تقرير مفصل عن المؤتمر الخاص ببحث التداعيات الصحية للعزلة المفروضة في إمرالي
تضمّن تقرير المؤتمر الخاص ببحث التداعيات الصحية للعزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، ظروف اعتقاله في إمرالي، وتداعيات استمرار اعتقاله على الحالة الصحية للقائد، وجملة من التوصيات التي يتوجب العمل عليها، بينها تغيير مكان إقامة القائد وإجراء فحوصات دورية لكامل أجهزة الجسم، وتوفير نظام صحي متكامل، ومطالبة اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب بنشر تقرير زيارتها لإمرالي عام ۲۰۲۲.
انطلقت اليوم، أعمال المؤتمر الخاص ببحث التداعيات الصحية للعزلة المفروضة من قبل السلطات في تركيا على القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي، برعاية هيئة الصحة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، تحت شعار "العزلة هي أكبر تهديد لصحة الإنسان وانتهاك لأبسط حق في الحياة".
ويشارك في المؤتمر الذي ينعقد في صالة مركز سردم الثقافي بمدينة الحسكة، أكثر من 500 شخصية، بين أطباء ومندوبين على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا عن النقابات الطبية، والهلال الأحمر الكردي، وطلاب الطب في جامعة روج آفا، وحقوقيين.
وخلال أعمال المؤتمر تمت الإشارة إلى الظروف التي يعتقل فيها القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي، وتداعيات استمرار اعتقاله على حالته الصحية، عبر تقرير أعدّه القائمون على المؤتمر، قرئ من قبل الرئيس المشترك لاتحاد الاطباء في إقليم شمال وشرق سوريا، الدكتور مصطفى عبد الكريم.
وجاء في نصه:
"تُعرف الصحة بحسب ميثاق أوتاوا: بأنها حق أساسي لكل إنسان دون تمييز في العرق، والدين ، والمعتقد السياسي، والوضع الاقتصادي والاجتماعي، وهي تعرف بحسب منظمة الصحة العالمية لعام ۱۹٤٨: بأنها حالة من اكتمال الصحة العقلية، والجسدية، والاجتماعية والصحية، وليس مجرد الخلو من المرض والعجز، للاستمتاع بأفضل حالة ممكنة.
فالصحة هي أساس استمرارية الحياة، وعلى الرغم من أهميتها الكبرى، فإنها لم تحظَ من الاهتمام في قضية القائد عبد الله أوجلان، إلا بالقدر الضئيل، في حين سيطر الجانب القانوني والسياسي بجل الاهتمام.
ولهذا، فقد سلطنا الضوء، في هذا المحور، على ظروف سجن إمرالي، في سياق صحة القائد عبد الله أوجلان وركزنا على جوانب المناخ والعزلة، وكذلك الحصول على الرعاية الطبية، واستندنا في هذه الاعتبارات بشكل خاص على تعاريف ومناهج الأمم المتحدة (UN)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، ولجنة مناهضة التعذيب(CPT) .
وتجدر الإشارة إلى أنه وبغض النظر عن الأنشطة والفعاليات السياسية المختلفة، فإن الحق العالمي في الصحة ينطبق أيضاً على قضية عبد الله أوجلان، وفي هذا السياق نرى أنه من الضروري الإشارة إلى المسؤولية التي تنشأ من الناحية الطبية، كمهنة إنسانية.
مناخ جزيرة إمرالي: يُصنف بحر مرمرة مناخيّاً، بحسب وكالة الفضاء الكندية كوبن وجيجر، بأنه دافئ ومعتدل، مع صيف حار وجاف، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية في منطقة مرمرة ١٥.٢ درجة مئوية، وهناك فرق قدره ۱۸.۲ درجة مئوية بين الشهر الأكثر دفئاً في آب، وأبرد شهر في أيلول، وفي الصيف تكون الجزيرة عاصفة للغاية طوال العام وتصل الرطوبة في بعض الأحيان إلى -۸۰-۹۰ ، وهي تخضع لتقلبات قوية، وشهر يناير هو الأعلى من حيث الرطوبة النسبية، وشهر أيلول هو الأدنى، رغم أنها لا تزال ٦٨.٨٦ .
