قره يلان: متمسكون براية الحرية التي سلّمنا إياها الشهداء

هنأ عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني وقائد القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي القائد عبد الله أوجلان والشعب الكردي، بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس حزب العمال الكردستاني، وجدد العهد "بإعلاء راية الحرية التي سلمنا إياها الشهداء والتمسك بذكراهم حتى النهاية".

قره يلان: متمسكون براية الحرية التي سلّمنا إياها الشهداء
23 تشرين الثاني 2023   16:17
مركز الأخبار

تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (NPG)، مراد قره يلان، عن نضال الكريلا بمناسبة حلول الذكرى السنوية لتأسيس حزب العمال الكردستاني، انطلاقاً من 12 أيلول وما بعد.

وجاءت مقابلة مراد قره يلان كالتالي:

* قبل أن نخوض النقاش في بداية نضال الكريلا خلال النضال الممتد على مدى 45 عاماً لحزب العمال الكردستاني، هل يمكنكم الحديث عن أجواء تلك الفترة الأولى، التي خلقها انقلاب 12 أيلول العسكري الفاشي، وماذا كان يشكل 12 أيلول، وأي الأساليب استُخدمت، وأي وضع خلقه في كردستان، وبالطبع، على أي أساس تطور النضال ضده؟       

قبل أن أنتقل إلى الإجابة عن سؤالكم، أهنئ مؤسس حزبنا الكادح الأكبر القائد أوجلان، وشعبنا الوطني الذي لم يتوانَ عن بذل أي تضحية، وأصدقاء شعبنا، ورفاق دربنا في جميع الخنادق، وكل ساحة من ساحات النضال التي تخوض المقاومة ضد العدو، بالذكرى السنوية الـ 45 لتأسيس حزبنا، حزب العمال الكردستاني، وأستذكر بكل احترام وتقدير جميع شهدائنا الأبطال الذين قدموا التضحيات وجعلوا من أجسادهم دروعاً لنضالنا في مسيرة الحرية الممتدة على مدى 45 عاماً وأنحني أمام ذكراهم، انطلاقاً من شهيدنا العظيم الأول رفيق الدرب حقي قرار إلى رفيقي دربنا روجهات وأردال اللذين نفذا عملية أنقرة التاريخية في الأول من تشرين الأول، ونجدد عهدنا بإعلاء راية الحرية التي سلمنا إياه لنا الشهداء والتمسك بذكراهم حتى النهاية.         

لنأتي إلى سؤالكم، بدون شك، إن تشكيل المجلس العسكري الفاشي لانقلاب 12 أيلول لم يكن أمراً عادياً، بل كان تدخلاً مخططاً وجاداً وموسعاً لغلاديو حلف الناتو للمرحلة الثورية في تركيا وكردستان، حيث كان أحد أهدافه إخماد الحركات اليسارية - الثورية في تركيا، إلا أن أحد أهدافه الأساسية أيضاً كان الخوف من تطور الحركة التحررية وبداية مستوى الكريلا لهذه الحركة.   

وكما هو معروف، أنه في تلك الفترة حاولت الحركة بالجهود العظيمة للقائد أوجلان أن تنتقل بالنضال إلى مستوى الكريلا، وكان الهدف على وجه الخصوص، هو العودة إلى الوطن من خلال المجموعة الأولى التي تلقت التدريبات في فلسطين، بقيادة رفيقي الدرب كمال بير ومعصوم قورقماز (عكيد)، والانتقال إلى مرحلة الكريلا بالتزامن مع مقاومة سيوراك، وبعد اعتقال الرفيق كمال بير وإدراك هذا الهدف المنشود من خلال الوثائق التي كانت بحوزته، تحوّل المجلس العسكري بالنسبة للعدو إلى حالة عاجلة، وربما كان قد تم التخطيط لإنشاء المجلس العسكري في وقت لاحق، ولكن من المرجح أنهم استعجلوا فيه بعد الحصول على تلك الوثائق، أي أن كان هناك هدفاً آخر للمجلس العسكري وهو عدم السماح للحركة التحررية في كردستان بالانتقال إلى مرحلة الكريلا، ولهذا السبب، عند وصول المجلس العسكري إلى السلطة، صحيح أنه شُنّت العديد من الهجمات الجادة من أجل تصفية الحركة اليسارية التركية، إلا أنه كان يسعى بشكل أساسي عبر خطة التدمير في كردستان إلى إبعاد المجتمع عن الحركة التحررية والقضاء عليها بشكل كامل من خلال الإطاحة والسحق والندم والحرب النفسية.    

وعلى أساس هذا المشروع المضاد للثورة، وُضع جميع كوادر الحركة التحررية المعتقلين في سجن آمد، ولندقق أنه؛ لم يحصل أمر من هذا القبيل في مكان مختلف، ولكن في كردستان، جُمع جميع أعضاء حزب العمال الكردستاني في سجن آمد باستثناء مجموعة كانت في سجن ديلوك، وهناك، شكلوا تحت قيادة أولئك الذين أخذوا على عاتقهم تولي مهام مركزية ضمن الحركة، مثل شاهين دونمز ويلدرم مركيت، اللذين استسلما عندما اعتُقلا، اتحاد الشبيبة الكمالية، وعلى هذا الأساس بدأوا بتنفيذ أساليب التعذيب النادرة في تاريخ البشرية، حيث إن هناك العديد من التقييمات بشأن هذا الأمر للرفاق الذين كان شهود عيان على ذلك، كما أنه تم تأليف كتب حول ذلك، وإنتاج أفلام، وهناك أعمال مختلفة عنها، وكان الغرض الرئيس من جميع الممارسات هو جعلهم يقولون "أنا تركي" والقضاء على الحركة في شخص هؤلاء الكوادر، وهذا هو الهدف الأول والأهم للمجلس العسكري.

