عقب انتهاء قمة طهران في 19 تموز المنصرم، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه، التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي، وبعده اجتماع سوتشي الذي عقد في 5 آب بين بوتين وأردوغان، صعّد جيش الاحتلال التركي من هجماته على شمال وشرق سوريا، حيث شهدت المنطقة قصفاً عنيفاً خلال الأيام الماضية أسفر عن وقوع شهداء وجرحى بينهم أطفال.
حول ذلك، أجرت وكالتنا لقاءً مع الناطقة باسم مؤتمر ستار رمزية محمد.
رمزية محمد أكدت أن الهجمات التركية هدفها النيل من مكتسبات شعوب شمال وشرق سوريا، واحتلال المنطقة.
تطرقت رمزية محمد إلى استمرار تركيا بشن هجماتها على شمال وشرق سوريا وقالت: "منذ احتلال تركيا لمناطق عفرين وسري كانيه وكري سبي، حتى جرابلس والباب لم تتوقف هذه الهجمات، بهدف القضاء على إرادة الشعوب، والاستيلاء على مكتسباتهم، واحتلال المنطقة".
'المناطق التي تستهدفها تركيا تعج بالسكان'
أشارت رمزية محمد إلى استهداف تركيا للمواطنين، وقالت: "المناطق التي يتم استهدافها أغلبها مناطق آهلة بالسكان، في محاولة لاستهداف إرادة الشعوب في شمال وشرق سوريا؛ كون الشعب سيبقى صامداً ولن يترك منطقته مهما اشتدت عليه الهجمات والتهديدات التركية، ويظهر هذا بمقاومة شعبنا في مخيمات الشهباء وواشو كاني وغيرها، كونه يأمل بالعودة إلى دياره. بهذه الهجمات تريد تركيا تحطيم الإرادة التي نمت على مدار 10 أعوام من خلال الإدارة الذاتية التي اعتمدت على الفكر الديمقراطي وحرية المرأة، ولذلك تصعّد تهديداتها وهجماتها على المنطقة".
وعن استهداف جيش الاحتلال التركي للمرأة، وبشكل خاص القيادية في وحدات مكافحة الإرهاب جيان تولهلدان ورفيقتيها بارين بوتان وروج خابور، قالت رمزية محمد: "الإرادة التي قضت على مرتزقة داعش هي قواتنا، وحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي، وجميع الحملات التي انطلقت كانت بريادة المرأة، كحملة الرقة والطبقة، وأدت القياديات دوراً مهماً في هذه الحملات، بطليعة وحدات حماية المرأة، أمثال جيان تولهدان وروج خابور وبارين بوتان".
وأضافت: "تحاول تركيا بهذا الاستهداف إرسال رسالة مفادها، أن قوات الحماية التي حمت المنطقة ولم تستشهد على يد مرتزقة داعش سنقضي عليها عن طريق المسيّرات"، وتابعت " ولذلك نقول إن هذه الهجمات هي هجمات على كرامتنا. واستهداف رفيقاتنا لن يجعلنا نتخلى عن قيمنا، وقد رأينا ذلك خلال مراسمهن كيف التف الشعب حولهن، وأبدى مواقف صارمة من خلال الاحتجاجات والتظاهرات التي أقيمت في المنطقة".
في 22 تموز الماضي، استهدفت دولة الاحتلال التركي القياديات المناضلات اللواتي حمين شعب المنطقة من الإرهاب، قائدة وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) جيان تولهلدان، والقيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ) روج خابور، والمقاتلة في وحدات مكافحة الإرهاب بارين بوتان.
وفي 28 من الشهر ذاته، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال التركي سيارة، جنوب بلدة عين عيسى بالقرب من مخيم تل السمن لمهجّري كري سبي/ تل أبيض، أسفر عن استشهاد أربعة أعضاء من قوى الأمن الداخلي "بشار محمد علي بوزان، وجيهان محمد مصطفى، وسارة محمد الحسين، وسلمى علي مصطفى".
'موقف شعبنا واضح'
انتقدت رمزية محمد صمت المجتمع الدولي، وقالت:" للانتقام لهؤلاء الشهداء يتطلب من المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والحقوقية، الخروج عن صمتهم وإبداء موقفهم، وأداء دورهم والقيام بالواجبات التي تقع على عاتقهم، وبشكل خاص منظمات حقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي الذي ينادي بالعدالة لجميع الشعوب ويدعو للسلام".
مؤكدة أن موقف الشعب واضح وصريح من هذه الهجمات، وهو الاستمرار في المقاومة، وقالت:" موقف شعبنا واضح وصريح، ونحن مؤتمر ستار سنستمر في فعالياتنا ونصعّد من وتيرة نضالنا ونقوي التنظيم النسائي لنحقق نتائج في وجه الهجمات التركية".
وأضافت: "يجب أن يبدي التحالف الدولي الموجود في المنطقة موقفاً صريحاً وصارماً أمام الهجمات؛ لأن الشعب أصبح لا يتقبل وجوده في المنطقة، وقد رأينا احتجاج الأهالي أمام مقره، معبرين عن غضبهم حيال هذا الصمت".
سنصعّد نضالنا أكثر ضد هذه الهجمات
تابعت رمزية محمد بالقول: "هذه الهجمات لن تحطم معنوياتنا، بل ستزيد من عزيمتنا وإصرارنا على المقاومة".
في ختام حديثها، انتقدت الناطقة باسم مؤتمر ستار رمزية محمد، سياسة حكومة دمشق إزاء الاحتلال التركي، وقالت: "حكومة دمشق لا تزال تتعنت بعدم الاعتراف بالإدارة التي قضت على داعش ولا ترى إرادة هذا الشعب، والدولة السورية لم تستطع حماية حدودها من همجية الاحتلال التركي، وهي تسانده لإفشال هذه الإدارة، ودول التحالف الدولي التي تعتمد على مصالحها، شعبنا لا يأمل منها أي شيء، بل يستمد عزمه من إدارته وقوته الداخلية، فإرادتنا هي شعبنا ومقاومتنا هي مقاومة شعبنا، وبهذه المقاومة وبتوحيد إرادة نسائنا وشعبنا سنتصدى لجميع الهجمات".
(م ح)
ANHA