أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية

يُعدّ استنزاف الموارد المائية في القطاع الزراعي من أحد مسببات الجفاف والتصحر، لتبرز مؤخراً أنظمة الري الحديثة في المنطقة التي يراها الخبراء ترشيد في استهلاك المياه، وتقطع الطريق في التسبب بتصحر التربة، وتحقق زيادة إنتاجية.

أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
أنظمة الري الحديثة.. حلول رائدة في مواجهة التحديات البيئية
17 حزيران 2024   06:00
قامشلو
أحمد سمير

عبر التاريخ، كانت مناطق إقليم شمال وشرق سوريا تشكل نقطة محورية وتُعدّ السلة الغذائية للبلاد، بفضل مناخها المعتدل وتربتها الخصبة، إلى جانب ثرواتها الوفيرة من المياه الجوفية. ومع ذلك، فإن التغيرات المناخية، والجفاف المستمر، إلى جانب سنوات الحرب، والإدارة غير الحكيمة للموارد المائية، قد أحدثت تأثيرات مدمرة على قطاع الزراعة والغطاء النباتي. هذه التحديات تفتح الباب أمام زحف التصحر.

ويشكل تغير المناخ مصدر قلق متزايد للمزارعين في إقليم شمال وشرق سوريا، إذ تشهد المنطقة تقلبات مناخية تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة بالشتاء، وسقوط الأمطار في الصيف، الأمر الذي يؤثر سلباً على نمو وإنتاج المحاصيل الزراعية، وتغير في الدورة الزراعية.

ويواجه القطاع الزراعي تحديات جمّة، حيث أن سوء إدارة الموارد المائية، والاستخراج المفرط للمياه من الآبار الجوفية، قد أسفر عن استنزاف الموارد المائية، ما أدى إلى تدهور جودة التربة وتصحرها.

حيث لا يزال المزارعون في إقليم شمال وشرق سوريا يعتمدون على الممارسات الزراعية التقليدية التي تفتقر إلى التقنيات الحديثة، ويسهم غياب اعتماد تقنيات وأنظمة الري الفاعلة، بشكل كبير في تراجع الإنتاج الزراعي وتفاقم مشكلة ندرة المياه، وخروج الأراضي الزراعية عن الخدمة جراء التملح وانجراف التربة.

ولتعزيز الاستدامة في القطاع الزراعي وتحسين إدارة المياه، انخرط عدد لا بأس به من المزارعين في الإقليم بتبنّي تقنيات الري الزراعية المتطورة، والتوجه نحو استخدام الطاقة المتجددة بديلاً للوقود الأحفوري. من بين هؤلاء المزارعين، يبرز محمد إسماعيل كمثال يحتذى به.

يتبع المزارع محمد سعيد إسماعيل، مالك 600 دونم أرض زراعية في قرية سنجق سعدون بريف مدينة عامودا، ويعمل في الزراعة منذ 20 عاماً، طرقاً حديثة لري محاصيله الصيفية والشتوية.

ولا يخفي إسماعيل قلة الإنتاج هذا العام، نتيجة تعرض المحاصيل لعوامل جوية متقلبة من موجات الحرارة في النهار وبرودة في الليل، ويقول عن تجربته: "بات قسم كبير من المزارعين يعتمدون أساليب الري الحديثة باستخدام الرذاذ، لما لها من فوائد لتوفير المياه والمحروقات معاً".

ويؤكد، إن الوسائل الحديثة في الري أفضل من استخدام الوسائل القديمة، للحفاظ على المياه الجوفية والتقليل من استخدام المحروقات للحفاظ على البيئة، مشيراً أنه بإمكان الجهات المعنية في الإقليم تطبيق الخطة الاستراتيجية الحديثة للزراعة، عبر دعم القطاع الزراعي بقروض لاستخدام التقنيات الحديثة في الري.

توجه أحمد رمضان الخليف هو الآخر الذي يعمل في الزراعة منذ 25 عاماً ويمتلك 15 دونماً، إلى استخدام الطاقة الشمسية كبديل عن الوقود الأحفوري لري محاصيله الزراعية منذ 5 أعوام.

يعبر الخليف عن ارتياحه لتخليه عن استخدام المازوت والتحول إلى الطاقة البديلة، وتخلصه من الأعطال المتكررة للمولدة التي تعمل لساعات طويلة.

بيمنا لا يزال الكثير من المزارعين يواصلون الاعتماد على طرق الري التقليدية والتي غالباً ما تكون أقل كفاءة، ما قد يؤدي إلى تفاقم شحّ المياه والإسهام في استنزاف الموارد المتاحة، ومنهم الخليف، الذي يعتمد على الطرق القديمة لري محاصيله الزراعية، وينوه: "لم نستخدم الري بالرذاذ حتى الآن، صحيح أن الأساليب الحديثة تخفف من استهلاك المياه، لكن لم نعتمدها بعد".

