ناشطات من السويداء يطالبن النساء بتوحيد صفوفهنّ والوقوف معهنّ

تتفق ناشطات من السويداء على أن النساء يحتجن لتوحيد صفوفهن وتنظيم عملهن أمام قمع الحريات الذي يتعرضن له، ودعون جميع السوريات للوقوف معهن والخروج إلى الساحات للمطالبة بحريتهن واستقلاليتهن، بعد سنوات من التعذيب والاضطهاد.

مع استمرار الاحتجاجات في السويداء لأسبوعها الرابع، لا يزال أهالي المنطقة الجنوبية يجددون مطالبهم بتنحّي الأسد والتغيير السياسي الشامل للبلاد وفق القرار الدولي 2254.

ووجدت النساء في السويداء ضرورة ملحّة لشغل الصفوف الأمامية من هذه الاحتجاجات، والمطالبة بحقوقهن التي سُلبت وقُمعت خلال عقود مضت، حيث بات حضورهن أمراً بديهياً في ساحة السير (الكرامة) وسط مدينة السويداء، يرفعن لافتات تعبّر عن مطالبهن بالتغيير في مجالات الحياة كافة ودعمهن للنساء من المناطق السورية.

براءة نعيم، ناشطة مدنية سياسية من مدينة السويداء، تحدثت لوكالتنا عن هذه المشاركة الواسعة للنساء ضمن الاحتجاجات، وقالت: "مشاركة النساء بهذه القوة لها أسبابها، فالمرأة هي المتضرر الأول والأخير من هذه الحرب المجرمة التي شنها النظام على الشعب السوري".

ومضت في حديثها بالقول: "المرأة فقدت زوجها وباتت المعيلة لأسرتها، المرأة فقدت أولادها في الحرب، بالاعتقال والتهجير والموت عبر البحار، وبكل ما أوتي من شر وظلم، المرأة تعرضت لشتى أنواع العنف والتعذيب والاغتصاب والسجن، لذلك هي موجودة هنا لتقول للعالم نحن ظُلمنا وعليكم أن تقفوا إلى جانبنا وأن تعترفوا بنا كصوت سوري موجود في الداخل السوري، نحن النساء نطالب بحقوقنا وحقوق أولادنا".

ولفتت براءة إلى أن النساء يحتجن لتوحيد صفوفهن أمام قمع الحريات الذي يتعرضن له، "فالنساء في السويداء الآن - والكلام لبراءة - يطالبن بالحرية والعدالة وتطبيق الحل السياسي لكافة السوريين، وليس لمنطقة الجنوب أو للسويداء وحدها، نطالب بحل شامل لكافة السوريين وبشكل خاص للنساء".

ونوّهت إلى أن النساء في سوريا "تعرضن لكافة أشكال التعذيب، وقدّمن الكثير من التضحيات، لذلك نحن بحاجة لتوحيد صوتنا ليكون صوتاً أقوى أمام قمع الحريات، وذلك عبر قانون ودستور سوري شامل موحد يعترف بحق المرأة كاملاً وليس انتقاصاً منها ومن قيمتها".

ودعت الناشطة المدنية والسياسية براءة نعيم، جميع النساء السوريات للوقوف معهن والظهور في الساحات، وأن ينادين بحرياتهن واستقلالهن، وحقهن وحق أولادهن بالعيش الكريم.

من جانبها، أرجعت الناشطة المدنية والحقوقية من السويداء، إيمان أبو عساف، مشاركة النساء بهذه القوة إلى "مراكمة الوعي" لدى السوريات بعد سنوات عديدة من عمر الأزمة.

وأوضحت في حديث لوكالتنا، "لعبت سنوات الصراع دوراً أساسياً في اتساع الوعي لدى النساء في سوريا، وبدأت النساء يعرفن جيداً أن المجتمع والدولة والهوية لا تستوي إلا بتحرر الإنسان بجنسه، كما لا ننسى أن الظروف العالمية والتقنية أسهمت في نمو هذا الوعي، إلى جانب المتغيرات العالمية والإقليمية والثقافة المعممة حول تحرر المرأة".

وشددت إيمان على أن ظروف الحرب التي ترافقت مع تهجير وملاحقة وموت عبثي، قد ساهم إلى حد كبير في كسر الصورة النمطية للمرأة وتخرج "مكرهة أو راغبة" إلى سوق العمل، لتمارس نشاطات تقليدية في البداية، وتنتقل فيما بعد بفعل النشاط المدني إلى مرحلة أكثر تقدماً، الأمر الذي أسهم في خروجها للساحة محتجّة ومنظمة ومنظّرة.

الناشطة المدنية والحقوقية، إيمان أبو عساف، وجدت أنه على النساء كافة تنظيم عملهن السياسي ومأسسة حراكهن وفعاليتهن، واعتبرتها اللحظة الزمكانية المناسبة لعمل منظم له رؤية نظرية تؤسس لدستور علماني يضمن المساواة للجميع.

(ي م)

ANHA


إقرأ أيضاً