دراسة: كوكب الأرض يبطئ دورانه واليوم يزداد طولاً بسبب التغير المناخي

توصلت دراسة علمية جديدة إلى أنه إذا استمر البشر في إطلاق الغازات الدفيئة بمعدل مرتفع، فإن تأثير ارتفاع درجة حرارة المناخ سيكون أكبر من تأثير جاذبية القمر بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، وهو ما سيتسبب في ذوبان القمم الجليدية القطبية والتي ستتسبب في دوران كوكبنا بشكل أبطأ، ما يزيد من طول الأيام بمعدل غير مسبوق.

دراسة: كوكب الأرض يبطئ دورانه واليوم يزداد طولاً بسبب التغير المناخي
16 تموز 2024   18:56
مركز الأخبار

أظهرت دراسة علمية أن ذوبان القمم الجليدية القطبية يتسبب في دوران كوكبنا بشكل أبطأ، ما يزيد من طول الأيام بمعدل "غير مسبوق".

وقال المؤلف سوريندرا أديكاري من مختبر "الدفع النفاث": "تظهر الدراسة، أن المياه المتدفقة من غرين لاند والقارة القطبية الجنوبية تؤدي إلى زيادة الكتلة حول خط الاستواء".

وأشار العلماء إلى أنه يُنظر عادةً إلى الأرض على أنها كرة، ولكن من الأكثر دقة أن نطلق عليها اسم "الجسم الكروي المفلطح"، الذي ينتفخ إلى حد ما حول خط الاستواء.

وعلاوة على ذلك، فإن شكلها يتغير باستمرار، بدءاً من تأثيرات المد والجزر اليومية التي تؤثر على المحيطات والقشور، إلى التأثيرات طويلة المدى الناجمة عن انجراف الصفائح التكتونية والتحولات العنيفة المفاجئة الناجمة عن الزلازل والبراكين.

واعتمدت الدراسة على تقنيات المراقبة مثل قياس التداخل الأساسي الطويل جداً، حيث يمكن للعلماء قياس الفرق في المدة التي تستغرقها إشارات الراديو من الفضاء للوصول إلى نقاط مختلفة على الأرض، واستخدام ذلك لاستنتاج الاختلافات في اتجاه الكوكب وطول اليوم.

واستخدمت الدراسة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، الذي يقيس دوران الأرض بدقة شديدة، إلى نحو جزء من مائة من المللي ثانية، كما نظرت في سجلات الكسوف القديمة التي تعود إلى آلاف السنين.

إذا كانت الأرض تدور بشكل أبطأ، فإن طول اليوم يزداد ببضعة ميللي من الثواني من المقياس القياسي البالغ 86400 ثانية.

وأكد العلماء أن أحد الأسباب الأكثر أهمية للتباطؤ حالياً هو سحب جاذبية القمر، الذي يسحب المحيطات في عملية تسمى "احتكاك المد والجزر" والتي تسببت في تباطؤ تدريجي قدره 2.40 مللي ثانية في القرن على مدى ملايين السنين.

لكن الدراسة الجديدة توصلت إلى نتيجة مفاجئة مفادها أنه إذا استمر البشر في إطلاق الغازات الدفيئة بمعدل مرتفع، فإن تأثير ارتفاع درجة حرارة المناخ سيكون أكبر من تأثير جاذبية القمر بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.

وبيّن العلماء أنه بين عام 1900 واليوم، تسبب المناخ في زيادة طول الأيام بنحو 0.8 مللي ثانية، وفي ظل أسوأ السيناريوهات المتمثلة في الانبعاثات المرتفعة، سيكون المناخ وحده مسؤولاً عن زيادة الأيام بمقدار 2.2 مللي ثانية بحلول عام 2100، مقارنة بنفس خط الأساس.

وأوضح العلماء أن هذا قد لا يبدو أمراً كبيراً، وبالتأكيد ليس شيئاً يستطيع البشر إدراكه.

(م ش)