​​​​​​​صحف عربية: العراقيون يرتقبون جلسة البرلمان القادمة وتحذيرات من خطورة الوضع الليبي

وسط استمرار أزمة الحكم منذ أشهر، يرتقب العراقيون انعقاد جلسة البرلمان غداً الأربعاء، للتصويت على قبول استقالة رئيس المجلس محمد الحلبوسي، في حين شهدت مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية طرابلس، قتالاً عنيفاً بين مجموعتين مسلحتين تابعتين لحكومة الدبيبة، وسط تحذيرات من خطورة الوضع في ظل انقسام كبير يسود البلاد مع وجود حكومتين متنافستين.

وتطرقت الصحف العربية الصادرة اليوم، إلى الانسداد السياسي في العراق والأزمة الليبية، إلى جانب ملف ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان.

اعتراضات أجهضت الإعلان عن تحالف جديد لـ«الإطار» في العراق

في الشأن العراقي، قالت صحيفة الشرق الأوسط: "اقترب الإطار التنسيقي في العراق مساء أمس من إعلان تحالف جديد باسم «إدارة الدولة» يتولى تشكيل الحكومة، لكنّ قادة شيعة بارزين دفعوا باتجاه «التريث» لحين التأكد من أن المسار الجديد مؤمن من رد فعل التيار الصدري والحراك الاحتجاجي الذي يستعد للظهور مجدداً الأسبوع المقبل.

ووسط استمرار أزمة الحكم منذ أشهر، يرتقب العراقيون انعقاد جلسة البرلمان غداً الأربعاء للتصويت على قبول استقالة رئيس المجلس محمد الحلبوسي، إذ تضمن جدول أعمال جلسة البرلمان المرتقبة، بندين يتيمين، أولهما التصويت على استقالة رئيس البرلمان، وثانيهما انتخاب نائب أول لرئاسة المجلس.

أما أكثر الأطراف حماساً داخل الإطار التنسيقي لإعلان تحالف «إدارة الدولة» الجديد هو فريق نوري المالكي زعيم «ائتلاف دولة القانون»، إذ قال مدير مكتبه إن «السفينة قد أبحرت». غير أن مصادر قالت إن «بروز اعتراضات جوهرية من قادة شيعة على الطريقة، أبقت السفينة جاثمة عند المرسى».

وأضافت المصادر أن هناك 3 اعتراضات أساسية أفرزتها نقاشات استمرت ساعات بين قادة «الإطار» الذين يواجهون ضغطاً هائلاً من الصدر و«حراك تشرين» الشعبي، وأبرز اعتراض جاء من طرف هادي العامري، زعيم منظمة «بدر» الذي طلب التريث لحين الحصول على ضمانة من الصدر، والتي لن تتم إلا بزيارته في الحنانة، لكن هذا الرأي يجد امتعاضاً من المالكي الذي يدفع باتجاه «التخلص من عقدة الخوف من التيار الصدري».

وثاني أبرز الاعتراضات، جاءت من زعيم تيار «الحكمة» عمار الحكيم، الذي يدعو إلى تشكيل حكومة من المستقلين وممثلي قوى الحراك الاحتجاجي، وبحسب مقربين من الحكيم، فإن هذا الرأي يستند إلى أن الموقف الرافض لتشكيل حكومة يحتكرها مقتدى الصدر ممثلاً للشيعة، يجب أن يسري على «الإطار التنسيقي» أيضاً، كما أن قوى الاحتجاجات الشعبية تتلقى دعوات للانخراط في تشكيل الحكومة الإطارية، بالتزامن مع تهديدات لقادة الحراك بأن «بحر دم ينتظرهم» في ساحة التحرير لو قرروا الخروج ضد النظام.

وثالث الاعتراضات، يعبر عنه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، الذي يشترط سحب ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، لأن ذلك الترشيح يفاقم من الغضب الشعبي ويرفع من احتمالات رد فعل غير محسوب من الصدر، وأكد مقربون من العبادي أن هذه الاعتراضات أجبرت الشركاء على تأجيل إعلان ائتلاف «إدارة الدولة» الجديد، كما أن الفرضيات الميدانية تتشابك عما يمكن أن يحدث في ساحات الاحتجاج في بغداد، عندما يخرج جمهور الحراك بهدف إسقاط النظام.

وتقول مصادر إن المئات من عناصر النخبة التابعة للفصائل المسلحة أعادت انتشارها في المنطقة الخضراء وفي جانب الكرخ عند ساحة النسور، وهو الموقع الذي اختاره تيار من المحتجين، مما يعكس تباين المواقف داخل الحراك، وفي هذه الأجواء، ستنصب جدران خرسانية على جسر الجمهورية بطريقة مجهزة لهجوم محتمل بالأسلحة الثقيلة، وأخرى عند شارع يؤدي إلى المنطقة الخضراء من جهة النسور".

اشتباكات مسلحة غرب العاصمة الليبية وسط تحذيرات من خطورة الوضع

في الشأن الليبي، قالت صحيفة العرب: "في تطور جديد للتوتر الذي تعيشه ليبيا، اندلع قتال عنيف بين مجموعتين مسلحتين مساء الأحد وتواصل صباح الإثنين، بالقرب من منشآت نفطية في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية.

