YRJ مظلة جامعة لتوحيد طاقات الإعلاميات السوريات

يصادف في 28 حزيران الحالي، الذكرى السنوية الرابعة لتأسيس اتحاد إعلام المرأة، الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يصبح مظلة للإعلاميات في شمال وشرق سوريا، وترمي لتوحيد طاقات الإعلاميات السوريات في خدمة عكس واقع المرأة وخطابها.

YRJ مظلة جامعة لتوحيد طاقات الإعلاميات السوريات
28 حزيران 2024   06:12
قامشلو
ميديا حنّان

خطت المرأة الكردية خطوات مهمة في الصحافة الكردية، ابتداءً من صدور أول جريدة كردية باسم "كردستان" من قبل الأمير مقداد مدحت بدرخان، في العاصمة المصرية القاهرة في 22 نيسان عام 1898، حيث شاركت روشن بدرخان في النشر والكتابة منذ نشأة الصحيفة التي كانت تحمل بداخلها خطاباً ثقافياً يراعي متطلبات الشعب الكردي وتعرّف وتشيد بالتراث الكردي وثقافته.

وافتتحت آفاق صحافة المرأة بشكلٍ أكبر مع بداية ظهور حركة التحرر الكردستانية أواخر ثمانينات القرن الماضي، بقيادة فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي طرح مشروع حرية المرأة.

وتمكن الإعلام الحر خلال القرن الماضي من إعلاء صوت المرأة في ميدان الإعلام وتنظيم المجتمع من الناحيتين الفكرية والثقافية وإيصاله إلى اكتساب الإرادة الحرة، فبقدر ما يتم إعلاء صوت وخطاب المرأة على مبادئ وأسس الحرية والديمقراطية يسهم ذلك في نيل قيم الحرية وبناء نظام الأمة الديمقراطية للمجتمع.

وهنالك أمثلة عديدة للنساء اللواتي تصدرن الميدان الإعلامي، كالمفكرة والصحفية الثورية غربت آلي آرسوز، التي أصبحت أول صحفية تتولى إدارة التحرير في وسائل الإعلام في شمال كردستان وتركيا، واستشهدت قبل 27 عاماً. وكتبت التاريخ كامرأة مختصة في الكيمياء ومفكرة وكاتبة وصحفية وثورية. وعاشت متحررة من الأعراف البالية للمجتمع، وعُرفت بتميزها وشخصيتها القوية المنتفضة.

في 7 تشرين الأول عام 2013، ومن أجل تنظيم إعلام المرأة على ذرى جبال كردستان وفي ذكرى استشهادها، أسست رفيقات غربت آلي آرسوز، إعلام المرأة الحرة (RAJIN).

والشهيدة شيلان آراس، التي كانت في طريقها إلى شرق كردستان؛ بهدف القيام ببعض الأبحاث والنشاطات المتعلقة بالمرأة الكردية في شرق كردستان وإيران، منعتها السلطات الإيرانية من تحقيق حلمها، واستشهدت على يد السلطات قبل وصولها.

كذلك الصحفية الكردية دنيز فرات، التي استشهدت في مخمور أثناء تغطيتها لهجمات مرتزقة داعش على شنكال ومخمور في جنوب كردستان عام 2014.

وفي شمال وشرق سوريا ومع اندلاع الثورة في 19 تموز 2012، سُنحت للمرأة أن تلعب دورها مرة أخرى بشكلٍ فعال وريادي عبر افتتاح وسائل إعلامية مثل (وكالة أنباء هاوار، صحيفة روناهي، فضائية روناهي، مجلة صوت الحياة بالعربية والكردية، مجلة آفاق المرأة، وفضائية جن تي في (JIN TV)، راديو ستار، وفضائية روجآفا تي في (ROJAVA TV).

واستشهدت العديد من الصحفيات في سبيل نقل وقائع وحقائق الثورة من بينهن الإعلامية آكري يلماز (مريم محمد) التي استشهدت أثناء تغطيتها لحملة تحرير كوباني من مرتزقة داعش في 13 نيسان 2015، وأرين جودي (أهين فايق إبراهيم) التي استشهدت إثر انفجار لغم في منطقة الهول التابعة للحسكة أثناء عملها الصحفي 2016، وأيلول نوهلات (روناهي عمر) التي استشهدت في مناطق الشهباء خلال متابعتها لحملة تحرير قرى ريف شهباء من المرتزقة في 20 تشرين الثاني 2016 وشيلان بوتان (ريم خشمان) التي استشهدت أثناء قصف الاحتلال التركي على جبال قره جوغ بمدينة ديرك في 25 نيسان 2017، و دليشان إيبش مراسلة وكالة أنباء هاوار التي استشهدت إثر هجوم انتحاري لمرتزقة داعش في 12 تشرين الأول 2017، وروهندا عفرين التي استشهدت خلال مقاومة العصر في مدينة جندريسة 2018، ودلوفان كفر (ديلان أولماز) التي استشهدت خلال توثيقها لهجمات الاحتلال التركي على قرى كري سبي في 13 تشرين الأول 2019.

