إقليم شمال وشرق سوريا بين الاستهداف وأساليب البقاء

ربطت شخصيات مجتمعية في إقليم شمال وشرق وسوريا صمود الإقليم في وجه الهجمات التي يتعرض لها، ومواصلته إدارة مناطقه، بالُّلحمة الوطنية المتشكلة بين عموم أطياف المجتمع، وعدّتها العمود الفقري وخندق المقاومة الأنسب في طريق النصر.

إقليم شمال وشرق سوريا بين الاستهداف وأساليب البقاء
23 نيسان 2024   07:30
الرقة
أنس محمد

يخوض أهالي إقليم شمال وشرق سوريا حرباً على اختلاف أساليبها وأشكالها، بين عسكرية وسياسية وخاصة، في سبيل حماية ما حققه خلال العقد الفائت من مكتسبات للإقليم على مختلف الصعد، وتمكّن نظامه الإداري وقواته العسكرية من الصمود للمرحلة الراهنة في غضون الصراعات الإقليمية والدولية المتقدة.

يُستهدف الإقليم من قبل دولة الاحتلال التركي براً وجواً من جهة، ولا يزال يشهد تحركاً لخلايا داعش وانتعاشه مع الاستهداف التركي للمنطقة، آخرها هجوم داعش على نقطة عسكرية لقسد في الرقة، كما يقوم مسلحون مرتبطون بقوات حكومة دمشق باستهداف الإقليم بين الفينة والأخرى وبشكل خاص في مقاطعة دير الزور. 

ويكمن سر صمود مجتمع إقليم شمال وشرق سوريا وفق ما أشارت إليه شخصيات مجتمعية، إلى وحدة صف مكوناته، وابتعادها عن التحول إلى بيادق وأدوات لتنفيذ أجندات إقليمية ودولية، على الرغم ممّا تتعرض له من ضغوطات تلك الأطراف.

الرئيسة المشتركة لمجالس مقاطعة الرقة، هيفاء مسلم، قالت: "تكاتفنا وتلاحمنا ووحدتنا نقاط قوتنا في الدفاع عن مناطقنا، وإفشال ما يحاك ضد الإدارة الذاتية"، وأشارت إلى أهمية الُّلحمة الوطنية، بالقول "التعاضد والتكاتف يقويان العلاقات ويساعدان على تمتين الروابط بين أفراد المجتمع، ويشكلان عائقاً صلباً أمام المخططات التي ترمي للنيل من مشروعنا".

ونوّهت أن الهجمات المستعرة على الإقليم يعود إلى صوابية ونجاح هذا المشروع، وقالت: "لقى مشروعنا نجاحاً مفلتاً وتقبلاً من جميع المكونات وكون المنطقة تسعى للتطور والنهوض بالواقع الاقتصادي وخصوصاً بعد إبرام قانون العقد الاجتماعي وانتخابات البلديات المقبلة، زادوا من هجماتهم".

ويدير مجتمع إقليم شمال وشرق سوريا، نفسه بنفسه منذ بدء الأزمة السورية وتكللت جهوده في الخروج بنظام إداري الإدارة الذاتية الديمقراطية عام 2014، بات مطلباً ملحاً والوحيد الذي يمكن للسوريين عبره، من حل الأزمة السورية.

ولمواجهة الهجمات، قال الناشط المدني، والرئيس المشترك لكومين حي الشراكسة في مقاطعة الرقة، نبيل الحمد "من خلال لُحمتنا وتكاتفنا كمكونات، مع قواتنا الباسلة ضد أي هجوم تتعرض لها المنطقة، وحده الكفيل في ردع تلك الهجمات، وسيقودنا للنصر مجدداً كما انتصرنا عليها حتى الآن".

وعدّ الناشط المدني، الُّلحمة الوطنية جدار الصدّ الأول لحماية مجتمع شمال وشرق سوريا، ويمنع خرق أمن واستقرار المنطقة، فالُّلحمة الوطنية أصل متأصل في مناطقنا ولا يمكن لأحد أن ينزعها".

وكذلك قالت الناشطة المدنية والرئيسة المشتركة لمجالس الأحياء الغربية في الرقة، ضحى العلي "يجب علينا تعزيز هذا التكاتف المجتمعي والالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية لمنع زعزعة هذا الاستقرار الذي فقدناه على يد مرتزقة داعش وجميع الأطراف التي مرت على مناطقنا".

ويتجّه مجتمع إقليم شمال وشرق سوريا في المرحلة الراهنة على الرغم من الهجمات والضغوط، بكل ثبات نحو انتخابات بلدية مقررة في 30 أيار المقبل.

م)

ANHA