​​​​​​​آلدار خليل: لن تُكسر إرادة الشعب بالحصار

​​​​​​​آلدار خليل: لن تُكسر إرادة الشعب بالحصار
16 نيسان 2022   20:33

آلدار خليل: "لن تُكسر إرادة هذا الشعب من خلال التجويع، والتعطيش، وقطع الاحتياجات المعيشية والحد من إمداده بالأدوية. فلم تُكسر إرادتهم هذه رغم كل الهجمات التي شُنّت ضدهم، ولا يمكن كسرها من خلال الحصار".

يستمر حصار حكومة دمشق على حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب ومنطقة الشهباء منذ الـ 13 من آذار الماضي. ولا تسمح حكومة دمشق بعبور الاحتياجات المعيشية الأساسية، الوقود والأدوية إلى هذه المناطق. ولقي موقف حكومة دمشق هذا استنكاراً شعبياً عنيفاً في شمال وشرق سوريا. وقال آلدار خليل بشأن تصرف حكومة دمشق هذا: "إن حكومة دمشق تريد من خلال هذا الحصار إيصال هذه الرسائل: ها أنا هنا، ولا أريد تطوير عملية للحل".

وذكر آلدار خليل أنّه لا يمكن كسر إرادة هذا الشعب الذي قاوم وصمد ضد كل أشكال الهجمات من خلال عمليات الحصار هذه.  

كما أشار آلدار خليل إلى الإجراءات التي اتّخذتها قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا ضد حكومة دمشق وذكر أنّ لا توجد أيّة نيّةٍ لدى الإدارة الذاتية بإخراج حكومة دمشق من مناطقها أو أن تعلن الحرب ضدها.

"فليعلم الجميع أنه في الوقت الذي يكون فيه شعبنا تحت الحصار، فإننا لن نكتفي بالمشاهدة فقط" بهذه الكلمات أعرب آلدار خليل عن موقفه حيال هذا الأمر.

وأجرت وكالتنا لقاء مع عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل حول الحصار المفروض على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب ومنطقة الشهباء.

"مقاومة الشيخ مقصود والأشرفية هي التي دافعت عن حلب"

في البداية أريد السؤال عن الحصار المفروض على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب. ما الذي تريدون قوله بخصوص هذه الهجمات ولما فُرض هذا الحصار في مثل هذا الوقت؟

منذ بداية الأزمة السورية، تعرّضت العديد من المدن السورية لهجمات المرتزقة والمتشدّدين. وحلب هي إحدى تلك المدن التي تعرضت لهجماتٍ عنيفة. لم تستطع قوات حكومة دمشق المقاومة في المدن التي تعرضت للهجمات. واضطرت لتسليم الكثير من المدن لمجموعات المرتزقة وداعش لأنها لم تكن قادرةً على الدفاع عنها. وتكررت مرحلة الهجمات هذه في حلب بعد عام 2011. ولكن كان حيي الشيخ مقصود والأِشرفية هما من خاضا المقاومة داخل حلب. أصبحت مقامتهم هذه مثالاً يُحتذى به في حلب بأسرها. على الأساس تم الدفاع عن حلب وحمايتها بتلك المقاومة. صحيحٌ، أنّ مجموعات المرتزقة قد دخلت إلى بعض الأماكن، ولكن لأن أهالي الشيخ مقصود دافعوا عن أنفسهم أدّى هذا إلى دفاع الأحياء المحيطة بها أيضاً عن نفسها. وهذا ما منع المرتزقة من الوصول إلى مركز المدينة في حلب ومحيطها حيث قُطعت السبل أمامهم. وإن تم تطهير حلب من مجموعات المرتزقة وتم الدفاع عنها فهذا كلّه بسبب عدم سقوط حي الشيخ مقصود. لقد خاض أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية المقاومة مع قواتهم الذاتية رغم إمكانياتهم المحدودة. وأُجبرت المرتزقة على الخروج من حلب نتيجة المقاومة التي واجهوها. إن كانت حلب صامدة الآن فهذا بفضل مقاومة الشيخ مقصود والأشرفية. ولكن وبدلاً من أن ترى حكومة دمشق هذه الحقيقة وتعترف بها وتتّخذ نهجاً يتماشى معها نراها تقوم بعكس ذلك. كأن تقوم مثلاً بمعاقبة أهالي الشيخ مقصود والأشرفية قائلةً ’لماذا قاومتم، لماذا دافعتم عن المنطقة، لماذا لم تسمحوا لمجموعات المرتزقة بالدخول لحلب واحتلالها؟‘   

