باحث: الوضع في العراق لا يسمح بتنفيذ طريق التنمية

عدّ باحث عراقي أن وضع العراق الحالي لا يسمح بتنفيذ طريق التنمية، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة تريد تنفيذ هذا المشروع، ولن تسمح واشنطن أن تنضم بغداد إلى مسار طريق الحرير الصيني.

باحث: الوضع في العراق لا يسمح بتنفيذ طريق التنمية
باحث: الوضع في العراق لا يسمح بتنفيذ طريق التنمية
2 مايو 2024   03:30
مركز الأخبار
كيفارا شيخ نور

في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها، ركزت تركيا جلّ اهتمامها على طريق التنمية الذي يربط ممالك الخليج بأوروبا ويمر بالعراق وتركيا، وذلك بعد إقصاء أنقرة من الطريق الهندي الأوروبي.

وتحدثت تقارير عدّة عن إمكانية تنفيذ مشروع طريق التنمية على أرض الواقع في ظل الوضع الفوضوي في العراق، وكذلك الأوضاع التركية المتوترة داخلياً وخارجياً، وعن ذلك اعتبر الباحث العراقي المختص في الدراسات التاريخية الدكتور جواد البيضاني أن: "هناك إمكانية إنجاز طريق التنمية عبر إخراج حزب العمال الكردستاني من العراق، ومن ثم فتح منافذ برية مختلفة وسكك حديد وطرق مواصلات أخرى وأنابيب غاز ونفط"، وأكد أنّ هذا الأمر: "لا يتحقق إلا عبر هذه الشروط أو عبر نشر وحدات تركيا أو وحدات عراقية، وبالتالي زج الجيش العراقي أو البيشمركة في حرب مع حزب العمال الكردستاني".

وأشار جواد البيضاني إلى أنه وفي ظل هذه الظروف فإن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه، على اعتبار أن هناك خطوط مشتركة وما يزال داعش قائماً، والجيش العراقي لا يسعى إلى الاصطدام المباشر مع حزب العمال الكردستاني ولا حتى البيشمركة في هذه الظروف، وقال: "لذلك أعتقد أن هذا الخلط من تركيا غير واضح المعالم".

ونوّه جواد البيضاني إلى أن مشروع الطريق أعد منذ عام 1889، وهذه الفكرة قائمة منذ حينها، ولكن ظروف الحرب العالمية والظروف الاقتصادية المرافقة لها حالت دون ذلك.

والجانب الآخر الذي يعيق تنفيذ هذا الطريق، بحسب الباحث العراقي المختص في الدراسات التاريخية: "تقوم به الكويت الآن، حيث قام أمير الكويت بزيارة إلى السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن، حيث تجاوب الأردن مع الكويت بشكل كبير حتى أن ملكه خرج بتصريح أبدى فيه تضامنه مع الكويت في أزمته".

وأوضح البيضاني أن الكويت تنفذ ميناء العبد الله، وميناء مبارك وهذا الميناء لا يمكن أن ينجح الا بالربط السككي مع العراق، وطبعاً هذا الأمر لا يمكن تحقيقه لأن سكان جنوب العراق وعلاقاتهم مع الكويت هي علاقات متوترة ولا يمكن القبول بهذه الأمور.

ولفت جواد البيضاني إلى أن الإمارات وقطر هما المستفيدتان الرئيستان من هذا الطريق، أما إيران فلديها أيضاً إشكالات حيال هذا الطريق، على الرغم من أن طهران تحاول أن ترتبط سككياً مع العراق لتستفيد من هذا الطريق، كما أن الأردن يحاول قدر المستطاع، أن تشرك نفسها بهذا الطريق، وقال: "لكن هذا الطريق هو مرسوم بهذا الشكل".

وعدّ الباحث العراقي أن طريق الهندي الأوروبي هو ندّ لطريق التنمية، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة داعمة لهذا الطريق بكل ما تستطيع من قوة، وأشار إلى أن هناك تصريح من الرئيس الأميركي جو بايدن قال فيه "لا يمكن لنا أن نجعل العراق ضمن مسار طريق الحرير الصيني".

ويرى الباحث في الدراسات التاريخية إلى أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن موقعها في العراق مهما كانت الظروف، لذلك تحاول واشنطن أن تؤثر اقتصادياً على العراق وأن تشركه بمعاهدات اقتصادية كي تؤمن بقائها في هذه المنطقة، وقال: "لأن قادة الميليشيات في حال انخراطهم بالجانب الاقتصادي سوف تتحوّل هذه الميليشيات إلى عصابات وبالتالي ستذوب هذه العصابات برأس المال، وهذه استراتيجية أميركية اتبعت من قبل الحرب العالمية عندما تمت إذابة العصبات الكبرى برأس المال ومن ثم تفتيتها وإنهائها كما حصل في البرازيل وإسبانيا وكولومبيا".

ويعدّ الباحث العراقي المختص في الدراسات التاريخية الدكتور جواد البيضاني أن بريطانيا هي التي تشير إلى الولايات المتحدة بهذا التوجّه، وأن طريق التنمية يجب أن يتم مهما كانت الظروف.

(أ ب)

ANHA