باحث في العلاقات الدولية: الشرق الأوسط يشهد مخاضاً صعباً ومعقّداً

أكد باحث في العلاقات الدولية، أن الشرق الأوسط يشهد مخاضاً صعباً ومعقداً إلى حدّ كبير، حيث تسعى واشنطن إلى تشبيك العلاقات مجدداً بين إسرائيل والدول العربية، من خلال إبرام اتفاقيات أمنية ودفاعية ونووية بينها، وهذا ما سيحدِث عدة متغيرات على طبيعة الصراع في الشرق الأوسط.

باحث في العلاقات الدولية: الشرق الأوسط يشهد مخاضاً صعباً ومعقّداً
25 مايو 2024   06:00
مركز الأخبار
يحيى الحبيب

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن الأربعاء، إن "الولايات المتحدة والسعودية اقتربتا جداً من إبرام مجموعة اتفاقات في مجالات الطاقة النووية والتعاون الأمني والدفاعي"، ضمن اتفاق أوسع للتطبيع بين الرياض وإسرائيل. 

سباق تسلّحٍ على وقعِ التصعيد

يأتي هذا التصريح، في ظل تصعيد وتوتر تشهده المنطقة على خلفية مواصلة التصعيد في غزة، والتوتر بين إيران وإسرائيل في الشرق الأوسط، إلى جانب التطورات الأخيرة في إيران، وأبرزها مقتل الرئيس الإيراني وفريقه.

عن ذلك، قال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور طارق وهبي: "لا أعتقد أن الموضوع مقايضة سياسية مع الإدارة السياسية في السعودية، عندما قالها محمد بن سلمان علناً؛ إذا كانت إيران تريد امتلاك تقنيات نووية فالمملكة تطلب امتلاك ذلك أيضاً، أولاً لتنمية هذا القطاع المهم والعمل على رفع مستوى البحث العلمي في هذا المضمار بالجامعات السعودية، والعمل على الحصول على سلاح استراتيجي إذا كانت إيران تملك مثل هذه التقنيات".

دفع أميركي للتطبيع

يرى مراقبون أن واشنطن تسعى لدفع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية مجدداً، قبل الانتخابات المقبلة، حيث تريد إدارة بايدن استخدام هذا الملف المهم كورقة انتخابية لصالحها.

وعن الأهداف الأميركية من ذلك، قال وهبي: "وزير الخارجية الأميركية يحاول إيصال رسائل لعدة أطراف، أولها العرب عامة، بالقول إن مسار التطبيع لن يقف، وهو مستمر، وثانيها؛ تطمين إسرائيل بأن ما ستسمح به أميركا بخصوص التقنيات النووية في السعودية لا يهدد أمنها".

وأضاف "لا أعتقد أبداً أن التطبيع السعودي - الإسرائيلي سيرجع إلى نفس الوتيرة؛ لأن السعودية لن تدخل في أي مشروع لإعادة إعمار غزة إذا كان المطلوب أن تقصفه إسرائيل من جديد. لذلك هناك ترتيبات تامة وخصوصاً مع أوروبا وأميركا لإعادة بناء مرفأين، بحري وجوي، مهمين يسمحان بحرية ولو مشروطة، ولكن تسمح لدولة فلسطين في غزة بالتحرك الحر بهذه الخصوص".

نتائج متوقعة لهذا المسار

وهبي أشار إلى أن النتائج المتوقعة لهذا المسار، هو "وقف سيطرة حركة حماس في غزة وفتح حوار سعودي – فلسطيني - إسرائيلي بعد وقف الأعمال الحربية في غزة، بالإضافة إلى حدوث تنسيق عالي المستوى، أميركي – سعودي، في إطار مشاريع مرتبطة بالتقنيات النووية، إلى جانب إحراج إيران بالعمل على السماح للسعودية بامتلاك تقنيات نووية".

الباحث في العلاقات الدولية، رأى أن "السعودية تضع قواعد خاصة في التعامل معها، الكل يبحث عن مصالحه، وهنا واضح أن أميركا لم تعد تستطيع لعب دور الضاغط إلا إذا التزمت بعدم التدخل بمصالح السعودية والخليج عامةً، وقد يكون ذلك صعباً على الإدارة الأميركية، ولكن باعتقادي هو شرط سيسري على العلاقات المقبلة".

مخاض معقد وصعب في الشرق الأوسط

وفيما يتعلق بموقف إيران المتوقع من هذا المسار، رأى وهبي أن "إيران هي الخاسر الأكبر، ولكنها كالعادة ستستعمل ذلك بطريقة عكسية وستعلن أنها لم تعد تلتزم بأي اتفاق نووي لطالما الولايات المتحدة الأميركية مصرّة مع دول أخرى على الخوض في التقنيات النووية، وليس من أولويات إيران الآن ذلك بعد الحادث الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية اللذين يُعدّان صقرين في السياسة الداخلية والدولية، ولملمة البيت الداخلي وعدم السماح لأي خلخلة قد يستفيد منها الغرب والمعارضة الإيرانية".

وعن انعكاسات ذلك على الأوضاع في الشرق الأوسط، أشار وهبي إلى أن "الشرق الأوسط يستمر في مخاض معقد جداً وصعب خصوصاً أن إيران وأذرعها تستمر في إضعاف السلطات المحلية، وأفضل ما يقال في الموضوع إن إسرائيل وإيران تعملان على نوع من الانفجار، إما واضح كما يحصل في غزة، أو مبطن كما يحصل في العراق ولبنان حول التأثير الإيراني وحضوره".

واختتم الباحث في العلاقات الدولية حديثه بالقول: إن "الشرق الأوسط لم ولن ينعم بالسلم والأمان لطالما تنظر إسرائيل إلى الجيران بأنهم غير جدّيين بالسلام معها، ولكن الموضوع أيضاً يهمّ العرب بأن لا سلام لطالما تستمر إسرائيل في سياسة الاستيطان والدمار".

(ل م)