يك بار؛ تحولت إلى مكتسب فني خلال ثورة روج آفا

تلامذة وطلاب أكاديمية يكتا هركول التي تأسست مع ثورة روج آفا، اجتمعوا معاً وأسسوا فرقة فنية، ووصلوا اليوم إلى مستوى تأسيس مركز للثقافة والفن. يعلّمون أطفال وطنهم الفن والموسيقا.

إحدى ثمار ثورة 19 تموز في مناطق شمال وشرق سوريا التي هي ثورة ثقافية أيضاً؛ هي فرقة يك بار Yek Par، تأسست هذه الفرقة بمبادرة من عدد من الموسيقيين والسينمائيين في مدينة قامشلو التابعة لإقليم الجزيرة عام 2021. وهؤلاء الفنانون هم زملاء في أول دفعة من الطلاب تخرجت عام 2015 من أكاديمية الشهيد يكتا هركول للثقافة والفن.

جاء اسم يك بار، من المقطع الزمني في الموسيقى. لا يقتصر نشاط الفرقة على تقديم الحفلات الموسيقية، بل إنها تعمل باستمرار على تدريب وتعليم عشرات الأطفال على العزف على الآلات الموسيقية، بمن فيهم فرقة أوركسترا الأطفال في روج آفا.

وتضم 8 معلمين لتعليم العزف على آلات البيانو والناي والكمان والطنبور والغيتار بالإضافة إلى الصولفيج والإيقاع.

وبهدف توسيع نشاطها، بادرت فرقة يك بار في الـ 11 من شهر تموز إلى افتتاح مركز باسم مركز الثقافة والفن في الحي الغربي بمدينة قامشلو. ويهتم المركز بشكل خاص بالثقافة الكردية والفلكلور والغناء التراثي الكردي.

الموسيقيون والمغنون الموجودون في المركز يقومون بتقديم دروس نظرية وعملية حول الموسيقا، ويستقبل المركز الأشخاص ممن تتراوح أعمارهم بين الـ 6 و60 عاماً.

الحد من الإبادة الثقافية بدءاً من الأطفال

كاوا كالي، وهو أحد مؤسسي فرقة يك بار ومعلم الآلات النفخية مثل الناي والمزمار، وهو من أهالي ناحية سري كانيه، كان يحلم بأن يصبح معلماً للموسيقا، وتحقق حلمه خلال الثورة.

يقول كالي إن هدفهم من تأسيس المركز هو إعادة إنعاش ثقافة الشعب بعد الثورة، بعد عقود من محاولات الإبادة الثقافية التي تعرض لها الشعب الكردي، وإنهم يسعون للتركيز بشكل خاص على الأطفال.

يهتم المركز بشكل خاص بالأطفال. وحول هذا الموضوع نوه كاوا كالي إلى أن الأطفال أكثر قابلية للتعلم، وبشكل خاص تعلم كل ما هو متعلق بالثقافة والفن.

وقال عن ذلك: "عندما تعزف لهم على الآلات الموسيقية فإنهم يعشقون تلك الآلات. ويختارون إحدى تلك الآلات من أجل التعبير عن مشاعرهم. هذا الأمر يساهم في تحسين الحالة النفسية للأطفال وكذلك يعمق من طريقة تفكيرهم، كم يحسن من أدائهم لأعمالهم".

الأغاني دون موسيقا ليست جميلة

عازف ومعلم آلة الطنبور في مركز يك بار، ديار أوصمان من أهالي مدينة الحسكة ويبلغ من العمر 24 عاماً. يعزف على آلة الطنبور منذ أن كان في الـ 14 من عمره. ويعمل على إعداد منهاج لتعليم العزف على آلة الطنبور باللغة الكردية للمرحلة الابتدائية.

الراغبون في تعلم العزف يجب أن يتدربوا ثلاثة أشهر على أقل تقدير، وأحياناً يستمر التدريب لمدة 6 أشهر أو عام كامل. ويتلقون التدريب يومين كل أسبوع.

ويصف ديار أوصمان آلة الطنبور، بالقول: "الطنبور تنسجم مع القلب، وهي تعتبر مرتكزاً أساسياً للمغني. عندما يتم الغناء بدون آلة الطنبور فإن المستمع لا يستمتع بالأغنية".

ويستعد المركز لإقامة سلسلة حفلات فنية وأمسيات على مستوى مدن ومناطق روج آفا. بالإضافة إلى ذلك فإنهم يعرضون الأفلام والمسرحيات من أجل نحو 120 طفلاً من المصابين بالسرطان، كما يقدمون لهم فقرات موسيقية وغنائية.

كما يستعد مركز يك بار لافتتاح دورات لتعليم الرسم والرقص.

(ك)

ANHA


إقرأ أيضاً