يُمكن أن تكون الدولة التركية هي من تقف وراء تصرف الحصار هذا

في مثل هذا الوقت الذي ندعو ونطالب فيه إلى الاتفاق مع دمشق، والوصول لحل، فإننا نجد أنفسنا نواجه حصاراً. يبدو أن هناك بعض الأطراف التي لا تتماشى مصالحها مع التوصّل لاتفاق. ففي مثل هذا الوقت الذي كنا نترقّب فيه ردّاً إيجابياً، واتخاذ خطوةٍ إيجابيةٍ، بحث حلٍ للقضية السوريّة عامةً وشمال وشرق سوريا خاصةً، نرى أن بعض القوى داخل حكومة دمشق قامت مباشرةً بفرض حصارٍ على حيي الشيخ مقصود والأشرفية.

من تتبع هذه المجموعات التي تتحدثون عنها؟

ظاهراً هي تابعة لحكومة دمشق، ولكن يبدو أنها ليست صاحبة قرار أو رأي ضمنياً. من الممكن أن تكون الاستخبارات التركية أو بعض الأجهزة التابعة للدولة التركية قد أوصلت نفسها لقوات حكومة دمشق أو هددتهم أو حتّى أقامت معها علاقاتٍ أخرى من نوعٍ آخر، أو مثلاً لا تسمح لها بالانخراط في عملية الحوار. ونعلم مسبقاً أنّه في كل مرةٍ أرادت فيها حكومة دمشق باتخاذ خطوة في هذا الاتجاه أبدت الدولة التركية اعتراضها على ذلك، قائلةً لن أقبل أن تنخرط في أي حوارٍ في شمال وشرق سوريا، إذ أنّ خوضك للحوار معها يعني قبول النظام في شمال وشرق سوريا‘ وهم لا يريدون قبول هذا ولا يريدون رؤيته حتى.

ولهذا فإن أرادت أية مجموعةٍ في العالم وخاصةً في كردستان، التعامل مع الثورة الكردية، الاجتماع بالممثلين الكرد، فلا شكّ أن الدولة التركية ستقف ضدها. ويمكن أن تكون الدولة التركية هي ذاتها وراء هذا التصرف. وأن تكون قد تدخّلت فيها بشكلٍ من الأشكال. أو مثلاً قامت بتهديدهم، أو تحالفت مع أشخاصٍ منهم. أو أن تعمل على عرقلة عملية الحوار وإفسادها بشكلٍ من الأشكال. هذه المساعي تأتي في إطار منع الاتفاق. فلم يُلحق حيي الشيخ مقصود والأشرفية ومنطقة الشهباء أي ضررٍ بحكومة دمشق. لا توجد أية محاولات لهذه المناطق في التحالف مع الدولة التركية، الاتفاق مع مجموعات المرتزقة وزعزعة استقرار سوريا. فهي لا تختلف عن مناطق شمال وشرق سوريا سياسةً ونهجاً. لكن لماذا يقومون باستهدافهم؟ كأن يقول المرء’ انتظروا سأقوم بشيءٍ يعمّق الأزمة أكثر ‘لن تُكسر إرادة هذا الشعب من خلال التجويع، قطع المياه والاحتياجات المعيشية والأدوية. لم تُكسر إرادتهم رغم شنّ كل هذه الهجمات ضدهم، أستُكسر بالحصار؟ هذا غير ممكن وهم أنفسهم يدركون ذلك. يريدون توجيه مثل هذه الرسالة من خلال هذا الحصار’ ها أنا موجودٌ هنا، ولا أريد تطوير أية عمليةٍ للحل‘   