ونقل موقع "بوابة الوسط" عن سكان قريبين من منطقة المواجهات الإثنين قولهم إن الاشتباكات لا تزال متواصلة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، في وقت تلقّى جهاز الإسعاف والطوارئ استغاثات من عائلات عالقة بمحيط الاشتباكات، دون القدرة على مساعدتهم في الخروج.

وأفاد السكان بأن الطريق الساحلي بالزاوية أُقفل جراء الاشتباكات، في حين جرى تداول مقاطع مصورة تظهر أصوات إطلاق النار المتبادل.

وأسفرت المواجهات المسلحة في حصيلتها الأولية عن مقتل طفل وإصابة ثمانية مدنيين حالة أحدهم خطيرة جداً، بحسب ما أفاد المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي.

وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ إن "نيران الاشتباكات أصابت أيضاً سيارة فوق كوبري (جسر) سوق الخضرة وسط المدينة، وتعذر الوصول إليها ومعرفة عدد راكبيها أو حالتهم الصحية".

وأفاد بأن "الاشتباكات تدور وسط المدينة في أحياء سكنية مدنية"، وناشد الجهات المشتبكة "السماح لجهاز الإسعاف بفتح ممر آمن لإجلاء العائلات العالقة تحت النيران".

كما طالب كافة المواطنين بعدم استخدام جميع الطرق الرئيسية والفرعية بمدينة الزاوية، والابتعاد عن بؤرة الاشتباكات الممتدة من الإشارة الضوئية الضمان شرقاً إلى الإشارة الضوئية الحرشة غرباً، ومن منطقة الرمحة أولاد سلاق شارع الخرطوم إلى ما بعد معسكر السلعة تجاه بئر الغنم، مشيراً إلى أن جميع الفرق التابعة لإسعاف الزاوية لم تتمكن من دخول مناطق الاشتباك.

ودعا فرع جمعية الهلال الأحمر في الزاوية، عبر صفحته على فيسبوك، الأطراف المتنازعة إلى ضرورة وقف إطلاق النار حتى يتسنى إخراج العائلات العالقة نتيجة الاشتباكات من المنطقة، حاثا الأهالي على الابتعاد عن النوافذ للحفاظ على سلامتهم.

ووفقا لشهود عيان، فقد بدأت الاشتباكات في ساعة متأخرة من الأحد وسط مدينة الزاوية وبالقرب من الجسر المؤدي لمصفاة الزاوية النفطية، ولم تتمكن فرق الإسعاف من دخول مناطق الاشتباكات وسط المدينة.

ورغم عدم صدور أي تصريح حول طبيعة هذه الاشتباكات عن الجهات الأمنية والعسكرية في المنطقة، إلا أن شهود عيان أكدوا لوكالة الأنباء الألمانية أن الاشتباكات بدأت بعد مقتل أحد أبناء قبيلة على يد أفريقي يعمل في المنطقة، مما أدى إلى هجوم أقارب المقتول المنتمين إلى إحدى كبرى قبائل الزاوية، دون أن توضح الوكالة الطرف الآخر الذي تشتبك معه القبيلة.

ويأتي ذلك، في ظل انقسام كبير يسود ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس جاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام برئاسة عبد الحميد الدبيبة الرافض لتسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها برلمان طبرق (شرق) في فبراير الماضي، ومنحها الثقة في آذار/ مارس.

وتعتبر مدينة الزاوية من أكثر مدن الغرب الليبي تواجداً للميليشيات المسلحة، التي أعلنت كلّها اصطفافها إلى جانب حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة، وشاركت قبل أسابيع في طرد عدّة ميليشيات متحالفة مع فتحي باشاغا، حاولت الدخول إلى العاصمة طرابلس لتمكينه من السلطة".

لبنان ينتظر عرضاً لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

وعن ملف ترسيم الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، قالت صحيفة البيان: "توقّع نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب أن يصل العرض الخطي الذي سيرسله الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية عاموس هوكشتاين إلى قصر بعبدا قبل نهاية الأسبوع الحالي.

ووفق بيان للرئاسة اللبنانية، نقلته وكالة الأنباء الألمانية، جاء كلام بوصعب خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا أمس، وعرض الرئيس ميشال عون نتائج الزيارة التي قام بها بوصعب إلى نيويورك الأسبوع الماضي واللقاءات التي عقدها هناك مع الوسيط الأمريكي.

وزار هوكشتاين لبنان في التاسع أيلول/ سبتمبر الجاري وقدم اقتراحات جديدة للبنان في ملف الترسيم، وعرض على المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم نتائج الاتصالات التي أجراها مع الجانب الإسرائيلي وبعض النقاط المتعلقة بالمفاوضات، واستمع إلى وجهة نظر لبنان حيال بعض النقاط التي يجري البحث في شأنها في ملف الترسيم، علماً أن لبنان يتمسك بالخط 23 وبحقل قانا كاملاً.

ويراهن اللبنانيين على احتياطات الغاز في مياههم الإقليمية من أجل انتشال البلد من الانهيار الاقتصادي والتدهور المتسارع لعملته، ما دفع كثيراً من اللبنانيين إلى الهجرة عبر البحر والتعرض للخطر، حيث غرق بعضهم".

(د ع)


إقرأ أيضاً