برواري: الوحدة الوطنية السبيل الوحيد للتصدي للهجمات التركية

قال عضو المؤتمر الوطني الكردستاني كاميران برواري، إن دولة الاحتلال التركية تستمد قوتها من بعض الأشخاص الذين يدعون تمثيل الكردايتية ويرابطون في الخنادق التركية. برواري أشار إلى أن أعداء كردستان اتفقوا على احتلالها.

برواري: الوحدة الوطنية السبيل الوحيد للتصدي للهجمات التركية
12 نيسان 2018   06:35

هوكر نجار – آزاد سفو / شنكال 

وأجرت وكالة أنباء هاوار لقاءاً مع عضو المؤتمر الوطني الكردستاني كاميران برواري للحديث حول مساعي دولة الاحتلال التركية لاحتلال مناطق باشور كردستان.

’أحداث أعوام التسعينيات لا زالت تلقي بظلالها على اليوم الراهن‘

برواري أشار إلى قرار الحظر الجوي في أجواء باشور كردستان والذي اتخذته كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا عام 1991، وأضاف "هذا الوضع الذي استمر حتى عام 2003 ساهم بشكل كبير في تأمين الأجواء اللازمة لتأسيس كيان سياسي في باشور كردستان وبناء نظام ديمقراطي. ولكن مع الأسف لم يحدث هذا الأمر، وعلى العكس فإن باشور كردستان دخل في حرب داخلية أهلية مع باقي القوى الكردستانية حتى عام 1995، وفيما بعد حدثت حرب داخلية بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني، واستقدم الحزب الديمقراطي قوات صدام حسين إلى هولير، وفي النتيجة تشكلت إدارتين في باشور كردستان. وهذا التقسيم لا زال سائداً حتى اليوم ويلقي بآثاره السلبية على الأوضاع في باشور كردستان."

برواري نوه إلى أن الكرد ساهموا في أكثر من مرة في تأسيس بناء الحكومة العراقية، وضمان أمنها، إلا أنهم لم يحققوا لأنفسهم أية مكاسب، وتابع قائلاً "هذا الوضع استمر حتى عام 2014. في ذلك الوقت وقعت 30 في المائة من مساحة العراق في أيدي مرتزقة داعش. وأسس داعش خلافته الإسلامية. مما شكل خطراً وتهديداً كبيراً على العراق وعلى باشور كردستان وعلى سائر الشرق الأوسط.

’كانوا يخشون من وصول الكرد إلى البحر المتوسط‘

برواري وفي معرض حديثه حول موضوع الاستفتاء على الاستقلال في باشور كردستان، قال إن الاستفتاء كان خطة دبرها أردوغان بهدف تصفية مكتسبات باشور كردستان، كما تطرق إلى مواقف بعض الأطراف الكردية التي أصرت على إجراء الاستفتاء، ونوه إلى أن الهدف من إجراء الاستفتاء هو الحد من تحقيق وحدة الصف بين باشور وروج آفا "كانوا يخشون أن يصل الكرد إلى البحر المتوسط. ويخشون من إزالة الحدود بين باشور وروج آفا، ولكن في النتيجة تضررت مكتسبات باشور كردستان. فرغم جميع النواقص الموجودة، ورغم أن باشور كردستان لم يكن دولة مستقلة، ولكنه كان أقوى من دولة، وكان ساسة باشور يلقون احتراماً كبيراً في العالم."

’فقدت العديد من المكتسبات‘

وأكد برواري   أن مكتسبات الشعب الكردي تضررت كثيراً جراء قرار الاستفتاء "وضعت جميع المطارات وآبار البترول والجمارك تحت سلطة الحكومة المركزية العراقية. وعليه فقد الكرد كل ما كانوا يسيطرون عليه قبل 16 تشرين الأول عام 2017."

وقال برواري إن القضية الكردية لم تحل في العراق منذ عام 1921، ومنذ ذلك الوقت يستمر الصراع بين الكرد والدولة العراقية، ولن تحل هذه القضية طالما لم تتغير عقلية التفرد العراقية. وهذا الأمر ينطبق على الصراع السني والشيعي. وأشار بروراي إلى أن هذه العقلية هي السبب وراء تفاقم العديد من القضايا بين إقليم كردستان والحكومة العراقية المركزية مثل قضايا الميزانية، ووجود البيشمركة والحدود وغيرها من القضايا.
’النواب لا يمثلون الشعب‘

برواري نوه في سياق حديثه أن النواب الكرد في البرلمان العراقي لا يتصفون باستقلالية، لأنهم مسيرون وفق سياسات الأحزاب التي يتبعون لها،  وينفذون ما تمليه  عليهم أحزابهم، وعليه فإن ممثلي الكرد الموجودين في بغداد لا يمثلون مصالح الشعب، بل يمثلون مصالح أحزابهم.

’مستعمري كردستان اتفقوا على حرمان الكرد من إنشاء كيان خاص بهم‘

برواري أكد أن ما جرى في عفرين وكوباني وكركوك، هو تنفيذ لمخطط طويل الأمد "الدولة المستعمرة لكردستان اتفقت فيما بينها على حرمان الكرد من حقوقهم الأساسية، وإبقائهم تحت الاحتلال على الدوام دون الاعتراف بأي من حقوقهم وحرمانهم من تأسيس أي كيان خاص بهم. كما أن بعض القوى العالمية لها مصالح مشتركة مع الدول الإقليمية، ويسعون على الدوام من أجل حرمان الكرد من تأسيس كيانهم".

