الخبير الاقتصادي أحمد بلدا: مهمة أردوغان في العراق صعبة

أشار الخبير الاقتصادي أحمد بلدا إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية خلال اجتماع أردوغان والسوداني، ولفت إلى صعوبة قبول ذلك على الصعيدين السياسي والعسكري، وقال: "التنازلات السياسية التي يأملها أردوغان مستحيلة التحقّق".

الخبير الاقتصادي أحمد بلدا: مهمة أردوغان في العراق صعبة
21 نيسان 2024   11:01
مركز الأخبار
جيهان بيلكين

بعد 12 عاماً، يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العراق في الـ 22 من نيسان الجاري، وتحدّث الخبير الاقتصادي والكاتب أحمد بلدا إلى وكالتنا حول هذا الموضوع.

لفت أحمد بلدا إلى أنّ أردوغان يمرّ بأصعب مرحلة خلال فترة حكمه على مدار 20 عاماً، وذكر أنّ الوضع الحالي لن يدوم، لذا يتعين على أردوغان اتّخاذ خطوات جديدة، وأنّه يواجه خطر فقدان سلطته ويقود بقراراته تركيا إلى طريق مسدود، وقال: "وصلت السياسات التي انتهجها على مدار السنوات الـ 10 الأخيرة إلى طريق مسدود، وعلى الصعيد الاقتصادي يمكن القول إنّ تركيا تمرّ بأسوأ فترة في تاريخها".

"الالتزامات التي لا يريدها أردوغان"

أشار بلدا إلى أنّه يتعين على تركيا تغيير سياساتها وإحداث تغيير جوهري في الاقتصاد، للخروج من الأزمة التي تمرّ بها، وقال: "هذا الوضع يفرض على أردوغان توافقات سياسية لا يريدها أبداً، فهو ملزم بتلبية مطالب ملفات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتوضيح الحسابات الاقتصادية، والتوقف عن تمويل المرتزقة والإنفاق العسكري، ومنع الأموال السوداء وتجارة المخدرات، وفي مثل هذه الحالة، سيتعين على أردوغان التوقف عن الهجوم على روج آفا وجنوب كردستان، لكنّه لا يستطيع قبول ذلك، ويختار دائماً طرقاً أخرى، ويخدم مشروع طريق التنمية هذا الهدف".

"الهدف ليس مشروعاً تنموياً"

وتطرّق بلدا في حديثه، إلى مشروع طريق التنمية الذي يُعدّ أحد أبرز القضايا التي سيناقشها أردوغان خلال زيارته للعراق، وأشار إلى أنّ تنفيذ هذا المشروع غير ممكن، وذكر أنّ تركيا لا تستطيع تحمّل تكاليف المشروع التي تقدّر بـ 17-20 مليار دولار، وتابع: "على الصعيد التقني، لا وجود لمشروع سيُنفّذ خلال وقت قصير، نظراً لعدم امتلاكها أي قبول دولي، كما لا يمكنه الحصول على قروض أو دعم أو تعاون من بعض الدول".

ونوّه بلدا: "يكشف جدوى المشروع وخطوطه بعض النوايا، لا ينوي أردوغان أن يكون في موقع عسكري في إطار أمن مناطق العبور".

وبيّن أحمد بلدا أنّ أردوغان يسعى إلى الحصول على دعم السنة في العراق، وهدفه القضاء على الإدارة الذاتية في شنكال، وقطع وتدمير العلاقات بين روج آفا وجنوب كردستان، وأن يكون ذو تأثير في السياسات العراقية الداخلية.

"المسؤولون العراقيون على علم بالأمر ولكن.."

وقيّم الخبير الاقتصادي، أحمد بلدا موقف الحكومة العراقية من مشروع طريق التنمية، وقال: "يعرف المسؤولون العراقيون هذا الأمر بلا شك، لكنّ انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي يجبرهم على التعامل مع تركيا، فعلى سبيل المثال، فإنّ زيادة بسيطة في المياه للعراق ومساعدتها فيما يتعلق بموضوع النفط في خط كركوك- يومورتالك، سيكون مهماً جداً بالنسبة لحكومة السوداني قريباً، كما أنّ السوداني لا يرى نفسه قوياً كفاية، وهذا صحيح، لذا كان يخطّط لاكتساب القوة السياسية عن طريق المساعدة الاقتصادية على الأقل، لذا تعامل بإيجابية مع المطالب التركية، كما أيّد زيارات أردوغان ومقترحاته، لكنّ هذه الخطط الأولية تغيرت".

"لن يحصل أردوغان على التنازلات السياسية التي يأملها"

أشار أحمد بلدا إلى أن عمل أردوغان في العراق صعب، وقال: "زيارة السوداني الأخيرة إلى أمريكا كانت بمثابة المنقذ له، فقد تلقّى هناك وعوداً بالدعم السياسي والاقتصادي، والولايات المتحدة الأمريكية تستغل هذه القوة وتقدّم مقترحات لتركيا، ويمكن ملاحظة هذا بالفعل في الاجتماعات التي تُعقد بين وفود البلدين. إنّ تحسّن العلاقات الاقتصادية بين تركيا والعراق، كزيادة نسبة المياه، وتزايد التجارة والبدء ببيع النفط، هي أمور إيجابية لكلا البلدين، لكنّ التنازلات السياسية التي يأملها أردوغان في المقابل مستحيلة التحقّق، على سبيل المثال، أُعلن ولو بشكل غير مباشر، أنّ الحكومة العراقية لا تصف حزب العمال الكردستاني بـ (الإرهاب) على الرغم من رغبة أردوغان بذلك".

"الحزب الديمقراطي الكردستاني مقيّد"

وذكر بلدا أنّ حكومة جنوب كردستان كذلك لن تمتثل للرغبة التركية، وبين: "الحزب الديمقراطي الكردستاني يعاني جرّاء العلاقات بينه وبين تركيا، على الصعيد الاقتصادي والاستخباراتي والعسكري والإداري، فقد دخل في صراعات مع حكومات العراق وإيران ودول المنطقة، وحتى مع أمريكا بسبب تركيا، ولهذا لا يستطيع حتّى حماية مصالحه".

وأشار أحمد بلدا إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية خلال الاجتماع بين أردوغان والسوداني، ولكن هذا لن يؤثر على الصعيدين السياسي والعسكري.

(ر)

ANHA