الشرق الأوسط على حافة حرب شاملة
اعتبر تحليل بريطاني أنه من خلال اغتيال رئيس حركة حماس في طهران وأحد كبار قادة حزب الله في بيروت، تكون إسرائيل قد صعّدت الصراع في غزة إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً، فيما قال مسؤول دفاعي لصحيفة أميركية إن الولايات المتحدة قامت بحشد ما لا يقل عن اثنتي عشرة سفينة حربية في الشرق الأوسط.
تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، تداعيات مقتل قادة حماس وحزب الله على الشرق الأوسط، وكذلك قيام البحرية الأمريكية بحشد 12 سفينة حربية في مياه المنطقة.
اغتيال إسرائيل لزعيم حماس سيدفع الشرق الأوسط إلى حرب شاملة
اعتبر تحليل لصحيفة "آي نيوز" البريطانية أنه من خلال اغتيال رئيس حماس إسماعيل هنية في طهران، وأحد كبار قادة حزب الله في بيروت، تكون إسرائيل قد صعّدت الصراع في غزة إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
وفي الأسبوعين الماضيين، نفذت إسرائيل ضربات جوية في إيران ولبنان واليمن، وتقصف سوريا منذ فترة طويلة.
وترى الصحيفة أنه ومن خلال ضرب طهران وبيروت، يشير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أنه لا يعتقد أن إيران أو حزب الله قادران على الرد بفعالية، أو أنهما ليسا على استعداد للمخاطرة بحرب واسعة النطاق ضد إسرائيل. ولكن ربما وصلوا إلى النقطة التي مفادها أن التكلفة السياسية المترتبة على عدم القيام بأقل مما ينبغي لردع إسرائيل، تفوق الدمار الذي قد تجلبه لهم الحرب.
وأشار التحليل إلى أنه وبعد الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حيث ألقى كلمة في الكونغرس وتم استقباله بالتصفيق الحار، فسوف يكون على ثقة من قدرته على تجاهل الدعوات الأميركية لضبط النفس من دون المجازفة بتوريد الأسلحة والذخيرة اللازمة لمواصلة الحرب.
وتستبعد الصحيفة معرفة مدى القوة التي سترد بها إيران وحزب الله، حيث قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الثلاثاء إن إسرائيل وفرت الأساس لـ "عقوبة قاسية لنفسها"، وإن من واجب طهران الانتقام لمقتل رئيس حماس السياسي.
ويرى المنتقدون الإسرائيليون منذ فترة طويلة أن نتنياهو لم يكن جاداً بشأن التفاوض على وقف إطلاق النار مع حماس، ويبدو أن مقتل هنية يؤكد ذلك، على الرغم من أن بعض الدبلوماسيين الأجانب يشيرون إلى أن ذلك قد يمكّن نتنياهو من إعلان انتصاره الشهير على حماس ونهاية القتال. ويبدو هذا مبالغاً فيه في التفاؤل؛ لأن الحرب تتمتع الآن بزخم خاص بها، رغم أنه لا يمكن استبعاده.
وترى الصحيفة أنه سيكون من الصعب على إيران أن تتجنب شكلاً من أشكال الانتقام لإظهار أن إسرائيل ستدفع ثمن قتل هنية، لكن من غير المرجح أن يكون ذلك متناسباً. تزعم إيران وحلفاؤها عادة أن كل العمليات العسكرية الإسرائيلية الناجحة هي عبارة عن انتصارات باهظة الثمن. قد يكون هذا صحيحاً في تاريخ الشرق الأوسط الطويل الأمد، لكن ميزان القوى العسكري في المنطقة في الوقت الحالي يتأرجح ـ على الأقل مؤقتاً ـ لصالح إسرائيل.
بالنسبة للولايات المتحدة، تؤكد الضربات الإسرائيلية المزدوجة في بيروت وطهران فشلها في وقف الحرب ومنع انتشارها. فبعد عملية حماس، قال البيت الأبيض إن استراتيجيته تتمثل في "احتضان إسرائيل من كثب" من خلال منحها كل الأسلحة والذخيرة والدعم الدبلوماسي الذي تريده من أجل التأثير على سلوك إسرائيل في الحرب. لكن هذا النهج، الذي كان حتى الآن أكثر من مجرد علاقات عامة، لم يفعل شيئاً لكبح جماح الإجراءات الإسرائيلية، حيث يقترب عدد القتلى الفلسطينيين في غزة من 40 ألفاً.
من المستحيل التنبؤ بالشكل الذي سيتخذه الانتقام الإيراني وحزب الله، على الرغم من أن الخيارات محدودة لكليهما، إذا كانا يريدان تجنب حرب شاملة مع إسرائيل. ومع ذلك، ربما توصلوا إلى نتيجة مفادها أن مثل هذا الصراع أصبح الآن لا مفر منه. تستطيع إسرائيل أن تحول جنوب لبنان إلى أنقاض، ولكن حزب الله يستطيع أن يلحق أضراراً جسيمة بشمال إسرائيل، بحسب الصحيفة.
البحرية الأمريكية تحشد 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط
قال مسؤول دفاعي لصحيفة واشنطن بوست الأميركية إن التوتر المتزايد في الشرق الأوسط بعد مقتل مسؤولين كبار في كل من حماس وحزب الله لم يدفع البنتاغون إلى الإعلان عن أي عمليات انتشار إضافية، لكن الولايات المتحدة قامت بحشد ما لا يقل عن اثنتي عشرة سفينة حربية في الشرق الأوسط.
وقال المسؤول، إن السفن تشمل حاملة الطائرات يو إس إس تيودور روزفلت والسفن الحربية المرافقة لها ومجموعة واسب البرمائية الجاهزة، وهي قوة عمل برمائية مكونة من ثلاث سفن تضم أكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة.
كانت السفينة يو إس إس ثيودور روزفلت، في الخليج العربي الأربعاء مع ست مدمرات أميركية: يو إس إس كول، ويو إس إس جون إس ماكين، ويو إس إس دانييل إينوي، ويو إس إس راسل، ويو إس إس مايكل مورفي، ويو إس إس لابون. وفي شرق البحر الأبيض المتوسط، كانت هناك السفن البرمائية الثلاث - يو إس إس واسب، ويو إس إس أوك هيل، ويو إس إس نيويورك - ومدمرتان، يو إس إس بولكيلي ويو إس إس روزفلت.
ولم تكن هناك سفن حربية أميركية في البحر الأحمر، حيث اشتبك الجيش الأميركي في الأيام الأخيرة مع الحوثيين، وهي جماعة مسلحة في اليمن شنت العديد من الهجمات ضد السفن التجارية والعسكرية خلال الأشهر القليلة الماضية.
(م ش)