سوريا على حافة الفوضى مجدداً وتفاقم للأزمات الإنسانية عالمياً

تطرقت الصحف الصادرة صباح اليوم إلى الفوضى التي تشهدها سوريا، والتحديات الإنسانية المتزايدة على صعيد أزمة النزوح الداخلي عالمياً.

قلق تركي يعزز المخاوف من انزلاق سوريا إلى فوضى أمنية شاملة

ذكرت صحيفة العرب اللندينة أن الاجتماع الأمني، الذي عُقد برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جاء في وقت حساس تشهده الساحة السورية، بعد سلسلة من الهجمات التي طالت مناطق تسكنها أقليات درزية وعلوية. ورأت الصحيفة أن هذه الهجمات، التي يشتبه في وقوف جماعات مسلحة حكومية أو مدعومة من القوات الأمنية وراءها، أثارت مخاوف من تفجر الوضع في البلاد وانزلاقه نحو فوضى أوسع.

وأضافت العرب أن بعض المراقبين يرون أن حكومة الشرع أصبحت عاجزة عن السيطرة على المتشددين داخل مؤسساتها، مما يفتح الباب لاحتمال تحركات احتجاجية قد تتخللها مواجهات مسلحة من قبل الأقليات، في حال استمرار الصمت الحكومي.

وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة تسعى لمنع تفاقم الأوضاع، وأنها ترى في دعمها لسلطة الشرع وسيلة لإفشال ما يُعتقد أنه محاولات إيرانية وإسرائيلية لاستغلال التوترات الطائفية، من خلال دعم إعلامي وتحريض الأقليات ضد الحكومة السورية.

وفيما يتعلق بالملف الكردي، شددت تركيا، بحسب العرب، على ضرورة وفاء سلطة دمشق بالاتفاق المبرم مع قوات سوريا الديمقراطية، والذي ينص على دمجها في الجيش السوري. وأكد أردوغان أن بلاده تتابع هذا الملف من كثب، محذراً من تجاهله لما قد يسببه من توتر جديد في شرق البلاد.

كما نقلت العرب تحذيرات من شخصيات دولية من انهيار وشيك في سوريا، حيث حذر السيناتور الأميركي ماركو روبيو من احتمال اندلاع حرب أهلية شاملة، فيما أكد المبعوث الأممي غير بيدرسن على "الهشاشة الخطيرة" التي تعاني منها البلاد، داعياً إلى معالجة الانقسام المتزايد والعنف المتصاعد.

النزوح الداخلي يتزايد

في سياق آخر، تناولت افتتاحية صحيفة الخليج الإماراتية أزمة النزوح الداخلي في العالم، مشيرة إلى أن عام 2024 سجل رقماً قياسياً غير مسبوق في عدد النازحين داخلياً، بحسب تقرير صادر عن مركز رصد النزوح الداخلي، وهو مركز نرويجي يتعاون مع الحكومات والأمم المتحدة. وبلغ عدد النازحين 83.4 مليون شخص، بزيادة 7.5 مليون عن عام 2023.

وأشارت الصحيفة إلى أن النزوح لا يرتبط بالنزاعات فقط، بل تسهم الكوارث الطبيعية بشكل كبير في هذه الظاهرة، حيث بلغ عدد المتضررين منها نحو 46 مليون نازح، وهو ما يمثل ضعف المعدل السنوي خلال العقد الماضي. وسجلت 29 دولة وإقليماً معدلات نزوح غير مسبوقة، في ظل تزايد وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، إذ كانت الأعاصير مسؤولة عن أكثر من نصف هذه الحالات.

وأكدت الصحيفة أن مواجهة تبعات الكوارث تتطلب رفع كفاءة الأجهزة المحلية المختصة، وهو ما يستدعي دعماً لوجستياً ومالياً، لا سيما في الدول الفقيرة. وجددت الصحيفة دعوتها إلى المنظمات الدولية والدول المانحة لزيادة الدعم الإنمائي لمواجهة هذه الأزمات الإنسانية المتصاعدة.

(م ح)