قره سو: الدولة التركية عالقة في مأزق وسنضيق الخناق عليها أكثر
أكد عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، مصطفى قره سو، أن الدولة التركية تمارس الابتزاز من خلال العزلة، وهي عالقة في مأزق، وشدد "سنضيّق الخناق عليها أكثر".

أجاب عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، على أسئلة قناة مديا خبر (Medya Haber TV) بخصوص نظام العزلة في إمرالي والهجمات الاحتلالية للدولة التركية وخيانة وتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والتطورات في شمال وشرق سوريا وسوريا بشكلٍ عام.
ندد عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، بمحاولات الدولة التركية للمساومة من خلال عزلة إمرالي، وقال: "إننا نتعرض للابتزاز فيما يتعلق بقائدنا، وقد رفضنا هذا الابتزاز، وهذا هو موقف حزب العمال الكردستاني، هذا هو الموقف الآبوجي، هذا هو موقف قائدنا وشعبنا، وهذا بدوره يدل على أن الدولة التركية عالقة في مأزق؛ وسنضيق الخناق عليها أكثر.
ذكر قره سو إنه يجب إظهار ردود فعل أقوى ضد هجمات الاحتلال والخيانة، مشيراً إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يكتسب القوة من التزام الصمت، وقال: "ما يفعله الحزب الديمقراطي الكردستاني هو دناءة مطلقة، ولا ينبغي لأحد أن يلتزم الصمت ولا يتخذ موقفاً إزاء ذلك".
"الدولة التركية تمارس الابتزاز لأنها عالقة في مأزق"
تستمر العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وفي الأسبوع الماضي، أدلت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، بسي هوزات، ببيان هام، ماذا تعني هذه المعلومات في النضال ضد العزلة؟
المعلومات التي كشفت عنها الرفيقة بسي كانت مهمة، وعندما وردت المعلومات إلينا شعرنا بغضب كبير حقيقة، واتضح مرة أخرى أن الدولة التركية لا تعترف بهذه الحركة والقائد آبو، ومن جهة ثانية، تبين مرة أخرى أن الدولة التركية هي دولة مبتزة، لأنها في الواقع تمارس الابتزاز، إنها تبتزنا من خلال قائدنا، بعبارة "إذا تمت هذه الأمور، فسنسمح له بلقاء عائلته ومحامييه"، وهذا يعني أنه "لن نسمح بإجراء لقاءات".
لأنهم يقترحون مثل هذا الأمر، وعلى الأرجح فإنهم يعرفون أن هذا الاقتراح لن يتم القبول به بالتأكيد، أي، عندما أقول إنهم لا يعترفون بالحركة، فإنهم في الواقع يعترفون بالحركة، ولكن لكي أوضح أن مثل هذا الاقتراح غير أخلاقي، أقول هذا، وبالطبع رفضت حركتنا هذا الابتزاز، وهذا هو موقف حزب العمال الكردستاني، هذا هو الموقف الآبوجي، هذا هو موقف قائدنا وشعبنا، شعب يناضل من أجل الحرية والديمقراطية منذ 50 عاماً، يخوض نضال الكرامة، فمن الواضح جداً أن هذا الشعب وهذه الحركة سيرفضان هكذا ابتزاز.
ولكن هناك ما يلي، لماذا يقترحون شيئاً كهذا، لماذا يتخذون مثل هذا النهج؟ في الواقع إنهم أيضاً يعانون من الصعوبات، لقد قلنا سابقاً أن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب تعاني من صعوبات، وهي مرغمة على إصدار بيانات، كما تعاني الدولة التركية من صعوبات أيضاً، ولأنهم يعانون من صعوبات، قالوا "سوف نسمح بإجراء لقاءات، لكن يجب أن تتم هذه الأمور" أو "سنسمح بإجراء لقاءات، لكن حزب العمال الكردستاني يشكل عقبة أمامها"، في الواقع، لديهم مثل هذا الهدف أيضاً، بعبارة أخرى، في الواقع "أردنا لها أن نجعله يلتقي بعائلته ومحاميه، لكن حزب العمال الكردستاني رفض"، وبهذه الطريقة يحاولون خلق عقلية خاصة بهم، وبطبيعة الحال، هذه مقاربات فارغة، فهذا الشعب، والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، يعرفون مدى حساسية حركتنا فيما يخص القائد.
