حملت احتجاجات السويداء المندلعة منذ 20 آب الماضي، منظوراً جديداً لدرجة الوعي والإدراك الذي وصلت إليه النساء السوريات بعد عقود من الظلم والقمع وانتهاك الحقوق والحريات الذي مارسته الأنظمة المتعاقبة في سوريا.
وكان الحضور النسائي لافتاً منذ اندلاع الاحتجاجات في السويداء، فقد شاركن في الصفوف الأمامية وهتفن بحرية المرأة والكرامة، وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من 12 عاماً.
الحراك المبني على مشروع لا يفشل
النساء من المناطق السورية الأخرى عبّرن أيضاً عن تضامنهن مع مطالب المحتجين والمحتجات في السويداء. وفي هذا السياق؛ أجرت وكالتنا لقاءً مع سيلفارت سلوم، وهي ناشطة نسوية ومهندسة مدنية من مدينة حلب التي اعتبرت أن الاحتجاجات التي اندلعت في السويداء جاءت "نتيجة الضغوطات".
سيلفارت شددت على ضرورة وجود مشروع لإنجاح هذه الاحتجاجات، وقالت: "بالنسبة للحراك السلمي المندلع في السويداء السورية والتي تقف فيها النساء في الصفوف الأمامية من الاحتجاجات الناجمة عن الضغوطات، أنا أوافقها ولست ضد هذا الأمر، لكن في النهاية يجب ألا يكون التغيير عن طريق الحراك الشعبي الذي يعبّر عن العواطف، لا بد أن يكون هناك مشروع وخطة على أرض الواقع بالدرجة الأولى".
وبيّنت سُبل تفادي فشل هذه الاحتجاجات كسابقاتها، كما جاء على لسان الناشطة سيلفارت، "أنا عندما أطالب بالتغيير والشراكة، لا بد أن يكون لديّ مشروع ذو نقاط محددة، وليس فقط بالقول، وإنما بالعمل عليه، يجب أن أنتبه من الوقوع في الأخطاء المرتكبة في الاحتجاجات السابقة والتي انتهت بالفشل، وعليّ أيضاً أن أتجه للحلول السلمية وليس مجرد أن أنادي بالتغيير".
رفض تدخّل الأجندات الخارجية
وحذرت من السماح للأجندات الخارجية بالتدخّل في الاحتجاجات المندلعة في السويداء، لافتة إلى أن "المناداة عمل الجميع ونتيجة الحراكات السابقة والتي كانت سلمية تدخّلت فيها أجندات خارجية، وتحوّلت إلى شكل من أشكال العنف، لذلك عند القيام بأي حراك شعبي، يجب أن يكون ناتجاً عن دراسة وخطة ومدة زمنية حتى تتحقق فيها المعايير التي أطالب بها من الجهة التي أود تغييرها".
ووجدت سيلفارت في الوعي الحل الأمثل لتحقيق المبتغى، وقالت: "مشاركتنا نحن النساء السوريات في هذه العملية يجب أن يكون من خلال النضج الكافي والكامل والتصرف بدبلوماسية وذكاء والمشاركة في الخطة".
'بالوعي علينا تطبيق أفكارنا'
وأوضحت الناشطة النسوية، سيلفارت سلوم، إنه يجب ألا تقتصر مشاركة النساء فقط على رفع اليافطات، والمناداة بالتغيير فقط، بل يجب، والكلام لسيلفات، أن يتم ذلك بوعي، "فكل منّا لديها فكرة ومبدأ نريد تطبيقه ضمن المجتمع الموجودين فيه، علينا أن نكون شريكات بالدرجة الأولى والأخيرة كسوريات لسوريا واحدة".
(ي م)
ANHA