مجزرة هولير.. عندما أخلف البرزاني وعده وأراق الدماء الكردية

تعدّ مجزرة هولير محطة فارقة في تاريخ الشعب الكردي، حيث ارتكب الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني، الذي أقسم بقبر والده ألّا يخون وألّا يتعاون مع الاحتلال التركي، مجزرة بحق كوكبة من مقاتلي حركة حرية كردستان الجرحى والوطنيين.

مجزرة هولير.. عندما أخلف البرزاني وعده وأراق الدماء الكردية
16 مايو 2024   02:30
كوباني

يمر 27 عاماً على واحدة من أفظع المجازر التي حلّت على الشعب الكردي خلال القرن العشرين، حيث استشهد عشرات المناضلين على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة هولير، بالتزامن مع هجومٍ عنيف كانت تشنه دولة الاحتلال التركي ضد حركة التحرر الكردستانية.

في 14 أيار عام 1997 شارك أكثر من 200 ألف جندي وحراس القرى التابعين للاحتلال التركي فيما أسموه "عملية المطرقة"، التي هدفت إلى إنهاء حركة حرية كردستان في جنوب كردستان.

خلال اليومين الأولين قتل عشرات الجنود من الجيش التركي على يد مقاتلي حركة حرية كردستان (الكريلا) دون أن تحقق دولة الاحتلال التركي أيَّ تقدمٍ ملموس على الأرض؛ نتيجة المقاومة التي أبداها مقاتلو قوات الدفاع الشعبي.

أبشع الجرائم

في تلك الفترة قطع مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وعداً مفاده بأن قواته لن تشارك إلى جانب الاحتلال في الهجوم على حركة حرية كردستان، إلّا أن البارزاني نكث بوعده وفضّل خدمة الدولة التركية على المصلحة الوطنية الكردستانية، إذ ارتكبت قواته مجزرة بحق العشرات من جرحى مقاتلي حركة حرية كردستان، الذين كانوا يتلقون العلاج في أحد مشافي مدينة هولير جنوب كردستان، حيث تم اغتيال أكثر من 80 مقاتلاً ووطنياً كردستانياً في واحدةٍ من أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الكردي، ولا تزال مواقع جثامين الضحايا مجهولة.

تفاصيل

هاجمت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في توقيتٍ واحد المشفى الذي كان يتلقى فيه مقاتلو حركة حرية كردستان (الكريلا) العلاج، وكذلك مركز الاتحاد الوطني الكردستاني، ومكتب المركز الثقافي ميزوبوتاميا في هولير، وجمعية الاتحاد النسائي الكردستاني الحر، كما وتعرّض مقر صحيفتي " Welat û Welatê Roj " للقصف بالأسلحة الثقيلة، وفقد على إثرها العديد من المدنيين والفنانين، بالإضافة إلى عمليات اعتقال طالت الموجودين في تلك المراكز.

كما وشاركت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جانب الجيش التركي في الهجوم ضد مقاتلي حركة حرية كردستان (الكريلا) في جبال كردستان خلال تلك المعارك.

ورغم ذلك، وتجنباً لإراقة الدم الكردي، لم توجه حركة التحرر الكردستانية أسلحتها باتجاه قوات الحزب الديمقراطي، بل كان التركيز الأكبر هو إيقاف الاحتلال ومنع تمدده لاحتلال جنوب كردستان.

"البارزاني أقسم وأخلف بوعده"

عضو الهيئة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي أحمد خوجة، تحدث لوكالتنا عن مجزرة هولير، وقال: "على ما أعتقد فإن اجتماعات مكثفة وعلى أعلى المستويات، أجريت بين حركة التحرر الكردستانية والحزب الديمقراطي الكردستاني خلال تسعينيات القرن الماضي، أعطى الديمقراطي الكردستاني الكثير من الوعود لتجنب حرب الأخوة وإراقة الدماء الكردية، حتى أن مسعود البارزاني أقسم بمزار والده الملا مصطفى البارزاني، بأنه لن يدخل هذه الحرب، لكن تلك الوعود لم تكن سوى كذبة، فالعام 1992 شهد دخول قوات الديمقراطي الكردستاني بشكل مباشر في الحرب ضد الكريلا في جبال كردستان إلى جانب الاحتلال التركي، وفي عام 1995 مارس الديمقراطي الكردستاني ممارسات بشعة ووحشية تجاه الكريلا".

في 19 أيار 1992، وعقب انتخابات أول برلمان في جنوب كردستان، اتخذ أول قرار له في 28 حزيران من العام نفسه، وتضمن شن حرب على مقاتلي حركة حرية كردستان، ونفذه في تشرين الأول.

بالاشتراك مع تركيا تشن قوات الديمقراطي الكردستاني حرباً ضد مقاتلي حركة حرية كردستان (الكريلا) في جبال كردستان، وبلغت ذروتها أعوام 1992 و1995 و1997 حتى 1999، ولا تزال هذه الشراكة قائمة حتى الآن.

"إنه خط الخيانة الذي يتجدد"

أوضح أحمد خوجة: "في 16 أيار عام 1997 بلغت وحشية الديمقراطي الكردستاني أعلى مستوياتها، إذ هاجموا مستشفىً كان يتعالج فيه ما يقارب من 80 مقاتلة ومقاتلاً ووطنياً ضمن صفوف حركة حرية كردستان، وقاموا بتصفية الجميع هناك، إلى جانب مهاجمة المراكز الثقافية وعدد من المؤسسات الكردية الأخرى في جنوب كردستان، إنها مجزرة مروعة ويومٌ أسود في تاريخ شعبنا الكردي".

وأكد خوجة: "لا تزال هذه الممارسات مستمرة حتى يومنا الراهن فقبل عامين قامت السلطات في جنوب كردستان بالاستحواذ على كميات كبيرة من الأقنعة الواقية من الأسلحة الكيماوية التي كانت في طريقها إلى الكريلا في جبال كردستان، خلال اشتداد المعارك واستخدام الاحتلال التركي للأسلحة المحرمة دولياً، لقد استشهد العشرات من أبناء شعبنا نتيجة ذلك، هل هناك عداوة ومشاركة للاحتلال أكثر من ذلك؟ إنه خط الخيانة الذي يجدد نفسه على الدوام، ولا يخدم المصلحة الكردية بأي شكل من الأشكال، بل يخلق اضطرابات داخلية".

وتتجدد ممارسات الحزب الديمقراطي الكردستاني بحق القضية الكردية والكردستانية، حيث يواصل تعاونه الوثيق مع دولة الاحتلال التركي، التي لم توقف هجماتها ضد جبال كردستان تحت مسميات مختلفة منذ 24 نيسان عام 2021 في مناطق آفاشين، وزاب ومتينا وإلى الآن.

مؤخراً وبحسب المعلومات الواردة تقوم قوات الديمقراطي الكردستاني باستخدام المرتزقة الكرد السوريين تحت مسمى "بيشمركة روج"، الذين فرّوا من روج آفا وتحولوا إلى مرتزقة يحاربون مقابل مبالغ مالية، في حربها إلى جانب دولة الاحتلال التركي ضد مقاتلي حركة حرية كردستان (الكريلا) في جبال كردستان.

 (ز س/د)