الموضوع الأكثر حساسية لنا هو القيادة، أستطيع أن أقول هذا بسهولة، لم يتبنى أي شعب أو حركة قيادته على هذا المستوى في التاريخ، في الواقع، مستوى تبنينا لقائدنا عال جداً، وبالطبع فإن الذي خلق هذا الولاء، وإخلاص الشهداء وتضحياتنا من أجل القائد.
"اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب أيضاً تعاني من صعوبات"
إن حركتنا تناضل منذ 50 عاماً بإخلاص عظيم للقائد، وقد أظهرت حركتنا ولاءً كبيراً لقائدنا حتى بعد أسره، وسارت على خطاه، ولم تبدي أدنى تردد في هذا الصدد، نعم، بعد اعتقال قيادتنا، خرج التصفويون من بيننا، وفرضوا أموراً مثل "فلنترك نهج القيادة"، لكن حركتنا اتخذت موقفاً ضد ذلك ولم تقبل، وحتى اليوم، نحن نتبنى القيادة على أعلى مستوى، ولذلك فإن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب أيضاً تعاني من صعوبات، والدولة التركية تعاني من صعوبات، وبالطبع، رفضت حركتنا على الفور هذا التوجه، وقد ذكرنا أننا لا نقبل ذلك، إذن، من ناحية، هل هؤلاء يقومون باختبارنا؟ هل نعاني من هكذا ضعف؟ أي انه يمكن للمرء أن يطرح هكذا تساؤل، وبالطبع رفضت حركتنا هذا الأمر، وقد أوضحت الرفيقة بسي موقفنا، وموقفنا هذا سيستمر، ومن أجل أن يلتقي قائدنا بمحامييه وعائلته، أي من أجل كسر العزلة، سنناضل من أجل حرية القائد آبو، وهذا النضال سوف يتعزز ويستمر، وبالتأكيد سنجعل قائدنا يلتقي بعائلته ومحامييه، وليس اللقاء فحسب، بل سنمهد الطريق إلى حرية قائدنا أيضاً، يجب أن يعرف الجميع هذا الأمر.
بالتأكيد، تعاني اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب من صعوبات ضد نضالنا، والدولة التركية أيضاً تعاني من صعوبات، وعقدت الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية اجتماعاً فيما يتعلق بهذا الأمر، وأنكرت الدولة التركية العزلة المفروضة على قائدنا في الاجتماع الذي عُقد في أوروبا حول العزلة حيث قالت: "لا توجد عزلة"، وذكرت أن هناك بعض حالات الحظر، وبشكل أدق بعض حالات الحظر على أساس العقوبات الانضباطية، وبالطبع هذه ديماغوجية، والعالم برمته يعلم أنه لا يوجد هكذا شيء، وشعبنا يعلم، والجميع يعلم، ترى ما هو هذا الأمر الذي بسببه تُفرض كل هذه العقوبات الانضباطية بحق القائد؟ ما الذي يفعله القائد هناك؟ إننا نعرف قائدنا، ونعلم الموقف الذي يتخذه قائدنا، إنه لن يتخذ موقفاً يتسبب بأن تُفرض عليه عقوبات انضباطية.
بطبيعة الحال، هم يعتبرون القائد عدوهم الأكبر، إنه الذي بدأ نضال الحرية للشعب الكردي، هو الذي درب وعلم الشعب الكردي، وهو السبب في أن النضال مستمر حتى يومنا هذا، وهم يشعرون بغضب شديد تجاه هذا الأمر، وهذا هو السبب في تلك العقوبات التي يفرضونها بحقه، في الحقيقة ليس هناك أي سبب للعقوبات الانضباطية، إنهم يقومون بتصنيعها؛ على الورق يقولون عقوبات انضباطية، ولا يسمحون بعقد لقاءات، الأمر هو هكذا بالتأكيد.
