مخاطر تحوّل الصراع بين طهران وتل أبيب إلى حرب عالمية جديدة

حذر دبلوماسيون أوروبيون وعرب من أن الهجوم الإيراني على إسرائيل يخاطر بتخفيف الضغوط التي كانت تتزايد على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع، فيما حذر تحليل بريطاني من مخاطر تحول الصراع بين طهران وتل ابيب إلى حرب عالمية جديدة.

مخاطر تحوّل الصراع بين طهران وتل أبيب إلى حرب عالمية جديدة
19 نيسان 2024   10:11
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم تبعات الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران.

دبلوماسيون يحذرون من أن الأزمة الإيرانية تخاطر بتخفيف الضغط على إسرائيل بشأن غزة

حذر زعماء ودبلوماسيون أوروبيون وعرب من أن الهجوم الإيراني على إسرائيل يخاطر بتخفيف الضغوط التي كانت تتزايد على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وقال جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، أمس: "يجب ألا نفقد التركيز على ما يحدث في غزة. وفي غزة، تستمر الكارثة الإنسانية. ولم يزد الدعم الإنساني إلا قليلاً".

ولفتت الصحيفة إلى أنه وقبل الضربة الإيرانية غير المسبوقة السبت الماضي، كان سلوك إسرائيل في هجومها على غزة، قد ترك تل أبيب معزولة بشكل متزايد.

ولكن عندما شنت إيران هجومها على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، قادت الولايات المتحدة مجموعة من الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا والأردن، التي ساعدت في إسقاط وابل الصواريخ. وأكد بايدن أيضًا دعم واشنطن "الصارم" لإسرائيل، مما خفف الضغط على نتنياهو، رئيس الوزراء الذي أصبح مصدراً للانتقادات في الداخل والخارج.

وقال أحد الدبلوماسيين العرب: "لا أعرف ما إذا كانت هذه هي نية الإسرائيليين منذ البداية، لكنهم على الأقل يستخدمون الضربة الإيرانية بذكاء شديد. قبل ثلاثة أسابيع، حملت تصريحات زعماء العالم بشأن إسرائيل انتقادات وخطوطاً حمراء. والآن هناك تحول في السرد".

وكان أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، أكثر وضوحاً. وقال في مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في برلين الثلاثاء: "إن نتنياهو يريد صرف الانتباه عن غزة والتركيز على مواجهته مع إيران".

ويعترف المسؤولون الإسرائيليون بأنهم رأوا فرصة. في وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلق وزير الخارجية يسرائيل كاتس ما وصفه بـ"هجوم دبلوماسي" للضغط من أجل فرض عقوبات جديدة على إيران، وإعلان الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية.

قد يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية جديدة

اعتبرت صحيفة اندبندنت البريطانية في تحليل لها بأن المخاوف من تصاعد دوامة الصراع بدأت تسخن وتتزايد، خاصة بين إسرائيل وإيران، والتي بدأت تجذب حقاً دولاً إقليمية أخرى بالإضافة إلى الجهات الفاعلة الدولية مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الخلفية المباشرة هنا هي الهجوم الوحشي الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص واحتجاز مئات الرهائن. وردت إسرائيل بسرعة بشن هجوم شامل على غزة، مما أسفر عن مقتل عدة آلاف آخرين وتدمير مساحات واسعة من البنية التحتية.

وترى الصحيفة بأن إيران كانت منذ فترة طويلة ممولاً رئيساً لحركة حماس، وكذلك حزب الله، الحزب السياسي في لبنان الذي انخرط في مناوشات وصراعات متعددة.

كما تساءلت الصحيفة عن الضربة الإيرانية الأخيرة التي وجهتها لإسرائيل، وهل تمثل فشل الجانب الإيراني؟ أم أنها ضربة محسوبة بعناية لإحداث أكبر ضجة ممكنة بأقل قدر من الضرر؟

وأكد الصحيفة على أن طهران أصدرت تحذيراً كافياً لإسرائيل والولايات المتحدة بشأن الخطة، مما سمح للتحالف المخصص بالاستعداد لضربة وشيكة، كما لم تطلب طهران من حزب الله، استخدام صواريخه البالغ عددها 150 ألف صاروخ.

وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة الإيرانية رغبت في انتقام مدروس ضد إسرائيل، ولكن بدون توجيه ضربة قاتلة إلى الحد الذي قد يؤدي إلى انتقام إسرائيلي كبير وربما بمشاركة أميركية.

وتتصاعد المخاوف بشكل كبير فيما يتعلق بالسيناريوهات التي تستهدف فيها إسرائيل البرنامج النووي الإيراني. لكن إسرائيل غير قادرة على شن مثل هذه العملية بمفردها، وسوف تحتاج إلى القوات الأميركية المتمركزة في الخليج للمساعدة، وقد رفضت الإدارة الأميركية حتى الآن الانضمام إلى أي عملية من هذا القبيل.

وترجح الصحيفة أن إسرائيل قد تبالغ في ردها، وستكون العملية الانتقامية واسعة النطاق بحيث يشعر قادة إيران بأنهم مجبرون على الرد، "وهو ما يعزز المخاوف من صراع واسع النطاق".

إذا تعرضت إيران لهجوم كبير من قبل إسرائيل، فمن المؤكد تقريباً أن الجولة التالية من الانتقام الإيراني ستشمل قيام حزب الله بمهاجمة شمال إسرائيل، وفق الصحيفة.

وتضيف الصحيفة إن مثل هذا التوسع في الصراع لن يبقى في بلاد الشام، وإذا حاولت القوات العسكرية الغربية دعم إسرائيل، سيتم استهدافها بشكل علني أثناء دفاعها عن السماء من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.

إن التأثير الجغرافي الاقتصادي للصراع المشتعل والمتقطع حول الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مما يؤدي إلى تدمير التعافي الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، بحسب الصحيفة.

(م ش)