الصحف: تصاعد التوترات بين أمريكا وإيران والضغوطات على نتنياهو

سلطت الصحف الصادرة صباح اليوم الضوء على تطور العلاقات المتوترة بين أمريكا وإيران، والأحداث الأخيرة في لوس أنجلوس، والضغوط التي يتعرض لها بنيامين نتنياهو.

أميركا: عينٌ على إيران وأخرى على سوريا

صحيفة الشرق الأوسط كتبت عن تطورات العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران في ضوء المفاوضات النووية الجارية، وأشارت إلى أن "العقدة هي الحق في تخصيب اليورانيوم داخل إيران، فطهران تعدُّ ذلك حقّاً سيادياً، بينما واشنطن تعدُّه خطاً أحمر".

ورأت الصحيفة في سياق التطورات الأخيرة لحديث ترامب إن ثقته بإقناع إيران قلّت، مضيفاً أن "إيران أصبحت أكثر عدوانية في مفاوضاتها مع الغرب". ثم تطرح الصحيفة سؤالاً يحمل نبرة القلق: "فهل يصير الحدث المقلق للجميع: هل هي الحربُ إذن؟ أو اقتراب هذا السيناريو البغيض، أكثر للواقع؟"

فيما ترى الصحيفة أن "سوريا مفتاح كبير من مفاتيح الحرب والسلام في المنطقة، وهي الآن خارج الحوزة الإيرانية، في لحظة مبهرة، ويجب أن تظل كذلك، لمصلحة سوريا وأهلها قبل كل شيء، ومستقبل العرب والثقافة في المنطقة". وتضيف مؤكدةً: "هذا أمرٌ لا ريب فيه، وهذا اعتقادي الشخصي العميق".

غير أن الصحيفة تنظر إلى الموقف الغربي من زاوية أخرى، معتبرة أنه "إذا نظرنا للأمر بعيون غربية أميركية باردة، لا تهمها مصالحنا ومشاعرنا نحن أهل المنطقة، فهم لا يريدون أن تستفيد إيران من الساحة السورية، كما تحاول الاستفادة من الساحتين العراقية واليمنية، في لعبة الحروب بالوكالة، كما كانت تفعل من قبل مع وكيلها اللبناني حزب الله".

وترى الصحيفة أن "مسألة مستقبل الحريات الشخصية المتوارثة والوطنية السورية الجامعة، مسألة تفصيلية عندهم، المهم المكاسب السياسية الأمنية الآنية". وفي تحليلها لما تسعى إليه واشنطن،

 تذكر أن الغرب "يريد ادخّار الورقة السورية لوقت الحاجة، وطاقة الغضب الشعبي السوري المبرر ضد إيران، لوقت الحاجة، محاولاً خلق خطّ سنّي شرس، فاصل بين العراق وإيران، من جهة، ولبنان وحزب الله من جهة".

أما إيران، فإنها "تريد توظيف معزوفة المقاومة، ووضع عراقيل أمام حاضر ومستقبل سوريا والعراق، من أجل معاركها الخاصة بها".

التوترات في لوس أنجلس مؤشر على أزمات أميركية أعمق

تناولت صحيفة العرب اللندنية في تقريرها تطورات التوترات الاجتماعية والأمنية المتصاعدة في مدينة لوس أنجلس الأميركية، والتي اندلعت إثر اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، على خلفية عمليات دهم نفذتها سلطات الهجرة ضد المهاجرين غير النظاميين، اذ يرى المحللون "أن هذه الاضطرابات ليست مجرد حدث محلي عابر، بل تعكس أزمات أعمق وأوسع نطاقاً في السياسة الأميركية، حيث تتشابك قضايا الهجرة مع الاستقطاب السياسي الحاد وتصاعد العسكرة في التعامل مع المشكلات الاجتماعية".

موضحاً أن التوتر في لوس انجلس يظهر "مدى الانقسام الحاد بين السياسات الاتحادية وسلطات الولاية".

ويؤكد خبراء السياسة الأميركية أن أزمة لوس أنجلس ليست معزولة، بل هي جزء من تراكمات سياسية واجتماعية متشابكة.

فيما يرى دانيال مارتن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، أن "سياسات الهجرة الأميركية الحالية تعكس صراعات عميقة حول الهوية الوطنية والسيادة، لكن التصعيد العسكري داخل المدن يكشف عن فشل في إدارة القضايا الاجتماعية بطرق مدنية وسياسية.”

ويرى الخبراء إن "ما يحدث في لوس أنجلس هو صورة مصغرة لما تعيشه الولايات المتحدة من أزمات متشابكة بين السياسة والهجرة والأمن".

ويوضح مراقبون أن هذه الأحداث تؤدي إلى تفاقم الانقسامات داخل المجتمعات المحلية، خصوصاً بين المهاجرين والسكان الأصليين، حيث يشعر المهاجرون بخوف متزايد من الملاحقة والتمييز، فيما تتزايد الدعوات من مجموعات حقوق الإنسان لمراجعة سياسات الهجرة والتعامل الأمني القاسي.

ازدياد الضغوط على نتنياهو

صحيفة البيان الإماراتية لخصت ست ضغوطات على نتنياهو ودعت إلى ضرورة "المتابعة الجوية" لتحركات نتنياهو في الأيام المقبلة، لفهم حجم الضغوط التي يتعرض لها، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الائتلاف الحكومي الذي يقوده.

وفصلتها كالتالي الضغط الأول: من طائفة الحريديم الدينية المتشددة، التي ترفض رفضاً قاطعاً تطبيق قانون التجنيد الإجباري، وترى فيه اعتداءً على خصوصيتها الدينية.

أما الضغط الثاني: من عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، سواء من الأحياء أو القتلى، حيث يتهمونه بعدم الجدية في التفاوض مع حماس لإعادة الرهائن والجثامين، وهو ما يضعف موقفه الإنساني والسياسي.

بينما الضغط الثالث: هو ما وصفته الصحيفة بـ "تطور خطير" في التحقيقات الجنائية المتعلقة باتهامات الفساد والتربح وسوء استخدام السلطة".

والضغط الرابع: من داخل الائتلاف الحكومي نفسه، وبالتحديد من شخصيتي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين يمثلان ثقلاً برلمانياً في الحكومة.

بالإضافة إلى الضغط البرلماني: يتمثل في الهجوم الحاد من كتل المعارضة داخل الكنيست (من أمثال لابيد وغانتس والكتلة العربية)، حيث أصبحت جلسات الكنيست بالنسبة لنتنياهو "كابوساً سياسياً"، بحسب تعبير الصحيفة، بسبب الانتقادات اللاذعة والهجمات اللفظية.

أما الضغط الخامس: من إيران، التي أعلنت مؤخراً عن اختراق أمني خطير مكّنها من الحصول على وثائق استراتيجية حساسة تتعلق بالبرنامج النووي الإسرائيلي.

وأخيرا الضغط السادس: يأتي من الإدارة الأميركية السابقة بزعامة دونالد ترامب، الذي لا يزال يضغط لمنع إسرائيل من تنفيذ أي عمل عسكري ضد إيران حتى لا يعرقل المفاوضات النووية القائمة.

ورأت الصحيفة إن هذه التراكمات دفعت نتنياهو إلى الاعتراف بحالة من الإرهاق السياسي والصحي، وسط إشارات واضحة على الاكتئاب السياسي الذي يعيشه".

(م ح)