مجزرة مجدل شمس تتصدر الصحف العربية

تعددت الآراء حول استعداد إسرائيل لشن حرب شاملة ضد حزب الله عقب مجزرة مجدل شمس.

مجزرة مجدل شمس تتصدر الصحف العربية
29 تموز 2024   10:24
مركز الأخبار

ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم على القصف الذي طال مجدل شمس في الجولان المحتل، ومخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة.

البداية من صحيفة الأخبار اللبنانية، والتي أوضحت في مقال لها تحت عنوان: "الوساطات الغربية هدفها حلّ يفصل جبهة لبنان عن غزة: "حتمية الرد الإسرائيلي تعني حتمية ردّ متناسب للمقاومة".

ورأت الصحيفة أن الجميع يتصرف على أن إسرائيل ستوجه ضربة قاسية لحزب الله، كرد اعتباري لا يتعلق بالثأر لضحايا مجدل شمس، وأشارت إلى: "أن هذا ما يجعل النقاش منقسماً بين مستويين، أحدهما يتعلق بسعي حكومة بنيامين نتنياهو إلى الظهور أمام العالم في صورة القادر على المبادرة، وتحمّل المخاطر، والثاني يتصل باللا يقين إزاء ما يلي أي ضربة إسرائيلية".

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل أقنعت الجهات الدولية والإقليمية بحقها في توجيه ضربة لحزب الله، مستندةً إلى حفلة التشويه التي رافقت ما حصل في مجدل شمس، وهي تعتقد أن الأمر قد يتحول إلى أيام قتالية، يحصل خلالها تراشق بين الطرفين إلى أن يقرر أحدهما التنازل.

وقالت الصحيفة: "في هذه الحالة، فإن السؤال المطروح على الجميع، خصوصاً على العدو: "من قال إن الأيام القتالية هي خيار حزب الله؟ ومن قال إن الحزب سيلتزم بقواعد اشتباك إسرائيل الجديدة للقتال؟ والأهم، هل إسرائيل في حالة جهوزية واستعداد للدخول في حرب واسعة لا تحكمها سقوف ولا ضوابط ولا قواعد؟"

"حزب الله.. من تحرير الجولان إلى قصف الجولان!"

أما صحيفة عكاظ، فقد كان لها وجهة نظر أخرى، حيث قالت تحت عنوان "حزب الله.. من تحرير الجولان إلى قصف الجولان!"، إن القصف على مجدل شمس يوحي برسائل واضحة للإسرائيليين وأمريكا، وهي إن حزب الله قادر على قصف المجمعات المدنية دون خجل أو تردد، وما حصل في مجدل شمس مجرد وجبة صغيرة من المدنيين، وإن حزب الله لديه منظومة صواريخ متوسطة المدى، وإنه سيختار كل المدن والبلدات القريبة وسيحدث مجازر إنسانية مروعة، وأنه يعرف تماماً أن القبة الحديدية فعّالة جدّاً ضد المسيّرات والصواريخ البعيدة.

وقالت الصحيفة إن: "حزب الله لديه رسالة يوجّهها للإسرائيلي يقول فيها: اليوم (مجدل شمس العربية الدرزية) وغداً (أي عاصمة عربية، فضلاً عن تل أبيب في إسرائيل)".

وترى الصحيفة أن تجربة حزب الله قريبة من تجربة صدام حسين الذي امتلك مدافع عظيمة وصواريخ عابرة، وجيشاً جراراً وصل لأكثر من مليون مقاتل، "فهل صمد صدام بصواريخه وأسلحته أمام الآلة العسكرية الغربية؟ بالطبع لا، وعلى الحزب ألا يراهن على الدلال الغربي له، فقد انقلب الغرب على حلفائه الأقرب، فكيف بأدوات وتنظيمات إرهابية؟".

من غزة إلى مجدل شمس، القاتل واحد

وأوضحت صحيفة القدس العربي بأن المشهد بعد مجزرة مجدل شمس، كشف بوضوح المسؤولين الحقيقيين عنها، فقد رفض أهل البلدة، الذين شيّعوا ضحاياها بالأكفان البيضاء، مسارعة المسؤولين الإسرائيليين إلى تجيير المقتلة الحاصلة ضمن حسابات إسرائيل. وواجه أهل مجدل شمس أحد أكثر الوزراء الإسرائيليين تطرّفاً، بتسلئيل سموتريتش، حين حاول زيارة البلدة.

وترى الصحيفة أن: "الاستغلال السياسي والإعلامي الإسرائيلي للواقعة يقوم بالنفخ في عناصر محددة وتجاهل وإخفاء أخرى، وهو يثير كالعادة اتهامات لإسرائيل يتمّ تداولها بين أبناء الجولان السوري، وفلسطينيي الداخل. تتركز هذه الاتهامات على تعمّد الجيش الإسرائيلي إبقاء المناطق التي لا يسكنها اليهود غير محميّة بمنظومات الدفاع الجوي والقبة الحديدية، أو جعلها، كما حصل على ما يبدو في حادثة مجدل شمس، مناطق اعتراض للصواريخ مما يعرّضها للحوادث".

فتح جبهة مع حزب الله

تحت عنوان (اجتماع روما يعزز المخاوف من اندلاع حرب إقليمية)، ركزت صحيفة العرب اللندنية، وأوضحت أن نتنياهو يرغب في فتح جبهة جديدة للحرب مع حزب الله، لأهداف سياسية داخلية تخصه، وبالتالي فإن أي دعوة إلى عدم التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قد تبدو بلا قيمة تُذكر، طالما أن نتنياهو مصمم على التصعيد.

وترى الصحيفة أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني قادمة لا محالة، مهما كان حجم التحذيرات من عواقبها والمطالبات الإقليمية والدولية بعدم دخولها؛ لأن الحكومة الإسرائيلية قررت الحرب بالفعل في محاولة لإنهاك حزب الله عسكرياً.

(م ح)