الرطوبة ونوعية الهواء: يجب أن تتراوح رطوبة الهواء المثالية بين ٤٠% و٦٠%، ومن المهم أن تكون رطوبة الغرفة تزيد قليلاً عن ٤٠% خلال فترة النوم، وذلك لأن رطوبة الهواء، تزداد بشكل مستمر طوال الليل بسبب تنفس الهواء والتعرق الليلي، وتؤثر الرطوبة النسبية المفرطة بشكل مباشر على الظروف، والأجواء الصحية، وهذا يؤدي إلى انتشار البكتيريا والملوثات الأخرى، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن التعرض الطويل الأمد للفيروسات الصغيرة، يؤثر على مجمل صحة الإنسان.
آثار المناخ على الصحة: تتميز التأثيرات المباشرة على الإنسان، في مجال الصحة والراحة، ولكن أيضاً من حيث مسببات الأمراض والملوثات، فمن المرجح أن تكون المهيجات الحسية وتهيج الأغشية المخاطية، هي السبب وراء اعتبار الهواء جافاً. تؤثر الرطوبة النسبية على جوانب مختلفة تتعلق بصحة الإنسان؛ العيون والجلد، والجهاز التنفسي والنوم والتوتر.
مسببات الأمراض والملوثات: تزيد الإصابة بالعفن الداخلي من خطر السعال، والتهابات الجهاز التنفسي، والأمراض التأتبية الحساسية، ويمكن أن يكون الربو هو النتيجة.
وأما محفزات زيادة نسبة الغبار فتمثل مشكلة أيضاً، وعند الحفاظ على الحد الأقصى للرطوبة أقل من 50%، فيمكن تقليل تكاثر عث الغبار بشكل كبير، آثار تكييف الهواء على الصحة تنبعث من مكيفات الهواء هواء بارد وجاف، وهذا يقلل من نسبة الرطوبة في الغرف التي يعمل بها مكيف الهواء لفترات طويلة؛ لدرجة أن الأغشية المخاطية في الأنف تجف وتصبح القدرة على العمل ضعيفة، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وخاصة البكتيريا منها.
ويجب أيضاً أن يؤخذ في الاعتبار خطر بكتيريا الليجيونيلا، التي يمكن أن تستعمر أنظمة تكييف الهواء وأنظمة تكييف الهواء تؤدي إلى التهاب رئوي حاد، وتعتبر الصيانة المنتظمة، بما في ذلك تغيير الفلتر، أمراً ضرورياً هنا.
آثار الضوضاء على الصحة: إن التعرض الدائم للضوضاء يشكل خطراً على الصحة بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة على الأذن، وبالإضافة إلى ذلك، فهناك العديد من التأثيرات غير السمعية؛ مثل اضطرابات النوم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهناك أيضا تأثير سلبي على الأداء المعرفي.
نحن مجموعة مختصة من الأطباء من اتحاد الأطباء في شمال وشرق سوريا، ومن الاختصاصات التالية: العينية - الأذن والأنف والحنجرة - الصدرية – القلبية - الجلدية، وبعد دراسة الوضع وظروف إمرالي والاطلاع على التقارير والبيانات المتاحة لنا، توصلنا إلى النتائج التالية:
الصدرية: إن البيئة ذات الرطوبة العالية، والتي تزداد نسبتها عن 60%، تكون مرتعاً مناسباً لنمو الجراثيم والفيروسات والفطور والعث، ويؤدي ما سبق إلى حدوث أمراض صدرية عديدة، وإلى تفاقمها لدى الأشخاص القاطنين فيها، من إنتانات للطرق التنفسية العلوية والسفلية وذوات الرئة، وحدوث الربو وتفاقمها، وعدم استجابتها بشكل جيد للعلاج.
