الخوري وارطان مارديروس: مذبحة الأرمن حدث مأساوي ومظلم في التاريخ

أكد الخوري وارطان مارديروس راعي كنيسة الأرمن الأرثوذوكس في بيروت، أن مذبحة الإبادة الجماعية للأرمن في 24 نيسان، هي حدث مأساوي ومظلم في التاريخ، والاحتلال التركي ارتكب أفعالاً مأساوية ولا يزال يرتكبها بحق شعوب تتطلع إلى الحرية والسلام.

الخوري وارطان مارديروس: مذبحة الأرمن حدث مأساوي ومظلم في التاريخ
24 نيسان 2024   10:12
بيروت
رانيا عبيد

مرّ 109 سنوات على الإبادة الجماعية للأرمن، المعروفة أيضاً باسم مذابح الأرمن أو المحرقة الأرمنية، وهي حملة قتل منهجية وطرد للأرمن في الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى على يد السلطات العثمانية، التي نفذت عمليات القتل الجماعي والترحيل القسري والاعتقال والاغتصاب والتعذيب.

أما أسبابها؛ فهي مزيج من العوامل السياسية والثقافية والدينية، حيث كان الأرمن مجتمعاً مسيحياً يعيش في الإمبراطورية العثمانية؛ ومع تصاعد التوترات السياسية والعرقية والدينية، زعمت السلطات العثمانية أن الشعب الأرمني يهدد أمنها واستقرارها، فارتكبت مجازرها وقتلت 80% من الأرمن. الأمر الذي أدى إلى لجوء الناجين إلى دول أخرى، وتكوين مجتمعات أرمنية في جميع أنحاء العالم كالولايات المتحدة وفرنسا وسوريا ولبنان ودول أخرى.

من الأرمن إلى الكرد.. الاحتلال التركي لا يتوقف عن ممارسات الاضطهاد والظلم

الاحتلال التركي لم يتوقف عن المجازر بحق الشعوب التي تتميز بثقافات عرقية ودينية مختلفة، فهو يحاول إعادة زمن الامبراطورية العثمانية إلى الحياة، لكن مقاومة الشعب الحر لا تقهر. في أرمينيا الآن الاحتلال التركي لا يعترف بارتكابه الإبادة الجماعية، بينما اعترفت بها العديد من الدول كجريمة ضد الإنسانية، وتقر تركيا أنه وخلال الحرب العالمية الأولى قُتل العديد من الأرمن، ولكنها تقول إن أعداداً من الأتراك المسلمين قتلوا أيضاً، وتدّعي أن عدد الضحايا الأرمن قد تضخّم وهو مبالغ فيه، وأن المجازر التي ارتكبها كلا الجانبين كانت نتيجة العنف العرقي وصراع واسع النطاق بما في ذلك الحرب العالمية الأولى.

لكن التاريخ لا يعرف النسيان، واحتلال تركيا لأجزاء من الأراضي السورية خير دليل، وتحديداً احتلال عفرين وكري سبي وسري كانيه وجرابلس واعزاء والباب ومارع، والهجمات المستمرة ضد الكرد ما هي إلا محاولة من محاولات أردوغان لتكرار ما فعله أسلافه العثمانيون بحق الأرمن، حيث يهدد وجود واستقرار الكرد.

أما النوايا المبطنة، فالاحتلال التركي يخشى وجود الإدارة الذاتية الديمقراطية، لأنها تهديد لسلطته المستبدة والمحتلة.

الاحتلال التركي لن يتوقف عن هجماته ضد الكرد، حيث يسعى لاحتلال المزيد من الأراضي في شمال وشرق سوريا، وتدمير أي شاهدة تتعلق بالكرد، عبر تدمير البنى التحتية وتهجير آلاف الأهالي وسلب الممتلكات والأرزاق، وقتل مئات المواطنين، بالإضافة إلى محاولات التمدد في جنوب كردستان.

هناك نوع من الخذلان والسكوت المتعمد

الخوري وارطان مارديروس راعي كنيسة الأرمن الأرثوذوكس في بيروت، خص وكالتنا بالحديث عن الاحتلال التركي في ذكرى الإبادة الأرمنية، وعدّ مذبحة الإبادة الجماعية للأرمن في 24 نيسان، حدثاً مأساوياً ومظلماً في التاريخ، حدثت في أراضي الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، وتم تنفيذ هذه الإبادة على يد حكومة جمعية الاتحاد والترقي، وقد أدت إلى مقتل نحو مليون ونصف المليون أرمني، وطبعاً لم تقتصر على الأرمن، فقط بل شملت أغلبية الأقليات الموجودة في الدولة العثمانية كالآشوريين والسريان.

وأضاف الخوري وارطان مارديروس أن الاحتلال التركي كان وما زال، يحتل كثير من المناطق، واليوم يحاول إبعاد الشعب الكردي عن حدوده، وكل من يحاول المطالبة بحقوقه كشمال سوريا، وقال: "إن مطامعها كبيرة".

عشية الذكرى الـ 109 للإبادة الأرمنية قال مارديروس "هناك نوع من الخذلان والسكوت المتعمد من كل الدول على ما جرى ويجري اليوم، من مذابح يندى لها الجبين، وكما قبل 109 سنوات ها هي تتكرر اليوم بتهجير كل سكان إقليم قره باغ".

وشدد مارديروس على أن "التحديات كبيرة وتتطلب وقفة ضمير لجميع الأمم لوقف ما جرى ويجري بحق الأرمن، وكيف لا ونحن نشاهد ونرى بأم العين كيف تدمر الكنائس والمعابد ويدمر إرث عمره آلاف السنين".

وأكد مارديروس أنه يمكن المساهمة في منع حدوث جرائم إبادة جماعية في العالم، خصوصاً في ظل ما تشهده المنطقة من حروب وصراعات، من خلال منظمات حقوق الإنسان التي تقف عاجزة وبتكاتف المجتمع لإظهار بشاعة ما جرى ويجري من تهجير ممنهج وقتل متعمد ومطالبة محكمة لاهاي من الاقتصاص من الاحتلال التركي الذي يمارس أعمال القتل وتهجير الشعوب.

وأوضح مارديروس أن الاحتلال التركي قام بأفعال مأساوية ولا يزال يقوم بها بحق شعوب تتطلع إلى الحرية والسلام، وقال: "من هنا يجب أن تتجه الأنظار نحو بناء السلام واحترام حقوق الإنسان واستعادة السيادة الوطنية للشعوب المتضررة مهما كان لونها ودينها وثقافتها".

(أ ب)

ANHA