ندوة: حين لا تنتهي المجازر يجب على الشبيبة قيادة المعركة ضدها
أكد مشاركون في ندوة أقيمت حول إبادة الأرمن على يد السلطنة العثمانية، أن الشباب قادرون من خلال تنظيم صفوفهم ومشروع الأمة الديمقراطية، على إسقاط كل الأنظمة السلطوية التي ارتكبت جرائم إبادة جماعية ضد الشعوب.
نظّم مجلس شباب مجلس سوريا الديمقراطية وحركة الشباب الأرمني الديمقراطي في مدينة الحسكة ندوة حوارية بعنوان: "الإبادات المجتمعية بين الماضي والحاضر".
وأقيمت الندوة في قاعة مجلس سوريا الديمقراطية بمدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة. وشارك فيها أعضاء من حركة الشبيبة الثورية السورية، اتحاد المرأة الشابة، حرك الشباب الأرمني الديمقراطي وشباب مجلس سوريا الديمقراطية في المدينة.
وأدارت الجلسة الأولى من الندوة الرئيسة المشتركة لحركة الشباب الأرمني الديمقراطي، لوسناك كافوريان.
إبادة الأرمن في 24 نيسان عام 1915
واستهلت لوسناك كافوريان حديثها بسرد خلفية تاريخية عن الإبادة التي تعرض لها الأرمن على يد السلطنة العثمانية، مشيرة إلى أنه قبل أكثر من مئة عام لم يُستهدف الأرمن فقط بالقتل والتهجير والنفي، بل كانت محاولة لاقتلاعهم من جذورهم.
وأكدت أن الإبادة مستمرة اليوم بطرق جديدة في عدة مناطق من العالم، حيث تُمارس سياسات التغيير الديمغرافي والثقافي وتغيير الهوية بحق شعوب بأكملها في مناطق محتلة. لكنها أوضحت أنه في شمال وشرق سوريا، على وجه الخصوص، تُبنى أسس مقاومة شاملة عبر مشروع الأمة الديمقراطية الذي يوحّد كل مكونات المنطقة في حياة مشتركة.
وقالت لوسناك: "الإبادات خلال سنوات الحرب في سوريا امتدت إلى كامل تراب الوطن، وجميع هذه الإبادات ومن بينها الإبادة التي وقعت مؤخراً في الساحل السوري بحق العلويين، لا يمكن قبولها أو التغاضي عنها".
وختمت لوسناك كافوريان حديثها بالقول: "على جميع مكوناتنا من الإيزيديين، الأرمن، الآشوريين، العرب، الكرد وسائر المكونات أن يتكاتفوا لحماية أنفسهم، وألا يكونوا مجدداً ضحايا للإبادات. علينا أن نربي أنفسنا ونعمل على أساس الأمة الديمقراطية. أرضنا في شمال وشرق سوريا تُحمى بفضل مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، وعلينا نحن الشباب أن نعزز من دورنا في الدفاع عن المكتسبات".
كيف يواجه الإنسان كل أشكال الإبادة؟
ثم أدار الرئيس المشترك لمجلس شباب سوريا الديمقراطية، ناصر ناصرو، الجلسة الثانية. موضحاً أن الإبادة لا تعني فقط القتل الجسدي، بل الأخطر منها هو استهداف القيم المعنوية والأخلاقية لشعب ما، كقتل الفكر ومحو اللغة. وأضاف: "الإبادة تعني أيضاً محو التاريخ والهوية الشخصية والجمعية".
وبيّن ناصرو أن الهدف من الإبادة كان إبعاد الأرمن عن ثقافتهم، لغتهم، فنونهم، موسيقاهم، نخبتهم الفكرية، دينهم، وحتى وجودهم السياسي. وأكد أن جميع أشكال الإبادة مترابطة ومتشابكة، ويجب مواجهتها بآليات موحدة وشاملة.
وقال ناصرو: "ليس السلاح وحده وسيلة للإبادة، بل يمكن للأنظمة أن تُفني شعوباً بأكملها بطرق غير مرئية. لقد مرّ الأرمن، الإيزيديون، الكرد، العلويون، وغيرهم من القوميات الأخرى، بويلات الإبادة".
وختم ناصرو حديثه بالقول: "المجتمعات التي تعرف كيف تحافظ على ذاكرتها، وتحمي حقوقها، وتؤسس لعلاقات إنسانية عادلة، هي وحدها القادرة على مواجهة محاولات الإبادة والانهيار".
وفي ختام الندوة، قدّم المشاركون مداخلاتهم، وأكدوا أن الشباب يستطيعون عبر وحدتهم ومشروع الأمة الديمقراطية، إسقاط الأنظمة السلطوية التي قادت الإبادات، وأنه من خلال التعليم والمعرفة، يمكن إنقاذ الشعوب من المجازر.
كما تناول الحضور الحديث عن الإبادات التي جرت في المناطق المحتلة مثل عفرين، سري كانيه وكري سبي/تل أبيض، وأوضحوا في الختام أن هذه المجازر التي ارتكبتها السلطنة العثمانية ما تزال تُرتكب اليوم من قبل حفيدتها الدولة التركية في المناطق السورية المحتلة.
(ز ش/ح)
ANHA