وعن الآثار السلبية التي تلعبها طرق الري التقليدية في استنزاف الموارد المائية وتأثيرها على التربة وتملحها وتصحرها، يوضح المهندس الزراعي والناشط في المجال البيئي محمد سعيد، لوكالتنا.

وقال عنها: "تقسم طرق الري إلى قسمين، طرق ري حديثة وطرق ري تقليدية (قديمة) كانت مستخدمة منذ بدء الإنسان بالزراعة، وحتى الآن كطريقة الري بالغمر، أو كما يسميها البعض الري السطحي باستخدام المساكب والأخاديد وتُعدّ هذه الطريقة في الري منخفضة الكفاءة، إذ أن نسبة فعاليتها لا تتجاوز الـ 50٪ ".

ويضيف "ويؤدي إلى هدر كميات كبيرة من المياه فيحدث لدينا استنزاف للموارد المائية، ناهيك عن أن جذور النباتات لا تستطيع الاستفادة من كل المياه المتاحة، فتضيع هذه المياه إما عن طريق التبخر أو بالجريان السطحي".

ويبين سعيد "كما هو معلوم، فإن الجريان السطحي للمياه يجرف معه الطبقة السطحية للتربة، ما يؤدي لإفقار التربة ويخلف الاستمرار في استخدام هذه الطريقة في الري مع عدم مراعاة احتياجات التربة من العناصر وإضافتها عن طريق التسميد وعدم اتباع دورة زراعية مناسبة، لحدوث التصحر في هذه المناطق على المدى الطويل وحتى المدى المتوسط في مناطق الاستقرار الثالثة والرابعة من مناطقنا".

محذراً من أن اتباع الطرق القديمة؛ لأنها تضع الأمن الغذائي في خطر، قال: "مما لا شك فيه أن الأمن الغذائي مرتبط بالأمن المائي؛ لأن المياه عصب الزراعة والاستنزاف المستمر للموارد المائية، سواءً الجوفية أو السطحية، سينعكس سلباً وبشكل خطير على الزراعة وبالتالي يهدد الأمن الغذائي، نظراً لخروج مساحات من الأراضي الزراعية من خريطة الزراعات المروية والاعتماد على الزراعة البعلية، التي ترتبط بمياه الأمطار، وبالتالي تقل الإنتاجية لهذه الأراضي، مما يزيد الطلب على الغذاء بسبب عدم كفاية الإنتاج المحلي لتغطية احتياجات السوق الاستهلاكية المتزايدة للسكان والذي يضطرهم لاستيراد المواد الغذائية من الخارج لسد الفجوة الغذائية الناتجة، وما يفرضه هذا الواقع للرضوخ لضغوطات معينة أو أجندات محددة تهدد سيادة المنطقة".

وسلط محمد سعيد، الضوء على إيجابيات الوسائل الذكية الحديثة لري المحاصيل الزراعية، ودورها في ترشيد استهلاك المياه، وذكر بأن طرق الري الحديثة تتمتع بالعديد من المزايا التي تجعلها تتفوق على مثيلاتها من طرق الري التقليدية، ذاكراً إياها:

* تحسين كفاءة نقل المياه وتحقيق عدالة التوزيع.

* تقليل المدة الزمنية اللازمة للري.

* تقليل الطاقة المستخدمة في الري وخفض كمية المحروقات وتقليل استخدام المبيدات، وبالتالي يسهم في الحفاظ على البيئة.

* تقليل كميات الأسمدة ورفع كفاءة استخدامها.

* تقليل نفقات عملية العزيق بسبب الحد من نمو الحشائش.

* زيادة إنتاجية المحصول ورفع جودته وخفض تكاليف التشغيل وبالتالي زيادة ربح المزارع.

ويشير سعيد: "إذا ما نظرنا إلى توفير المياه نتيجة تطبيق طرق الري الحديثة والتي تصل حتى 40٪ فيمكننا القول بأن هذه الطرق تؤدي إلى ترشيد استهلاك المياه، ويحقق كذلك زيادة إنتاجية بنسبة تصل لـ 30٪".

وتطرّق سعيد إلى الدور الذي تلعبه الوسائل الحديثة في الحد من التصحر، وقال: "هذه الطرق (طرق الري الحديثة) بما أنها تحافظ على المياه من الهدر، المياه التي تُعدّ شريان الحياة لأي منطقة، وبالتالي التقليل من مخاطر التصحر الناجم عن الجفاف وتدهور الأراضي الزراعية، وتساعد على استخدام الفائض من المياه في تحريج المناطق غير الصالحة لزراعة المحاصيل الزراعية لسبب أو لآخر، وزيادة الغطاء النباتي الذي يحمي التربة من خطر الانجراف والتعري ويمنع زحف الصحراء في المناطق المحاذية لها".

(أم)

ANHA