زيادة الشحنات والنشاط في الشمال، ويشمل ذلك النقل الإيراني للذخائر الدقيقة والطائرات دون طيار إلى حزب الله. وزادت إيران من تأجيج شمال الضفة الغربية في الفترة 2022-2023، الأمر الذي أدى إلى رد فعل يتمثل في جلب المزيد من الوحدات الإسرائيلية التي من دون زيادة تجنيد جيش الدفاع الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى إضعاف القوات على طول الحدود الجنوبية، ما يعني فعلياً وجوداً أقل.

وثالثاً، أدى تواصل إيران مع العالم العربي إلى خفض التوترات بين المملكة العربية السعودية والحوثيين في اليمن، ما فتح المجال أمام استخدام الحوثيين في الحرب على إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن المصالحة بين قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ساعدت إيران، التي أرادت عرقلة اتفاقيات إبراهام.

واشنطن والرياض قريبتان من الاتفاق النووي الدفاعي والمدني

قال مسؤول أميركي كبير إن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين واشنطن والرياض بات قريباً، لكن الاتفاق الأوسع الذي يشمل إسرائيل يتوقف على "مسار موثوق به" نحو إنشاء دولة فلسطينية، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وأضاف المسؤول، أن الولايات المتحدة حققت تقدماً كبيراً في المحادثات مع المملكة بشأن المساعدة الأميركية في مجال الدفاع والبرنامج النووي المدني، وأن الدولتين لديها "مجموعة شبه نهائية" من الاتفاقيات الثنائية.

ولفتت الصحيفة إلى أن المناقشات تُعد جزءاً من الجهود الأميركية لتأمين صفقة كبيرة تشمل تطبيع المملكة العربية السعودية وإسرائيل لعلاقاتهما الدبلوماسية – ولكنها تعتمد على استعداد إسرائيل لمنح تنازلات للفلسطينيين.

وقال مسؤولون ومحللون أميركيون إن الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر بين إسرائيل وحماس، يجب أن تنتهي قبل التوصل إلى اتفاق ثلاثي نهائي.

(م ش)