YRJ مظلة لتوحيد طاقات الإعلاميات وتنظيمهن

ووضعت الصحفية وإحدى قياديات حركة المرأة الحرة شفين بنغول التي استشهدت في 7 آب 2019، أساسيات اتحاد اعلام المرأة مع الشهيدة نوجيان أورهان التي استشهدت في 23 اذار 2017 بقضاء شنكال، ليتشكل اتحاد إعلام المرأة في 28 حزيران 2020 من خلال كونفرانسهم الأول، وليصبح الاتحاد (YRJ) مظلة لجميع الإعلاميات من أجل توحيد طاقاتهن وتنظيم عملهن.

ويهدف اتحاد إعلام المرأة للوصول إلى صحافة حرة وبديلة تتمحور حول المرأة، وترفض علاقات إنتاج الرأسمالية في قطاع الإعلام وتتدخل في لغة وخطاب الصحافة الذكورية، وإبراز دور المرأة وتمثيل قضاياها ودورها الاجتماعي، بعيداً عن التحيزات الثقافية والدينية والإثنية والقومية والطبقية، كما يرى الاتحاد أن القمع الذكوري لا يمارس فقط على النساء، بل يشمل مناحي الحياة كافة، لذا يؤمن بتحرير المجتمع وحل جميع قضاياه وبناء مجتمع أخلاقي سياسي إيكولوجي يستند بالدرجة الأولى على تحرر المرأة وإبراز دورها.

ويتخذ اتحاد إعلام المرأة من براديغما الديمقراطية الإيكولوجية وحرية المرأة أساساً له في عمله، ويهدف إلى توعية المجتمع وبناء شخصية ديمقراطية حرة سليمة، وبناء أرضية قوية ليتمكن جميع أفراد المجتمع التعبير عن رأيهم، والتشهير بكل أنواع سياسات الدولة القومية التي تتعدى على مكتسبات الشعب والمرأة، والاحتلال وتدمير الطبيعة، بالإضافة للوقوف ضد جميع التقاربات الجنسوية التي تحطّ من شأن المرأة والتركيز على استمرار النضال في مواجهتها، وتغير الذهنية السلطوية التي تُعدّ الرجل فاعلاً والمرأة أداة، وتعزيز المساواة بين الجنسين في الإعلام.

الناطقة باسم اتحاد إعلام المرأة آرين سويد، أشارت إلى أهم الإنجازات التي حققها الاتحاد منذ تأسيسه ومخططهم المستقبلي، وذكرت أن الإعلام الحر في تاريخ نضال الكرد أصبح شاهداً على الوقائع والحقائق التي تطبقها الدول السلطوية بحق الشعب وإبادته، ولكن بفضل النضال المستمر منذ أكثر من 46 عاماً استشهد ما يقارب من 100 صحفي وصحفية بينهم 28 صحفياً وصحفية من شمال وشرق سوريا.

واستذكرت الناطقة باسم الاتحاد جميع الصحفيات الشهيدات اللواتي ضحّين في سبيل مواجهة الهيمنة الرأسمالية التي تحاول استهداف أقلامهن، وقالت: "يعود الفضل في تسليط الضوء على اتحاد إعلام المرأة للشهيدة شفين بنغول التي لعبت دورها في وضع حجر الأساس لبنية الاتحاد".

وعمل اتحاد إعلام المرأة في السنوات الأخيرة على توسيع النقاش مع الصحفيات في شمال وشرق سوريا عبر تنظيم ندوات حوارية بصدد ذلك والاطلاع على دور الصحفيات في الثورة والمهام التي تقع على عاتقهن، وكيف يستطعن بناء مجتمع أخلاقي سياسي عبر أقلامهن في الظل الحرب والتطور التكنولوجي، أوضحت آرين سويد "سنحاول الوصول إلى جميع الإعلاميات في سوريا والشرق الأوسط، ويُعدّ هذا أحد أهدافنا المستقبلية".

وأكدت أن الاتحاد يسعى للوصول لجميع الإعلاميات السوريات وفي الشرق الأوسط، لتغيير الذهنية الذكورية "وتطوير لغة نستطيع من خلالها وضع الحلول لقضية تحرر المرأة، ونعاهد بصون نهج إعلام الحر، وأن نكون صوت ولون الحقيقة عبر أقلامنا".

(ي م)

ANHA