التغيير في أوروبا واحتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله محورا الصحافة العالمية

عدّ تحليل أميركي أن نتائج الانتخابات التشريعية في بريطانيا وفرنسا، هي بمثابة ما سيحدث في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، فيما تحدث تحليل بريطاني عن احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله.

التغيير في أوروبا واحتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله محورا الصحافة العالمية
10 تموز 2024   09:21
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، تأثيرات نتائج الانتخابات في بريطانيا وفرنسا على الانتخابات الأميركية المقبلة واحتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله.

نتائج الانتخابات الفرنسية والبريطانية رسالة لواشنطن

عدّ تحليل لصحيفة واشنطن بوست الأميركية أنه لم يحدث شيء مفاجئ على الإطلاق في نتائج الانتخابات العامة البريطانية، فكما كان متوقعاً، فاز حزب العمال بأغلبية ساحقة، حيث حصل على 412 مقعداً مقابل 121 مقعداً لحزب المحافظين.

وتضيف الصحيفة، أنه في المقابل، كانت الانتخابات التشريعية الفرنسية الأحد صادمة، فبعد أن احتل المركز الأول في الجولة الأولى من التصويت، تراجع حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) إلى المركز الثالث، خلف الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية وائتلاف الرئيس إيمانويل ماكرون، ولم يحصل أي حزب على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية. ويقول إنه ربما تواجه فرنسا الآن فترة من الشلل السياسي، لكن "هذا أفضل من البديل اليميني بقيادة مارين لوبان.

وأوضحت الصحيفة أنه قد لا يوجد تشابه دقيق بين التطورات السياسية في أوروبا وتلك التي تحدث في الولايات المتحدة، ولكن حدثت توازيات مذهلة في الماضي، وخاصة بين السياسة البريطانية والأميركية، فعلى سبيل المثال، كان النصر الشعبوي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016 نذيراً بانتصار دونالد ترامب الشعبوي، في حين كان انتخاب الديمقراطي الجديد (بيل كلينتون) عام 1992 بمثابة نذير بانتخاب توني بلير وحزب العمال الجديد عام 1997.

وتقول الصحيفة، إنه يمكن استخلاص بعض الدروس من نتائج الانتخابات البريطانية والفرنسية الأخيرة. ويقول إن أول هذه الدروس؛ ضرورة أن يعمل يسار الوسط ويمين الوسط معاً لإحباط المتطرفين، وهذا بالضبط ما حدث في فرنسا.

ويشير التحليل إلى أن اقتراب ترامب من العودة إلى السلطة يشكل إدانة دامغة ليس فقط للحزب الديمقراطي، لترشيحه رئيساً ضعيفاً وغير قادر على التعبير عن نفسه يبلغ من العمر 81 عاماً، بل وأيضاً للجمهوريين المعتدلين لفشلهم في بذل المزيد من الجهد لوقف ترامب.

ويرى التحليل أن الدرس الآخر المستفاد، هو عدم الاستهانة بدور النمو الاقتصادي واتساع فجوة التفاوت في الدخل، وارتفاع معدلات الهجرة الدولية، والأثر المتبقي للتضخم على الرؤساء ورؤساء الحكومات الذين يسعون لإعادة انتخابهم.

قد يتمكن بنيامين نتنياهو من تجنب الحرب بين إسرائيل وحزب الله

أشار تحليل لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أن هناك موضوع واحد مهيمن على المحادثات، في جميع أنحاء إسرائيل ولبنان وبقية الشرق الأوسط، وهو: هل ستكون هناك حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله هذا الصيف؟

ورأت الصحيفة أنه إذا كان لك أن تحكم من خلال الجدل الإعلامي الذي لا يهدأ، وتحذيرات السفر المتزايدة، والتخزين المذعور للمولدات والسلع الجافة، فإن الإجابة ستكون نعم.

ولكن في حين أن هناك احتمالاً قائماً دائماً لسوء التقدير والمزيد من التصعيد في الاشتباكات عبر الحدود، فإن هذا لا يعني أن الصراع الشامل أمر لا مفر منه، أو أنه سيحدث قريباً، بحسب الصحيفة.

ويعتقد المحللون الإسرائيليون أن شهري آب وأيلول هما "منطقة الخطر" لاندلاع حرب واسعة النطاق. ولكن، على عكس العديد من منافسيه السياسيين الرئيسيين، لم يلتزم نتنياهو أبداً بإعادة عائلات شمال إسرائيل إلى منازلهم بحلول بداية العام الدراسي في الأول من أيلول.

وبشكل عام، فإن احتجاجات الشوارع ضد حكمه - سواء من قبل النازحين من الشمال، أو أقارب الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، أو ببساطة المواطنين الذين يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة - فشلت حتى الآن في الوصول إلى كتلة حرجة من شأنها أن تعرض ائتلاف اليمين المتطرف للخطر.

على الرغم من الصراع الطاحن والدموي لشهور مضت، عادت الحياة اليومية في معظم أنحاء إسرائيل إلى ما يشبه الحياة الطبيعية في زمن الحرب. ويحذر المسؤولون العسكريون من أن أي تصعيد خطير مع حزب الله سيكون مختلفاً تماماً: آلاف الصواريخ والطائرات دون طيار ستنهمر على المدن الإسرائيلية، ومخاوف من انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، وقضاء أسابيع في الملاجئ. والدمار في لبنان أيضاً سيكون أعظم حجماً.

وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين إن نتنياهو كان يعرف كل هذا، ولذلك فمن المرجح أنه "يحاول اللعب على الوقت".

والأهم من ذلك، كما يقول العديد من المطلعين على بواطن الأمور، أن ذلك من شأنه أن يأخذ نتنياهو إلى عشية الانتخابات العامة الأميركية في تشرين الثاني واحتمال فوز دونالد ترامب. ويتوقع العديد من الإسرائيليين أن يكون الرئيس الأميركي السابق، وربما المستقبلي، داعماً لبلادهم دون قيد أو شرط، سواء ضد حماس أو حزب الله أو إيران.

وقال عاموس هاريل، محلل شؤون الدفاع المخضرم في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن هذه لن تكون وصفة لتحقيق "النصر الكامل" الذي وعد به نتنياهو في كثير من الأحيان، بل "حرب لا نهاية لها". والسؤال الوحيد هو ما حجم الحرب التي قد تكون.

(م ش)