’العقبة الوحيدة أمام تحقيق المخططات التركية هي فلسفة القائد آبو‘

ونوه برواري إلى أن الدولة التركية تمارس قمعاً سياسياً ودبلوماسياً واجتماعياً وعسكرياً من أجل النيل من نضال الشعب الكردي.  ونوه إلى   مقاومة الشعب الكردي ضد الهجمات التركية المستهدفة مكتسبات الشعب الكردي في سوريا والعراق "وهذه المقاومة هي بفضل فلسفة القائد آبو، والنظام الذي يدعو إليه القائد آبو بطليعة منظومة المجتمع الكردستانية. الدولة التركية لا تعترف بأية عواق أمام تنفيذ مخططاتها. ولذلك فإنها وبهدف تحقيق مخططاتها تنفذ حرباً تضليلية ضد حزب العمال الكردستاني على مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والاجتماعية.".

وأكد برواري أن العقبة الوحيدة أمام الدولة التركية لفرض سيطرتها الكاملة على باشور كردستان وباكور وروج آفا، هي إيديولوجية ونهج قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان "لأن هذه الأيديولوجية وهذا النضال يعزز من وحدة الصف الكردي ويعزز من نضال الشعب الكردي. فإذا أردنا أن نتحول إلى أمة فعلينا أن نتجاوز المفاهيم العائلية والعشائرية. يجب أن نعيش بمساواة مع الشعوب الأخرى. يجب أن يتم تقرير مصير الشعوب بشكل مشترك. يجب على الجميع أن يحترموا أفكار وآراء بعضهم، ويجب أن تكون هناك مشاريع اقتصادية مشتركة أيضاً.

’مع اعتقال أوجلان، فشلت جميع مخططات الدولة التركية‘

كما تطرق برواري إلى الانتفاضات الكردية في التاريخ مثل انتفاضة الشيخ سعيد، وكلي زيلان، وعبدالسلام برزنجي ومهاباد "تم تصفية هذه الانتفاضات خلال 24 ساعة، فمع تصفية زعيم الانتفاضة كان يتم إخماد الانتفاضة أيضاً. ولكن هذه المرة لم تنجح مشاريع الدولة التركية وباقي الدول المستعمرة لكردستان. فمع اعتقال القائد آبو سعت هذه الدولة إلى تصفية حزب العمال الكردستاني من الداخل، لكنهم ينجحوا، لقد فشلت مشاريع الدولة التركية".

كاميران برواري نوه إلى سياسيات الدولة التركية والتي تحاول أن تروج لكونها دولة قوية، وتحاول أن تنافس روسيا أحياناً وتقول ’سوف ندافع معاً عن المصالح المشتركة في المنطقة‘ كما تتوجه إلى الكرد أحياناً وتقول ’لن تستطيعوا أن تفعلوا شيئاً بدون تركيا، وإلا فإنني سأقضي عليكم‘، كما تحاول أحياناً ابتزاز أمريكا وأوروبا، "تركيا وأردوغان يسعون لأن يسير كل شيء حسب مصالحهم. ولكنني أعتقد أن الأشهر القليلة القادمة فإن التوازنات سوف تتغير بعكس مصالح أردوغان".

’الدولة التركية تستمد قوتها من الكرد، لأنهم يرفضون توحيد صفوفهم‘

كاميران برواري تحدث أيضاً حول مساعي وحدة الصف الكردي وعقد المؤتمر الوطني الكردستاني التي عرقلتها الدولة التركية عام 2013. وكذلك سعى الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى عرقلته، وأضاف "من الأهمية بمكان أن يوحد الكرد صفوفهم، ويوحدوا قواهم. يجب أن يفتح الحزب الديمقراطي الكردستاني المجال أمام تحقيق ذلك في باشور كردستان. وكذلك الكرد في باقي أجزاء كردستان. فإذا اتحدت الرؤيا الكردية لن تستطيع تركيا أن تفعل شيئاً ضد الكرد. الدولة التركية تستمد قوتها من أولئك الكرد الذين يرابطون في الخندق التركي يحاربون ضد الكرد. في عفرين كان هناك مجموعات مرتزقة كردية ممن باعوا شرفهم يقاتلون إلى جانب الدولة التركية ومرتزقتها. إننا في المؤتمر الوطني الكردستاني نقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب ونطالبهم بتوحيد صفوفهم. فإذا لم نوحد صفوفنا فإن الدولة التركية وأردوغان  وأي كان لن يستطيعوا وضع الكرد تحت سيطرتهم. وبالنسبة لمن يقفون في صف أردوغان، عليهم أن يعلموا أن أردوغان لن يحميهم حتى النهاية وبشكل خاص الأحزاب السياسية في باشور، عليهم أن يدركوا أن تعاملهم مع أردوغان والدولة التركية لا يخدم مصلحة الشعب الكردي."

(ك)

ANHA