في الـ 22 و23 من شهر تموز الجاري، عُقد الملتقى الأول لثورة المرأة في شمال وشرق سوريا على مستوى الشرق الأوسط، من قبل 7 تنظيمات وحركات نسائية في شمال وشرق سوريا، وهي كل من (مؤتمر ستار، ومجلس المرأة السورية، ومجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، وأكاديمية الجنولوجي، واتحاد المرأة السريانية، وتجمّع نساء زنوبيا، ووحدات حماية المرأة (YPJ).
واستمر الملتقى الذي نُظم تحت شعار "بتكاتف المرأة سنحمي مكتسبات الثورة ونطورها" ليومين متتاليين، بمشاركة شخصيات سياسية ودبلوماسية وأكاديمية سورية ومن خارج سوريا.
أكدت ياسمين العينية، وهي ناشطة مدنية وعضوة في مجلس المرأة السورية، من مدينة النبك في ريف دمشق، "في هذا الملتقى تم النقاش على مكتسبات المرأة السورية خلال 10 أعوام الماضية، والفترة التي كانت المرأة تناضل فيها بشكل أكبر، فالنضال النسوي ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لنضال تاريخي قديم".
جاء ذلك في استطلاع أجرته وكالتنا لآراء الناشطات المشاركات في الملتقى من خارج شمال وشرق سوريا، حول أهمية انعقاد هذه الملتقيات ودورها في توحيد آفاق ورؤى النساء. وأضافت ياسمين العينية إلى ذلك، بقولها: "في الأعوام 10 الماضية، كثفت منظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية المهتمة بالشأن النسائي من نشاطها، وذلك لدعم قضايا المرأة بشكل أكبر، كما تم التطرق إلى مواضيع مشاركة المرأة في السياسة والمجتمع، وتم تقديم تقييمات ومداخلات قيّمة وتوصيات لتساهم في تمكين المرأة أكثر ودعمها ضمن المحافظات السورية في إطار جماعي يشمل جميع السوريين والسوريات".
لتصحيح الأخطاء وسد الثغرات
أما المشاركة والناشطة شفاء صوان، من دمشق، فأكدت أن انعقاد "هذه الملتقيات مهمة جداً لتصحيح الأخطاء وسد الثغرات الموجودة والتحديات التي تواجهنا وتجاوُزها".
وأبدت أعجابها الشديد بانعقاد هكذا ملتقى شامل وجامع لكافة السوريات من مختلف المكونات، قائلة: "من الجميل أن تجتمع النساء من جميع الطوائف ومن كل سوريا في قاعة واحدة، ونتفق على نقاط في صالح المرأة في كل سوريا والعالم"، بوصفها تجربة رائعة ورائدة "تستحق المشاركة والدعم" بالإشارة إلى الملتقى.
في الوقت نفسه، انتقدت ما أسمته بثغرة بسيطة طغت من وجهة نظرها، على الملتقى، وهي "عدم توسع لغة الخطابات لتشمل كل سوريا"، منوّهة أنه "بمجرد اتحاد النساء من كل الأعراف والإثنيات والأعراق في رسالة واحدة، وهي دعم المرأة، وأن تحب نفسها، وتستطيع خلق الواقع الذي تريده، وهو الواقع الأنثوي المحب والمعطاء الذي يخلق السلام والاستقرار، والذي يساعد على البناء لاحقاً".
وعن ثورة روج آفا، أشادت الناشطة شفاء صوان، بالدور الكبير الذي أدته المرأة خلال 10 أعوام الماضية من عمر الثورة، والتغيرات الجذرية التي طرأت على فكرها، مما سمح لها لمعرفة كيانها".
هيفاء حسن إحدى المشاركات من مدينة حلب، نوّهت إلى أنه على مر 10 أعوام، كان لا بد من عقد هكذا ملتقى، ليس على الصعيد السوري فقط، إنما على مستوى الشرق الأوسط، قائلة: "وثبت ذلك بمشاركة النساء الأمميات في هذا الملتقى، فخلال 10 أعوام حققت الثورة العديد من المكتسبات ومن ضمن الثورة ولدت ثورة المرأة".
وذكرت الإنجازات التي حققتها ثورة روج آفا، مشيرة إلى أن سَنّ قانون المرأة بحد ذاته يعتبر ثورة، ونظام الرئاسة المشتركة، وكذلك علم المرأة (جنولوجي) الذي يدرس الآن في المدارس يُعد ثورة.
وأكدت هيفاء حسن "أن هذه الملتقيات تحفظ المكتسبات التي حققتها الثورة، وكيف نستطيع مشاركة جميع النساء الثوريات عالمياً في هذه التجربة ونشرها على أوسع نطاق، إلى جانب مناقشة المعوقات التي تعيق من تقدم الثورة وإيجاد الحلول لها".
وشددت في ختام حديثها، على أن "الثورة ليس لها حدود، فثورة روج آفا هي ثورة إنسانية وثورة تحرر المرأة، ونحن النساء سنناضل ونشارك جميع النساء تجربتنا لنكون قوة الحل لجميع النساء".
(م ح/ي م)
ANHA