فرناز عطية: نضال PKK حقّ وممارسات تركيا أولى بالتصنيف الإرهابي

عدت الدكتورة في العلوم السياسية، فرناز عطية، قرار إدراج اسم حزب العمال الكردستاني على "قائمة الإرهاب"، أمراً سياسياً وغير قانوني وخالٍ من أي مبررات منطقية، مؤكدة أن ممارسات تركيا أَولى بتصنيفها على القائمة، بدلاً من العمال الكردستاني المتخذ من مشروع الأمة الديمقراطية مبدأ له.

أطلقت "مبادرة العدالة الدولية للكرد"، في الـ 13 من كانون الأول / ديسمبر 2021، حملة بقيادة أكثر من ألف شخصية اعتبارية من 30 دولة، لإزالة اسم حزب العمال الكردستاني من "قوائم الإرهاب" لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وبضغط من الدولة التركية وتماشياً مع مصالحها، فرضت ألمانيا حظراً على حزب العمال الكردستاني لأول مرة عام 1993، وتبعتها كل من إسرائيل، وفرنسا، وإنكلترا وأميركا، إلى أن تم إدراج اسمه عام 1997 على "لائحة الإرهاب" التابعة للاتحاد الأوروبي.

الباحثة المصرية في العلوم السياسية، الدكتورة فرناز عطية، أوضحت أن سياسة الدول المتآمرة من إدراج اسم حزب العمال الكردستاني في "قوائم الإرهاب"، قائمة على المصالح الشوفينية، فهي تسعى إلى تحقيق مصالحها وخاصة في الشرق الأوسط، كونه مطمع للكثير من الدول كالولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، فكل دولة منها تحاول تحقيق مصالحها، وتكييف الوضع على أرض الواقع بما يناسبها ومع ما تصبو إلى تحقيقه، مؤكدة أن "قرار تأييدهم لتركيا نابع عن وجود مصالح معينة تتناسب بشكل أو بآخر مع مصالح تركيا".

وعدت الباحثة المصرية فرناز عطية قرار تصنيف حزب العمال الكردستاني على "قوائم الإرهاب"، "أمراً سياسياً وغير قانوني وخالٍ من أي مبررات منطقية"، كما أكدت أن "الحزب ليس له أي صلة بالإرهاب، ولم يقم بأي عمليات إرهابية، كما يُدّعى عليه، كما أنه لا توجد أي مبررات واضحة في الوقت الحالي؛ لإبقاء الحزب على "قوائم الإرهاب"، وحتى المبررات السابقة كانت مجرد افتراءات وتلفيق ضده لتحقيق مصالح معينة من قبل هذه الدول".

لافتة إلى نشاط حزب العمال الكردستاني الذي يدعو إلى الاعتراف بحقوق الكرد ليس إلا، "فهو لا يقوم بعمليات تخريبية أو تفجيرات، ويسعى إلى الحفاظ على القضية الكردية وحقوق الكرد في التعايش، وأول ما نادى به هو التعايش على أساس سلمي من خلال الأمة الديمقراطية، أمة تؤمن بالديمقراطية، يتساوى فيها الجميع دون تمييز".

تركيا تمارس إرهاب دولة

وكبرهان على حديثها، استشهدت فرناز عطية بنموذج الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حين أكدت أنه نموذج للفيدرالية المطبقة في شمال وشرق سوريا، ونموذج ناجح عن الأمة الديمقراطية، وهو ما عدته الباحثة المصرية تناقضاً تاماً بين الأهداف النبيلة للحزب وما تحاول الدول الغربية وتركيا طمسه من خلال اتهامه بـ "الإرهاب"، كما قيّمت مقاربتهم للملف بأنه "غير صحيح وتشويه لصورة حزب العمال الكردستاني بغية الحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط".

وعن التدخلات التركية في شؤون دول الجوار، رأت فرناز عطية أنها الأجدر بإدراجها على "قوائم الإرهاب" بدلاً عن اسم حزب العمال الكردستاني، وقالت: "تركيا نفسها تمارس إرهاب دولة ولا يتصدى لها أحد، فهي تقتل وتحرق وتجند الأطفال وترسلهم إلى خارج سوريا مثل أذربيجان وليبيا ومناطق أخرى، ليخوضوا معارك ليس لهم ناقة فيها ولا جمل، في سبيل تحقيق أهدافها".

مضيفة: "فالوضع هذا يؤكد أن هناك سياسة الكيل بمكيالين، وأن المقاييس والمعايير ليست نزيهة، فحزب مثل حزب العمال الكردستاني خاض فترة كفاح مسلح، يستوجب التذكر بأن السيد أوجلان طالب تركيا، مراراً وتكراراً، بالتصالح وإنهاء الخلافات مقابل إعطاء الكرد حقوقهم، ولكن تركيا كانت تنكث في كل مرة، لم يكن يحلو لها بفكرة إعادة حقوق الكرد لهم".

أوراق ضغط

ورأت الباحثة فرناز عطية أن الحل في كسب الكرد قضيتهم وإزالة اسم حزب العمال الكردستاني من "قوائم الإرهاب" يكمن في معرفة أوراق الضغط التي يمتلكونها ودراسة الواقع السياسي والخريطة الجيو سياسية، للضغط على تركيا والمجتمع الدولي وعلى الدول ذات المصالح في سوريا أو في الشرق الأوسط، وحتى في الدول التي يوجد فيها الكرد، ليتمكنوا من الدفاع عن قضيتهم وإزالة اسم الحزب من "القوائم".

الباحثة المصرية في العلوم السياسية الدكتورة فرناز عطية، تأسفت لحال العالم الذي لا يعرف سوى لغة القوة "فإن القوة الناعمة لا بد أن تملك سلاحاً قوياً ولهجة قوية؛ لأن العالم لا يفهم سوى لغة القوة، تستطيع الضغط عندما تملك أوراق لعب، ليتسنى لك الانخراط في اللعبة السياسية وتحقيق الأهداف".

(ي م)

ANHA


إقرأ أيضاً