وفي مواجهة ذلك، هناك قيمة تاريخية وعظيمة للغاية لمقاومة سجن آمد، التي تم تطويرها تحت قيادة رفاق الدرب كل من مظلوم دوغان وفرهاد كورتاي ومحمد خيري دورموش وكمال بير، أي أنهم، انتفضوا هناك ضد سياسة العدو المتمثلة في التتريك إعادة هيمنة الإبادة الجماعية من جديد في كردستان ودحروا هذه السياسة في ظل ظروف السجن، وهذا وضع في غاية الأهمية، حيث إنه تم الإقدام على وضع الأساس للعديد من الأمور بخصوص النضال، حيث إن هذه المقاومة منحت القائد أوجلان المساندة الأكبر لاستئناف النضال من جديد، وتحظى هذه المقاومة في النضال التحرري والوجود الكردي بمكانة عظيمة.  

وبالتوازي مع هذا الأمر، تطور مشروعهم الثاني والدعاية المتعلقة بالحركة، ففي السابق، شكلوا التأثير على الكرد من خلال الدين أثناء الحرب العالمية الأولى، وأبعدوهم عن الموقف المستقل الوطني، وانطلاقاً من مقولة "لنتحد، فإن لم نتحد، فإن المسيحيين سيكونون هم المهيمنون هنا، وسيضيع الدين، وستنشأ أرمينيا العظمى، ويجب علينا كمسلمين كرداً وأتراكاً أن نتحد جميعاً"، وانضم الكرد بدورهم إلى حرب التحرير الوطنية والتي نفذت بقيادة مصطفى كمال، أي أنهم في تلك الفترة تحكموا بالكرد عن طريق الدين وبهذا الشكل، ولاحقاً، وكما هو معروف، خانوا العهود التي أخذوها على عاتقهم، وتوجهوا إلى الكرد.  

وهكذا لجأ المجلس العسكري في 12 أيلول إلى استخدام التكتيك ذاته، وقالوا عن القائد أوجلان "إنه من جذور أرمنية"، وفي تلك الفترة كانت هناك حركة أرمنية باسم آصالا (الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا) تنفذ عمليات اغتيال في بلدان مختلفة من العالم ضد السفارات العليا لتركيا، وقد أدى هذا الأمر إلى إحياء حساسية معادية للأرمن ضمن المجتمع في تركيا، وقامت الدولة التركية من خلال هذا الأمر بنشر دعاية "حزب العمال الكردستاني وحركة آصالا هما واحد، وهذا تدخل أرمني" في كل أرجاء تركيا، وحاولت الدولة والمجلس العسكري بكل إمكاناتهما المتاحة الترويج للدعاية القائلة "حزب العمال الكردستاني هو حركة أرمنية وشيوعية مناهضة للإسلام؛ وهو مشروع يحاول خداع الكرد".

ومن ناحية أخرى، قاموا بارتكاب عمليات التعذيب في ساحات القرى، كما عملوا على جعل المدارس الليلية إلزامية على كل البالغين حتى النساء منهم، في كل قرية لكي يتعلموا اللغة التركية، ومنعوا الحديث باللغة الكردية، باختصار، كثفوا الدعاية وسياسة الإبادة الجماعية انطلاقاً من هذا الأساس.             

وكانت الحملة الثالثة بالهدف نفسه، وهو تطوير خطة لزيادة تأثير الدين في المجتمع الكردستاني، فعلى سبيل المثال، كان المجلس العسكري يوزع آيات من القرآن، وفقرات على شكل منشورات في كل مكان يمكن استخدامها ضد الحركة، لقد طُورت السياسة القائمة على أساس الإسلام السياسي في كل من كردستان وتركيا في الواقع بذلك الوقت، فعلى سبيل المثال، نمت حركة فتح الله غولن في ذلك الوقت، حيث كانت موجودة في السابق، إلا أنه في ذلك الوقت تم إفساح المجال أمامها وتطويرها، وحركة حزب الله هي نتاج هذه الفترة بالكامل، وتطلعوا إلى أنه يجب تعزيز الخط الديني وجعله مهيمناً لإبعاد الكرد عن الفكر الوطني – الثوري - الاشتراكي، ومن خلال هذا الأمر اتخذوا الأساس لمنع ذلك.

باختصار، طوّرت حركة المجلس العسكري في سياق القمع والعنف والتوجه العسكري وكذلك السياق الأيديولوجي - السياسي، حرباً نفسية قاسية، وخلقت جواً، حيث يرزح المجتمع تحت القمع من كافة الجوانب.  

يتبع..

(ل م)