ونضالنا ضد هذا الأمر يستمر، وسيستمر أيضاً، وكانت تصريحات الدولة التركية في الاجتماع الذي عُقد في أوروبا مدعاة للضحك، وفي الواقع لم يصدقها أحد، وفي الأساس الوفود التي كانت حاضرة هناك سألت الوفد التركي لأنها لم تصدق، ومن ناحية أخرى فإن كل الوفود التي تذهب إلى هناك مؤلفة من مقاتلي القوات الخاصة، ولا أحد منهم من الأشخاص الذين يهتمون بالقانون والعدالة وأشياء من هذا القبيل، وكان نائب المديرية العامة لمراكز الاحتجاز هناك، ونواب المديرية العامة لمراكز الاحتجاز هم في الغالب من رجال الحرب الخاصة، رجال الدولة، ويديرون السجون بأمر من الدولة، وتدار السجون بنفس الطريقة، لا أعلم هل هي وزارة العدل ولا أعلم إذا كانت هذه المؤسسة أو تلك المؤسسة غير موجودة، نعم، إنها تابعة لوزارة العدل، لكن هناك مجموعة خاصة هناك، هم الذين يديرونها، هذا هو الوضع هناك.
إن قائدنا يتعرض للأسر منذ 26 عاماً، وبالأمس، كان أحد المحامين الأوائل لقائدنا، أرجان كانار، يقوم بإجراء تقييم، وقال: يجب إطلاق سراح عبد الله أوجلان، عقوبة السجن المشددة منافية للقانون، وصدر هذا القانون بعد أن تم أسر القائد آبو، وبعبارة أخرى، قال: "القوانين لا ترجع إلى الوراء، لذا فإن ذلك القانون لا يجوز تطبيقه"، لأنه عندما تم أسر القائد آبو، أياً كان القانون آنذاك، فإنه يتم تنفيذه، وقال لا يجوز تطبيق قوانين غيرها، وعندما يتعلق الأمر بالقائد آبو، تظهر القوانين والإدارات الفردية في تركيا، الموقف الفردي... أي أن كل الممارسات تتم ضد القائد آبو، وأي ممارسة ضد القائد آبو لا علاقة لها بالقانون أو الدستور الأساسي، سياسات الدولة معادية للكرد والقائد آبو، وسنواصل النضال ضد سياسات الدولة التركية هذه.
نعم، إنهم عالقون في مأزق، وسنضيق الخناق عليهم أكثر، سنواصل نضالنا في كل مكان، بالنسبة لنا، النضال من أجل تحرير القائد آبو والنضال من أجل تحرير الشعب الكردي هما نفس الشيء، ومن هذا المنطلق، سنعزز هذا النضال أكثر، ومثلما قالت الرفيقة بسي، سنعززه أكثر من المستوى الحالي، وبالتأكيد سنحرر القائد آبو، وهذا هو عهدنا لشعبنا والتاريخ.
’مقاومة 14 تموز خلقت شخصية كردية جديدة وفلسفة للحياة‘
نحن نمر في الذكرى السنوية لصيام الموت العظيم لـ 14 تموز، وكأحد الأشخاص الذين شاركوا في هذه الفعالية، ما الذي ساهمت فيه مقاومة 14 تموز اليوم؟
بدايةً، استذكر بكل امتنان واحترام جميع شهداء السجون وشهداء الثورة في شخص شهداء 14 تموز كل من خيري وكمال وعاكف وعلي، واستذكر بكل احترام أيضاً الأشخاص الـ33 الذين تعرضوا للقتل في زاب، وفي الوقت نفسه، استذكر بكل امتنان واحترام صالح كندال، أحد كوادرنا الأوائل، الذي استشهد عام 1979، كما استذكر بكل احترام الاشتراكيين الثلاثة والثلاثين الذين تعرضوا للقتل في 20 تموز 2015، وسيعيش نضال هؤلاء الشبيبة الاشتراكيين في نضالنا، وسنحيي ذكراهم حتماً في كردستان الحرة وتركيا الديمقراطية والشرق الأوسط الديمقراطي.
