تل أبيب تدرس ضرب إيران وأسعار النفط تقفز وسط تحركات عسكرية أميركية
تتجه الأنظار إلى الشرق الأوسط وسط تقارير عن استعداد إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية وشيكة ضد إيران، قد تنفذها من دون دعم مباشر من واشنطن، ودفعت هذه التطورات بأسعار النفط إلى الارتفاع بنسبة 5%، في مؤشر على هشاشة الأسواق أمام أي تصعيد عسكري.
تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وسط تقارير عن ضربة وشيكة لإيران وإجلاء أميركيين من المنطقة، ما تسبب بارتفاع أسعار النفط.
إسرائيل تدرس توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال أيام دون دعم أميركي
أفادت شبكة NBC الأميركية، نقلاً عن خمسة مصادر مطلعة، أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران خلال الأيام المقبلة، على الأرجح من دون دعم مباشر من الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التطور بعد تقرير لقناة CBS الأميركية ذكر أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأميركيين بأن تل أبيب "مستعدة تماماً لإطلاق عملية داخل إيران".
وخلال فعالية في مركز كينيدي، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إنه لا يعلم ما إذا كانت إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي، فيما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مصدر مطلع قوله إن "هناك احتمالاً حقيقياً بألا تُعقد جولة سادسة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران".
الرئيس دونالد ترامب علق على الوضع أثناء توجهه إلى مركز كينيدي، قائلاً للصحفيين إن السماح بمغادرة عائلات العسكريين "مرتبط بخطورة الوضع". وأضاف: "قد تصبح المنطقة خطيرة، سنرى ما سيحدث. إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً، ولن نسمح بذلك".
ويُذكر أن التوتر المتصاعد دفع قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، إلى تأجيل شهادته المقررة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، بحسب رويترز.
كما واصل ترامب لهجته المتشددة على منصة "تروث سوشال"، مؤكداً: "في الأيام المقبلة، الجيش الأميركي سيحصد المجد تلو المجد"، ومضيفاً: "ستحمون كل شبر من تراب الولايات المتحدة، وستدافعون عنها حتى أقاصي الأرض".
أسعار النفط ترتفع وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران
قفزت أسعار النفط بعد سماح وزارة الدفاع الأميركية بمغادرة عائلات العسكريين من أجزاء من الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوتر مع إيران. وارتفع خام برنت بنسبة 5% ليصل إلى 70 دولاراً للبرميل، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط أعلى مستوى له منذ نيسان، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
جاء هذا التحرك بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب أنه "أقل ثقة" في إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران، مؤكداً في الوقت نفسه أن إيران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي". ومن المقرر أن تنتهي الخميس مهلة الستين يوماً التي حددها ترامب لطهران للقبول باتفاق جديد، رغم إعلان إيران عن جولة سادسة من المحادثات الأحد المقبل.
في المقابل، حذر وزير الدفاع الإيراني من أن بلاده سترد على أي هجوم أميركي باستهداف القواعد العسكرية في المنطقة "دون تردد"، ما زاد من قلق الأسواق.
ورأى خورخي مونتييك، المدير في شركة أونيكس كابيتال، أن الارتفاع الحاد في الأسعار "رد فعل مبالغ فيه يُظهر هشاشة السوق وقلقها"، مرجحاً أن السوق تعاني من نقص في السيولة.
من جانبها، قالت هيليما كروفت، المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، إن قرار إجلاء الموظفين الأميركيين "لا يُتخذ باستخفاف" ويشير إلى احتمال تصاعد التهديدات في المنطقة، ما يزيد من التوترات الجيوسياسية.
(م ش)
