موقع أمريكي: اقتحام القاعدة التركية في كردستان العراق إشارة خطيرة لتركيا

لعلها هي المرة الأولى التي يظهر فيها الاستياء الشعبي لدى الكرد في باشور "جنوب كردستان" تجاه تركيا إلى العلن وبهذا الشكل، فالسكان الذين طفح بهم الكيل نتيجة الهجمات العدوانية للطائرات التركية على مناطقهم والتي تسببت بمقتل الكثير من الأناس المحليين القاطنين هناك، هاجموا قاعدة عسكرية تركية موجودة في المنطقة.

موقع أمريكي: اقتحام القاعدة التركية في كردستان العراق إشارة خطيرة لتركيا
الإثنين 4 شباط, 2019   10:07

مركز الأخبار

في مقال لموقع "المونيتور" الأمريكي يتحدث  الكاتب التركي فهيم تاتسكين عن مفاعيل هجوم الأهالي في إقليم باشور "جنوب كردستان" على قاعدة عسكرية تركية هناك.

ويضيف الكاتب "لقد تسببت هجمات طائرات العدوان التركي التي وقعت في منطقة ديرالك في 23-25 كانون الثاني بمقتل ستة أشخاص، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين من الغارات الجوية التركية إلى أكثر من 20 في السنتين الماضيتين".

وفي 26 كانون الثاني/يناير، اقتحم أقارب غاضبون قاعدة عسكرية تركية في محافظة دهوك، وأشعلوا النار في دبابتين وخيام ومعدات. ودعا الحشد تركيا إلى إنهاء الضربات الجوية واحترام سيادة كردستان. خرجت الأمور عن السيطرة بينما فتح الجنود النار على الحشد، مما أسفر عن مقتل اثنين من المتظاهرين، تتراوح أعمارهم بين 13 و 60 عامًا، وجرح 15 آخرين.

ويقول الكاتب إن رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنبرة تهديدية كان متوقعاً، حيث بدوره أيضاً ألقى وزير الحرب التركي خلوصي آكار بالمسؤولية على حزب العمال الكردستاني.

ويشير كاتب المقال إلى أن كلام الساسة الأتراك لهو أمر طبيعي ولكن الأمر غير الطبيعي هو سعي حكومة كردستان إلى تهدئة أنقرة ووعدها بمعاقبة "الاستفزازيين" الذين، حسب قولها، كانوا وراء الاضطرابات.

وبحسب الكاتب فإن رد الحزب الديمقراطي الكردستاني أرضى تركيا حيث قال خلوصي آكار: "إننا نرحب بالرد الشامل في الوقت المناسب لإدارة أربيل والتدابير التي اتخذتها".

وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، كثفت تركيا من استخدام الطائرات بدون طيار، على أمل أن توجه ضربات دقيقة لتلحق ضرراً أكبر بحزب العمال الكردستاني. ولكن في الوقت نفسه، وبحسب الكاتب واجهت اعتراضات متزايدة من كل من الكرد العراقيين وحكومة بغداد.

ولكن ليس فقط السكان المحليين، بل وبعض الأحزاب السياسية في كردستان، غاضبون من الوفيات بين المدنيين، الأمر الذي وضع حكومة إقليم كردستان تحت ضغوط حتمية.

ويشير الكاتب إلى أنه يحتفظ الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP)، القوة المهيمنة في المنطقة، بمواقف مناهضة لأبناء جلدتهم في حزب العمال الكردستاني، على عكس علاقتها مع أنقرة، لكن الكرد وبحسب الكاتب يكرهون احتمال حدوث قتال بين الأخوة من أجل علاقات طيبة مع تركيا.

ويقول الكاتب بعد سعي الكرد  السوريين للحكم الذاتي، أذعن الحزب الديمقراطي الكردستاني للمطالب التركية بمقاطعة وحصار "روج آفا"، الأمر الذي أدى إلى حدوث تصدعات كبيرة في سياسات كردستان.

ولكن على الرغم من هذه التحركات التي ترضي تركيا وتقوية الروابط الاقتصادية، لم يحصل الكرد العراقيون على تفهم من أنقرة بشأن استفتاء استقلالهم في عام 2017. وقد تعاونت أنقرة مع طهران وبغداد في الضغط على كردستان وجعلها تندم على الاستفتاء. وأخيراً،  أدى احتلال تركيا لعفرين إلى مزيد من الشعور بالمرارة لدى الكرد.

ويؤكد الكاتب إلى إن اقتحام المعسكر التركي - رد فعل غير مسبوق على العمليات العسكرية التركية - وهو علامة على ما يمكن أن يخبئ لأنقرة.

ويرى أيدين سيلجين، وهو دبلوماسي سابق ويعمل حالياً كاتباً في مجلة على الإنترنت، أن اقتحام القاعدة حدث كبير قد يكون "نقطة تحول".

وفي بغداد، ردت وزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفير التركي وتسليمه مذكرة احتجاج. وأدانت الإجراءات التي تنتهك سيادة العراق.

ومن الواضح أن الحكومة العراقية غير قادرة على إغلاق القواعد التركية بالقوة، وقد تؤدي أية مواجهة حول القضية إلى زيادة الشعور بالمشاعر المعادية لتركيا في العراق، والتي برزت إلى السطح عندما رفضت تركيا إخلاء معسكر بعشيقة في عام 2017. وقد تلقي هذه التوترات بظلال من الشك على مصالح تركيا.

(م ش)