تجاهل دولي لملف داعش يقابلُ جهود مكافحته على الأرض
يقابل تحركات قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن في إقليم شمال وشرق سوريا، على الرغم من جميع المعوقات لمكافحة داعش، تجاهلٌ دولي توضحه المعطيات والأحداث على الأرض، إلى جانب الإحصائيات الرسمية، وما تؤكده دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية.
بالتزامن مع الجهود العسكرية والأمنية على الأرض، في إقليم شمال وشرق سوريا لإنهاء خطر داعش، هناك تحرك دبلوماسي للإدارة الذاتية الديمقراطية، منذ آذار عام 2019، مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية إنهاء سيطرة مرتزقة داعش الجغرافية في الإقليم، إلا أن التجاهل الدولي سائد وفق ما أشار إليه مسؤول في الإدارة الذاتية الديمقراطية.
وصف عضو الهيئة الإدارية في دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، خالد إبراهيم، تعليق الملف دون حل بـ "المعضلة"، في ردّه على أسئلة وكالتنا، عن آخر تطورات تقرّب الدول من موضوع إجلاء رعاياها من المخيمات المخصصة لاحتجاز أسر داعش.
وقال عن ذلك، إنها ليست بـ "حل جذري للمعضلة، ولا تتعدى كونها جزئية، وتقتصر على بعض الحالات فقط". مقارناً بين إحصائية العام الفائت والعام الجاري، بالأعداد الكبيرة التي لا تزال تحتجز في المخيمات، أكبرها مخيم الهول الذي يضم قرابة 8000 من أسر مرتزقة داعش، من 50 جنسية أجنبية، وفق إحصائيات إدارة المخيم.
منذ بداية 2024 لم تتم أي عملية إجلاء لأسر داعش
وانحصرت عمليات الإجلاء بين عدد من الدول، خلال 2023، حيث أُجلي خلالها 450 طفلاً و120 امرأة فقط، فيما لم تتم أي عملية إجلاء منذ بداية العام الجاري، وفقاً لسجلات دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية المسؤولة عن عمليات التسليم.
ونوّه خالد إبراهيم، إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية لم تلتمس أي موقف جديد من الدول التي انخرط مواطنوها في صفوف مرتزقة داعش لإنهاء الملف ككل، وقال عن مواقفها "المواقف غير الواضحة مستمرة ولم يطرأ عليها أي تغيير يذكر".
الموقف الدولي لم يتغير
وأكد إبراهيم، أن الأطراف الدولية المعنية لا تقوم بمسؤوليتها الإنسانية والحقوقية، وأشار إلى تداعيات تهربها على مستقبل إقليم شمال وشرق وسوريا، قائلاً: "إن ذلك يفرض عبئاً أمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وقانونياً وحقوقياً كبيراً على الإدارة الذاتية والمنطقة".
وعدّ عضو الهيئة الإدارية في دائرة العلاقات الخارجية، خالد إبراهيم، مهمة إنهاء خطورة داعش، وحل ملف أسر المرتزقة، وما وصفه بالمعضلة، مسؤولية الجميع، وفي مقدمتهم الدول التي انخرط مواطنوها في صفوف داعش ووصلوا إلى سوريا، وغير محصورة بالإدارة الذاتية الديمقراطية، وقواتها العسكرية والأمنية.
ومقابل ذلك، وضمن إطار استمرار الجهود لمكافحة داعش وأفكاره، نفذت قوى الأمن الداخلي لإقليم شمال وشرق سوريا المرحلة الثالثة من عملية "الإنسانية والأمن"، استمرت 10 أيام متواصلة، انطلقت في 27 كانون الثاني 2023.
وأكدت قوى الأمن الداخلي لإقليم شمال وشرق سوريا خلال بيانها الختامي لعمليتها في مخيم الهول، أنها قطعت الطريق أمام مخططات مرتزقة داعش في تنظيم نفسه بقوة والسيطرة على المخيم ومحيطه، وتمكنت القوات المشاركة من قتل متزعمين للخلايا داخل وخراج المخيم، والقبض على ناشر الفكر التكفيري ومصدر فتاوى القتل، و85 مرتزقاً ومتعاوناً.
(ك)
ANHA