مئات الآلاف في نوروز آمد يهتفون "يحيا القائد آبو" ويستمعون لصوته في احتفال تاريخي

في احتفال نوروز آمد بشمال كردستان، الذي أقيم في حديقة نوروز وسط المدينة، تجمع مئات الآلاف من الأشخاص تحت سماء الربيع ليحتفلوا بعيد نوروز، الذي حمل هذا العام رسائل قوية عن الحرية والسلام والمقاومة.

ساحة نوروز.. بحر من البشر والألوان

بدت ساحة الاحتفال وكأنها لوحة فنية حية، حيث اختلطت الأزياء الفلكلورية المزركشة بألوان قوس قزح، بينما ارتفعت صور القائد عبد الله أوجلان، ورمز نوروز مظلوم دوغان، والقائد الأسطوري لحزب العمال الكردستاني معصوم قورقماز (عكيد)، وقائد المقاومة التاريخية في سور (جياكر)، لتزين المكان. كانت الأجواء مشحونة بالفرح والحماس، حيث امتزجت أصوات الهتافات بالأنغام الموسيقية التراثية، بينما دارت حلقات الدبكة في تناغم يعكس روح الوحدة والتضامن.

لحظة تاريخية: صوت القائد أبو يتردد في الساحة

كانت اللحظة الأكثر تأثيرًا في الاحتفال هي الاستماع إلى صوت القائد عبد الله أوجلان، حيث تم بث تقييماته حول نوروز عبر مكبرات الصوت. وعندما ارتفع صوته في الساحة، ظهرت صورته على شاشة كبيرة، مما أثار حماس الحضور الذين رفعوا شعارات "يحيا القائد آبو" و"المرأة، الحياة، الحرية". كانت هذه اللحظة تذكيرًا بقوة رسالته ودوره كرمز للنضال من أجل الحرية والسلام.

قطار السلام يصل إلى آمد

في إطار الاحتفالات، وصل "قطار السلام" الذي انطلق من أنقرة إلى آمد بعد رحلة استمرت 24 ساعة. وكان على متن القطار وفد من مبادرة المجتمع من أجل السلام وأكاديميين من أجل السلام، الذين جاءوا للمشاركة في احتفال نوروز آمد. توجه الوفد بعد وصوله مباشرة إلى ساحة الاحتفال، حيث انضم إلى الحشود التي كانت تهلل وتغني.

في الخطب التي أُلقيت خلال الاحتفال، كانت الرسالة التاريخية للقائد عبد الله أوجلان هي النقطة المشتركة التي جذبت الانتباه. وأكد المتحدثون أن الحل لجميع المشاكل التي تواجهها المنطقة يكمن في الطريق الذي أشار إليه القائد، ودعوا إلى اتخاذ خطوات جادة لتنفيذ ندائه من أجل السلام والديمقراطية.

الأمن المشدد والطائرات تحلق فوق الساحة

ضمن الأجواء الاحتفالية، كانت هناك إجراءات أمنية مشددة، حيث قامت قوات الدولة التركية بنشر آلاف من عناصر الشرطة في المنطقة، بينما حلقت طائرات هليكوبتر وطائرات حربية قريبة من الساحة. ومع ذلك، لم تمنع هذه الإجراءات الحشود من الاحتفال بحرية وإطلاق العنان لفرحتهم.

استمر الاحتفال حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث أضافت الفرق الموسيقية وحلقات الدبكة ألوانًا إلى الساحة بالأغاني والرقصات. كانت الأجواء مليئة بالفرح والأمل، حيث عبر المشاركون عن تطلعاتهم إلى مستقبل أفضل، يعمه السلام والحرية.

نوروز آمد: رسالة قوية للعالم

لم تكن احتفالية نوروز آمد مجرد مناسبة للفرح والرقص، بل كانت رسالة قوية للعالم بأن الشعوب التي تتحد من أجل الحرية لن تُهزم أبدًا. تحت سماء آمد، كان نوروز 2025 تذكيرًا بأن الأمل في التغيير لا يزال حيًا، وأن رسالة القائد عبدالله أوجلان ستظل مصدر إلهام للنضال من أجل مستقبل أفضل.

(ك و)

ANHA