مضى عام على انتفاضة المرأة في روجهلات (شرق كردستان) وإيران التي سرعان ما انتقل صداها إلى جميع أنحاء العالم، وتحول على إثرها شعار "Jin, Jiyan, Azadî" (المرأة، الحياة، الحرية) إلى فلسفة ونهج تسير عليه النساء من حول العالم.
وأصبح مقتل الشابة الكردية جينا أميني في 16 أيلول 2022 على يد ما تسمى "شرطة الأخلاق" الإيرانية، نقطة تحول فارقة في إيران وروجهلات كردستان التي يحكمها نظام الملالي منذ عقود وتعاني من قمع وتضييق للحريات وإقصاء في كافة مجالات الحياة.
سعت الدولة الإيرانية إلى طمس هذه الانتفاضة، وإسكاتها بأشد الأساليب وحشية وأكثرها قمعاً، من ضرب المحتجين والمحتجات واعتقال تعسفي وإصدار حكم إعدام بالجملة بحق كل من يشارك فيها.
'وجود جديد ومختلف'
الباحثة في العلوم السياسية والصحفية المصرية ولاء أبو ستيت، رأت أن النساء في إيران وروجهلات كردستان أكدن من خلال انتفاضتهن أن لهن وجود جديد ومختلف، وأعلنَّ رفضهن لكافة السياسات التي ينتهجها "نظام الملالي" في إيران.
ومضت في حديثها بالقول: "المرأة في ذلك المشهد كان لها قول آخر مختلف عن كل مشاهد الانتفاضات أو إرهاصات الثورة الممتدة منذ عام 2018 وحتى الآن على اختلاف السبل والصور".
وأوضحت ولاء أبو ستيت، أن الاحتجاجات التي تشهدها الدولة الإيرانية قد تطول كثيراً لكنها في النهاية ستعلن انطفاء وهج هذه الدولة التي قامت على ميراث من القمع والتخويف.
وقالت: "حتى اللحظة لا تزال قوات "الباسيج" هي الأداة التي تقمع كل الانتفاضات الشعبية، وهي نفسها فرع من أفرع الحرس الثوري الذي أنشأه الخميني لمواجهة أي تحرك قد يخرج. هذا الغول المتوحش في الداخل والخارج مستخدماً القوة الضاربة، وقفت النساء في مواجهته وكانت المعادلة المختلفة بحراك شعبي تقوده النساء في بلد محافظ".
منهجاً للحياة والمرأة
عن مدى تأثير هذه الانتفاضة على الحركات والتنظيمات النسائية الأخرى حول العالم، لفتت ولاء إلى أن "كل فعل للنساء في أي مكان بات يصب في المصلحة العامة للنساء وللتنظيمات النسائية في أي مكان؛ كوننا جميعاً نتشابك حتى لو كان عبر خيوط غير محسوسة، وكل المواقف الدولية للنساء حول العالم مما يجري في إيران، وصور التضامن والدعم وغير ذلك كلها صور تصب في هذا الإطار".
وأشارت ولاء إلى أن شعار "Jin, Jiyan, Azadî" (المرأة، الحياة، الحرية) بات منهجاً للحياة وللمرأة، وهو حديث عن الحياة الحرة.
المناضلات الرائعات
ووصفت ولاء كل امرأة لاتزال تقاوم قمع وظلم الدولة في كل من إيران وروجهلات كردستان، بـ "المناضلات الرائعات"، وشددت على أنهن "حققن ما تمناه كثر وأثبتن أن حواء هي أساس الوجود وأصله، شكراً لنبل تصرفكن وروعة تحرككن، نشد على أياديكن في واقع سيء كل ما فيه قاتل للروح وللنفس وللأمل".
واختتمت الصحفية المصرية ولاء أبو ستيت حديثها بالقول "أنتن صانعات للأمل في زمان تحتاج فيه الأرض لتسقى بمزيد من الأمل علها تواجه كل ما تراه من تغيرات مناخية وحروب وكره وأحقاد في كل مكان، أنتن تاج على الرؤوس المؤمنة بتحقق الأماني فاثبتن فالنصر قادم يوماً لا محالة".
(ي م)
ANHA