أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد، عزمهما على حل البرلمان "بعد استنفاد كل المحاولات لتحقيق الاستقرار" في ائتلافهما.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن هذا الاقتراع قد يجرى في أواخر تشرين الأول أو مطلع تشرين الثاني.
وشكل بينيت ولبيد، في حزيران 2021، تحالفاً فريداً في تاريخ إسرائيل من أحزاب اليمين واليسار والوسط وللمرة الأولى بمشاركة حزب عربي من أجل إنهاء 12 عاماً من حكم بنيامين نتنياهو المتواصل، بحسب وكالة فرانس برس.
انقسام عميق في إسرائيل
ووفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس إسرائيل منقسمة بعمق، وبشكل شبه متساو حول ما إذا كان نتنياهو ينبغي أن يكون رئيساً للوزراء أم لا.
إضافة إلى أن النظام السياسي في إسرائيل يتكون من مجموعة متنوعة أيديولوجياً من الأحزاب التي يتعين عليها تشكيل تحالفات.
ماذا سيحدث؟
على مدار 74 عاماً لم يفز أي حزب بأغلبية في البرلمان المؤلف من 120 عضواً، والمعروف باسم الكنيست، لذلك بعد كل انتخابات يجب على أي رئيس وزراء محتمل تشكيل تحالفات من أجل تجميع أغلبية لا تقل عن 61 مقعداً.
ويتيح هذا الأمر للأحزاب الصغيرة قوة هائلة، وبعد كل انتخابات تقريباً يتركز الاهتمام على واحد أو أكثر من هذه الأحزاب التي ترجح الكفة الناجحة، وهو ما قد يحتاج إلى أسابيع من المفاوضات والمقايضة بين مختلفة قادة الأحزاب.
إذا لم يتمكن أحد من حشد الأغلبية، كما حدث بعد انتخابات نيسان وأيلول في 2019، فإن البلاد ستعود إلى صناديق الاقتراع، وتبقى الحكومة في مكانها لتصريف الأعمال.
وخلال الانتخابات الأربعة الأخيرة استحوذت الأحزاب القومية والدينية على أغلبية مقاعد الكنيست، وهنا كان يتصدر المشهد اسم نتنياهو.
هل سيعود نتنياهو؟
بالنسبة لمؤيدي نتنياهو من اليمنيين والدينيين يعتبرونه "ملك إسرائيل" فهو رجل قومي مخضرم لديه القدرة على التعامل مع زعماء العالم، ولديه القدرة على التعامل مع التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل.
وبالنسبة لخصومه، يرون فيه "تهديداً للديمقراطية" وهم يشيرون إلى محاكماته المستمرة، واتهامه بالفساد، وتأجيجه للانقسامات الداخلية لتحقيق مكاسب سياسية.
ويعد نتنياهو رئيس الوزراء الأطول خدمة في إسرائيل، وحزب حزبه الليكود في المركز الأول أو الثاني بفارق ضئيل في جميع الانتخابات الأخيرة، لكنه لم يكن قادراً على تشكيل حكومة أغلبية يمينية؛ لأن بعض حلفائه يرفضون الشراكة معه.
ائتلاف
العام الماضي، بعد الانتخابات الأخيرة نجح معارضو نتنياهو في الإطاحة به، إذ قام بينيت ولبيد بتشكيل ائتلاف من ثمانية أحزاب سياسية، بما في ذلك حزب إسلامي عربي صغير.
ووضعت أحزاب خلافاتها الأيديولوجية جانباً، وعملت معا لبعض الوقت، فيما أقرت الحكومة الميزانية، وتجاوزت جائحة كورونا، وحسنت العلاقات مع دول عربية وإسلامية، وحتى أن بينيت حاول التوسط في الحرب الروسية على أوكرانيا.
ولكن نتنياهو حشد ضغوطاً ضد أعضاء الائتلاف اليمينيين متهماً إياهم بالشراكة مع إرهابيين وخيانة ناخبيهم، فيما تلقى عدد منهم تهديدات بالقتل بما فيهم بينيت.
وفي النهاية، انهار الكثيرون وانهار حزب بينيت وفقدت الحكومة أغلبيتها في نيسان/أبريل، وفشلت الحكومة في تمرير قانون يرتبط بالقانون الخاص للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية.
ويفترض تجديد هذا القانون بحلول 30 حزيران، وإلا فقد المستوطنون الحماية القانونية. لكن إذا تم حل الكنيست يمدد هذا القانون تلقائياً.
انتخابات جديدة
ويرجح أن يعود الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع في أقرب وقت في تشرين الأول/أكتوبر، فيما يأمل نتنياهو بالعودة، إذ يتوقع أن يفوز الليكود وحلفاؤه بأصوات أكثر مما فعلوا في المرة السابقة.
ولكن حتى إذا حصل نتنياهو على المزيد من المقاعد، فقد يفشلون مرة أخرى في تحقيق الأغلبية، وفقاً لأسوشيتد برس.
وإذا حدث ذلك، سيكون الأمر متروكاً للعديد من الأحزاب التي شكلت الحكومة المنتهية ولايتها لتشكيل ائتلاف جديد بتحالف سيواجه الضغوط ذاتها التي واجهها التحالف الأخير.
وقد ذكرت وسائل إعلام أن حزب الليكود بزعامة نتنياهو يجري محادثات لتشكيل حكومة جديدة قبل حل البرلمان. ولتحقيق ذلك يتعين على الحزب إقناع عدد كبير من أعضاء ائتلاف بينيت بدعم تولي نتنياهو رئاسة الوزراء.
وإذا لم تنجح الجهود لتشكيل الحكومة، ستكون هناك انتخابات جديدة مرة أخرى، إذ تشير استطلاعات للرأي إلى عدم تمكن أي كتلة من حشد 61 نائباً لتشكيل فريق وزاري.
(م ش)