لا نستطيع الاكتفاء بالنظر إلى الحصار المفروض على شعبنا

حاصرت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا المواقع التي تتمركز فيها حكومة دمشق في مدينتي قامشلو والحسكة؟ لما وجدت قوى الأمن الداخلي ضرورةً لهذا وما هو الهدف منها؟

 في البداية عندما تم تحرير مدينتي قامشلو والحسكة من حكومة دمشق لم تقم الإدارة الذاتية بإخراجها من بعض المواقع التي تتمركز فيها. إذاً لماذا لم تقم بإخراجها من تلك المواقع رغم أنها قادرةٌ على فعل ذلك بكل سهولة وخلال وقتٍ قصير؟ هذه رسالةٌ سياسية. كرسالةٍ تفيد بـ’ لا أريد تقسيم سوريا، أدعو للوحدة السورية ‘إضافةً إلى الحفاظ على أرضيةٍ للإبقاء على سبل الحوار، والتوصل إلى اتفاق. ولهذا السبب لا تزال هذه المؤسسات الأمنية موجودةٌ في مدينتي قامشلو والحسكة حتى الآن. لا وجود لأي قرارٍ سياسيٍ بإخراجهم من تلك المواقع الآن. ولكن عندما تقوم حكومة دمشق بفرض الحصار في حلب والشهباء ينبغي لها على الأقل أن ترى هذا’ إن أردتم تجويع أهلنا هناك، فبإمكاننا القيام بالشيء ذاته على مؤسساتكم هنا ‘. إن لم نقم بذلك إلى الآن فهذا لأننا لم نرغب بذلك. لكن إن قلتم أنكم مصرّون على فعل ذلك، فحينها نستطيع توجيه هذه الرسالة لكم’ إنّكم موجودون داخل مناطقنا، إن تمت تطويق محيطكم فحينها أنتم أيضاً لن تستطيعوا تأمين حاجاتكم المعيشية ‘. ولهذا ينبغي أن تجد حكومة دمشق هذا الموضوع وعلى يد من يتم؟ إن كان قراراً مركزياً حينها سوف يتم اتخاذ قرارٍ ما. وإن لم يكن الأمر كذلك ويقوم به أحدٌ من تلقاء نفسه حينها ينبغي حلّ ذلك.

فليعلم الجميع أنّه عندما يكون شعبنا محاصراً فإننا لن نكتفي بالمشاهدة. هذا ليس أغير مقبولٌ لا من الناحية الإنسانية ولا من ناحية قبول الحقيقة ولا من حتّى من الناحية السياسية. لا توجد أية نيةٍ لدى الإدارة الذاتية بإخراج حكومة دمشق من مواقعها أو إعلان الحرب تماماً. إنها مجرد محاولة لإثارة موضوع الحصار وذلك في سعيٍ لحلّه.  

هل يا ترى جرت بينكم وبين حكومة دمشق أيّة اجتماعاتٍ بشأن هذا الحصار؟ ما الذي يقوله ممثلو حكومة دمشق؟

بعد هذه الأحداث التي وقعت في مدينتي قامشلو والحسكة تقوم حكومة دمشق الآن حديثاً بالاستفسار حول ما يجري. ولجنة العلاقات المسؤولة عن ذلك هي على اتصالٍ من أجل هذه المسألة. يحاولون معهم إيجاد سبيلٍ للحل. ولكننا لا نستطيع قول أي شيءٍ عن تلك الاجتماعات لأنها لم تحقق أية نتائج بعد. ولأنه لم يتم التوصل لأي اتفاقٍ بعد. ولكن نأمل أن يُحلّ هذا الموضوع في أقرب وقتٍ ممكن ودون حدوث أية مشكلةٍ كبيرة.  

ANHA