يصنع غازه المنزلي من روث الأبقار

على مقربة من منزل مصطفى الحسين، الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، من أهالي قرية مزكفت بناحية تربه سبيه في مقاطعة الجزيرة، تجد خزاناً من الحديد يضع فيه روث الأبقار ويمتد من الخزان أنبوب إلى منزله.

للحظة الأولى، يثير هذا المشهد الدهشة للمارين، وخصوصاً أنه مشهد لا تراه في منازل أهالي القرى، وكما هو معروف فإن الأهالي يقومون برمي روث وفضلات الحيوانات بعيداً عن منازلهم، إلا أن مصطفى يجمعها.

مصطفى قال إنه يقوم من خلال هذه العملية بتوفير الغاز لمنزله، وإن الفكرة جاءته قبل عدّة أشهر وتحديداً عندما قام جيش الاحتلال التركي باستهداف المنشآت الحيوية في مقاطعة الجزيرة، ما أدى إلى حرمان سكان إقليم الجزيرة من الكهرباء والغاز المنزلي.

وعن الفكرة تحدث لنا مصطفى: "قرأت العديد من المقالات عن دول متقدمة تقوم بتحويل روث الأبقار إلى غاز طبيعي، وكوني أملك محل حدادة في القرية، فان تكلفة مثل هذا المشروع ستكون قليلة، فقررت العمل به بعد الهجمات التركية الأخيرة على المنطقة".

أوضح مصطفى: "بداية كنت أخشى من الفشل، والبعض يقول كيف لشاب يحمل شهادة تخرج في كلية الاقتصاد، أن يقوم بمثل هذا العمل الجنوني، غير أنني درست فكرة مشروعي من كافة النواحي، وخصوصاً أنها لا تحمل أي ضرر، بل على العكس فهي صديقة للبيئة بالإضافة للاستفادة من السماد الطبيعي بجانب الغاز".

وبعد تجهيز خزانه، يقوم مصطفى بخلط روث الأبقار مع الماء ووضعها في الخزان، وتحتاج العملية إلى 15 يوماً، ليتم تحويل الغاز الموجود في روث الأبقار إلى غاز حيوي (البيوجاز)، حيث ينبعث من الروث الغاز بفعل طبيعي، وقابل للاشتعال إذا تجمّع ووُجّه نحو أنبوب مغلق بإحكام.

وتوجد فتحة فوق الخزان يتم من خلالها تنزيل الروث وفتحة أخرى أسفل الخزان يستخرج منه بقايا الروث لتصبح سماداً طبيعياً عضوياً.

وأوضح مصطفى الحسين إلى أن تكلفة المشروع غير كبيرة، ويستطيع العديد من الأهالي الاستفادة منها ضمن مزارعهم أو في القرى، وأكد: "أن لا ضرر في هذا المشروع".

(سـ)