العين: مع التقدم في السن، قد تنخفض عدد الخلايا المخاطية في الملتحمة، مما يسبب جفاف العينين، والأماكن الرطبة تسبب الالتهابات التحسسية في ملتحمة العين وفي الظروف غير الملائمة، يزداد خطر أمراض الشبكية، بما في ذلك الضمور البقعي للشبكية المركزية، والانفصال الشبكي.
الجلد: الرطوبة العالية يمكن أن تؤثر أيضاً على الجلد. تمتص مسام الجلد الرطوبة وهو أمر جيد عادة ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الرطوبة العالية إلى زيادة إنتاج العرق والعفن، ما قد يؤدي إلى تهيج الجلد والاحمرار وحتى انتشار الالتهابات، علاوة على ذلك، فإن زيادة التعرق يمكن أن تؤدي أيضاً إلى جفاف الجلد.
القلبية: فيما يخص الجهاز القلبي الدوراني، وما يعتريه من تبدلات نتيجة أمراض تتوافق مع تقدم العمر، نخص بالذكر أمراض ضغط الدم والشرايين الإكليلية، فضلاً عن اعتلالات العضلة القلبية الناجمة عن نقص التغذية، وسوء الأوضاع المحيطة وارتفاع التوتر الشرياني ونقص التروية القلبية الناجمة عن تشكل عصائد على بطانة الشرايين الإكليلية، تؤدي إلى تضيق في الشرايين وحدوث أذيات إقفارية، كالاحتشاءات القلبية، أو نوبات توقف القلب المفاجئ، وخلل الشحوم والدهون، مرتبط أيضاً بالتقدم في العمر، وهو بحاجة إلى تحاليل دورية كل شهر، لمنع حدوث نوبات خناقية، تشكل خطراً على حياة الشخص، وقد نتفاجأ بنتائج لا تحمد عقباه، و خاصة في ظل ظروف صحية سيئة و قصور القلب هو المرض الشائع عند هذه الشريحة العمرية، ويضاف إليها الرطوبة المفرطة و العزلة المطبقة عليه، فالشخص بحاجة إلى تحاليل دورية وفحوصات روتينية كل 3 أشهر، وصور شعاعية وإيكو قلب، وأحياناً يستدعي إجراء قثطرة قلبية لتشخيص الحالة والمباشرة في العلاج اللازم، لمنع حدوث الكوارث والأزمات المميتة.
أذن أنف وحنجرة: ضعف العصب السمعي، طنين ودوار بسبب ضعف الدهليز، التهاب أذن خارجية خاصة فطري بسبب الرطوبة، التهاب الجيوب المزمن.
توصيات واقتراحات:
وجوب تغيير مكان إقامة القائد، لأسباب عدة أهمها: الجو السيئ للجزيرة، والذي يتسبب في تدهور الوضع الصحي، وبالإضافة إلى عمر القائد الذي تجاوز 74 عاماً متابعة طبية لكامل أجهزة الجسم.
تغذية صحية، وخاصة الأغذية الغنية بالفيتامينات - تهوية جيدة تخطيط سمع.
من الضروري زيارة وفد دولي متعدد التخصصات من المهنيين/الخبراء الصحيين.
يجب منح هذا الوفد حق الوصول الفوري إلى سجن جزيرة إمرالي.
يجب على لجنة مناهضة التعذيب أن تتخذ موقفاً واضحاً، ومن المهم أن تنشر بسرعة التقرير عن زيارة سبتمبر ۲۰۲۲
إرسال رسائل إلى منظمة الصحة العالمية، مثل الصليب الأحمر، والهلال الأحمر العالمي، أطباء بلا حدود حول وضع القائد".
(أم)
ANHA