بالطبع، إن مقاومة 14 تموز هي مقاومة مهمة في تاريخنا، وكان الرفيق عباس قد قال في برنامجه؛ لو لم تحدث هذه المقاومة، ما الذي كان سيحدث؟ وما هي السلبيات التي كانت ستتمخض عنها؟ وقال إنه من الضروري على المرء التفكير في ذلك وأن يعمل على تقييم 14 تموز، وفي الواقع، من المهم للغاية أن يقوم المرء بالتقييم بهذه الطريقة، وقد وقع اضطهاد كبير في كردستان في 14 تموز، حيث كانت حركتنا قد غادرت خارج الوطن، وتلقت ضربة قوية، وكان القائد أوجلان يحاول استجماع الحركة، وبرز في السجن أكثر من مئة معترف، وكان أسعد أوكتاي يقولها علانية: "سأجعل من الجميع معترفين"، ولدرجة أنه قال إنه سيجعل من المتواجدين في السجن غير قادرين حتى على الخروج، وفي بيئة كهذه، وفي وقت صعب بالنسبة لشعب كردستان، ولنضالنا، في فترة صعبة في السجن، أدى القيام بمقاومة 14 تموز إلى عكس الكثير من الأمور، وفي مرحلة أراد العدو فيها خلق سلبية ودمار كبيرين، إلا أنه مع مقاومة 14 تموز انعكس ذلك في السجن، وقدمت مساهمة كبيرة في نضال الحركة، وزادت من إيمان شعبنا بحرية واستقلال كردستان، وكان هذا الأمر في غاية الأهمية جداً.
وفي الواقع، لقد أحدثت مقاومة 14 تموز تغييرات كثيرة لدى الشعب الكردي، وكان الشعب الكردي بحاجة ماسة إلى هذا الأمر: كان قد تم تضييق الخناق على حياة الشعب الكردي، ووصل به الأمر إلى درجة أصبح غير قادر على خوض النضال بسبب الضغوط القاسية، وكان قد تم ترهيبه، فكانت هذه حقيقة، وأصبح 14 تموز بمثابة الرد ضد هذه الهجمات، ولعب 14 تموز دوراً حاسماً في خلق الشخصية الكردية الجديدة، مجتمع كردي جديد، ومفهوم للنضال وفلسفة للحياة، وأهم شيء في مجتمع ما هو أن تكون فلسفته في الحياة وفلسفته في النضال صحيحة، ولا بد أن تكون معايير الحياة عالية، وأن تكون معايير النضال عالية، وبهذه الطريقة فقط يمكن للشعب أن يكون حراً، وديمقراطياً، وأن يتمسك بوطنه وهويته، وفي هذا الصدد، فإن أكبر نتيجة لمقاومة 14 تموز هي أنها خلقت فلسفة حياة ونضال ستستمر لسنوات طويلة وعقود وقرون عديدة، وتضع فلسفة جديدة للحياة والنضال أمام المجتمع الكردي، وهذا الأمر في غاية الأهمية جداً.
نعم، لقد ساهم 14 تموز بمساهمة قوية في نضالنا، ولعب دور كبير في تطوير نضالنا، وهذه حقيقة واضحة ونحن على دراية بذلك، ولكن الأمر الأهم بالطبع أنه مرتبط بهم، فهو جزء منهم، والعامل الرئيسي الذي يجعل ذلك النضال أقوى هو خلق فلسفة للحياة والنضال، ويعزوا ذلك إلى تناول معاييرها على مستوى عالٍ، وهذه في الواقع، هي فلسفة القائد أوجلان في الحياة والنضال.
وقد حاول القائد أوجلان منذ اليوم الأول، بناء فلسفة النضال والحياة ضمن المجموعة الآبوجية، وحاول تحويل ذلك إلى فلسفة الحياة والنضال لحزب العمال الكردستاني وللمجموعة الآبوجية، وكانت كل خطاباته، وحياته كلها، وكل تقييماته مكرسة من أجل هذا الأمر.
إذ أصبح مقاومو 14 تموز مثالاً لهذه الحقيقة بشكل ملموس، ووضعوا معاييرها وأظهروا بحياتهم ماهية فلسفة النضال، وأظهروا حقيقتهم وموقفهم، وأسسوا مكانة مهمة في تاريخ الكرد، وهذه الحقيقة مهمة للغاية: قال كمال: "أنا أحب الحياة بما يكفي للموت من أجلها"، أي أنه يعني: "إذا لم تكن هناك حياة أضحي بنفسي من أجلها، فلن أقبلها كحياة"، فإذا كان هناك حياة، فيجب أن يموت الإنسان من أجلها، أو يخوض النضال من أجل حياة كهذه، ويضع وجوده على المحك من أجل حياة كهذه، وهذا الأمر في غاية الأهمية، وقد ضحى كمال بنفسه من أجل حياة كهذه وخاض النضال من أجلها، باختصار، كان كمال يحب الحياة كثيراً، وإن الموت من أجل الحياة يعني تناول معايير الحياة وحب الحياة وحماس الحياة على أعلى مستوى.
يتبع...
(ف)