أنتم بعيدون عن روج آفا وعن روح الكردياتية
عرضنا في ملفاتنا حتى الآن، النداءات التي وجهتها أسر مرتزقة روج إلى أبنائها، والتي طالبتهم فيها بألّا يكونوا أدوات في يد الدولة التركية من أجل إبادة الكرد.
وتدعو الأسر أبناءها للعودة إلى روج آفا، والتصدي للألاعيب التي تمارسها المجموعات المرتزقة، ووضع حد لهذه الخيانة التاريخية. كما وجّهت رسائل إلى الذين يحاولون الاستفادة من سياسية تمزيق كردستان، وأكدت فشل هذه السياسة.
إن أقوال دلاور فيصل أحمد، الذي انضم إلى مرتزقة روج، والذي عاد لاحقًا إلى روج آفا بعد أن أدرك سياسات الإبادة الجماعية التي تمارسها الدولة التركية وحلفاءها ضد الكرد الأحرار، تثبت كل ما أوردناه أعلاه.
دلاور فيصل أحمد ودليار أحمد، من أهالي مدينة قامشلو، عبرا إلى جنوب كردستان عام 2012، مع مجموعة مؤلفة من 700 شخص؛ من أجل المشاركة في تأسيس مرتزقة روج، بإشراف المخابرات التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني. وذكر دلاور فيصل أحمد أنهم نفذوا عمليات في دهوك ودوميز وزاخو وأربيل. وفي النهاية عاد إلى أسرته بعد أن قضى فترة قصيرة في صفوف المرتزقة. ولا يزال شقيقه دليار أحمد في صفوف مرتزقة روج. ويصف دلاور حرب هذه المجموعة ضد الكريلا بأنها "خطأ فادح".
دعاياتهم بالعودة إلى روج آفا مضللة
دلاور فيصل أحمد الذي انفصل عن مرتزقة روج بعد فترة قصيرة، تحدث عن تجاربه وقال: "عندما انضممنا إليهم أول مرة، كان عام 2012 في يوم نوروز. عبرنا إلى الجنوب مع مجموعة من 700 شخص. ثم نُقلنا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من مطار أربيل. هناك تم حلق شعرنا ولبسنا الزي العسكري. وبالإضافة إلى التدريب العسكري، تلقينا تدريبات على استخدام أسلحة مختلفة في هذا المقر.
عزيز ويسي كان دائمًا يأتي إلى هناك. لقد أعطانا تدريبًا أيديولوجيًّا، وكان يقول لنا إننا سنذهب إلى روج آفا ونسيطر عليها. بعد شهر ونصف من التدريب هناك، انتقلنا إلى منطقة أخرى. وبعد وقت قصير تركتهم جئت إلى روج آفا".
’حربهم ضد الكريلا غير مقبولة‘
ووصف دلاور فيصل أحمد دور مرتزقة روج في هجمات الاحتلال التركي على مناطق الكريلا بـ "الخطأ الفادح" وقال: "لن نقبل هذا أبدًا. أيا كان، فليس من المقبول قتل الكرد. أحاول إخراج أخي من صفوف مرتزقة روج والعودة. آخر مرة رأيت فيها أخي، قال أيضًا إنه لا يريد البقاء. إنه يحاول الذهاب إلى أوروبا".
وحول تعاون مرتزقة روج مع الدولة التركية قال دلاور فيصل أحمد: "مرتزقة روج ترتكب خطأ كبيرًا. لا ينبغي أن ينخدع أحد بمخططات الدولة التركية. الجميع سيدفع الثمن. الدولة التركية ترتكب مذابح بحق الشعب الكردي منذ 40 عامًا. الجميع يجب الانتباه إلى مخططات الدولة التركية والتخلي عن مرتزقة روج. هناك أشخاص من بين هؤلاء المرتزقة يتعاونون من أجل المال. الدولة التركية تستغل هؤلاء المرتزقة بالمال. والمرتزقة الذين يقاتلون ضد الكريلا يرتكبون خطا كبيرًا. أولئك الذين ارتكبوا هذا الخطأ بمن فيهم أخي، يجب أن يرجعوا على الفور ويقاتلوا ضد العدو من أجل الدفاع عن أرضهم".
’ طلبت من أخي التخلي عن السلاح‘
عبد الرزاق حسين إبراهيم، شقيقه أيضًا عضو في مرتزقة روج، يسكن في قرية تنورية التابعة لقامشلو. انتقل شقيقه الأصغر لؤي حسين إبراهيم، إلى جنوب كردستان عام 2013، عندما كان طالبًا في السنة الأخيرة في المرحلة الثانوية، وانضم إلى مرتزقة روج.
وذكر حسين إبراهيم أنه كان يدعم شقيقه في السابق؛ لأنه كان وقتها يحارب ضد مرتزقة داعش، لكن بعد أن بدأت مرتزقة روج بالتحرك ضد الكريلا إلى جانب الدولة التركية المحتلة، طلب منه إلقاء سلاحه.
وأوضح حسين إبراهيم أن الدولة التركية هي عدو الشعب الكردي، وقال: "الدولة التركية تستغل مرتزقة روج لمصالحها الخاصة. لا نريد لأخينا أن يكون في مواجهة قوات الكريلا من خلال وجوده بين صفوف مرتزقة روج. إذا حدث هذا، يجب عليهم أن يلقوا السلاح على الفور. نحن لا نقبل أن تتوجه أسلحتهم إلى الكريلا. يجب أن يلقوا أسلحتهم على الفور. يعيش أخي في مخيم فايدة (مخيم دوميز2). لا نريد أن تعمل مرتزقة روج على تمهيد الطريق أمام الدولة التركية. الدولة التركية هي عدو الشعب الكردي برمته".
’ أريد أن يرجع أبني عن هذا الخطأ الفادح‘
أما عمشة إبراهيم منير فقالت: "لدي 7 أطفال. ابني عبد الله يبلغ الآن 26 عاما، وذهب إلى جنوب كردستان منذ 6 سنوات. نريده أن يعود الآن".
وقالت عمشة إبراهيم منير إن ابنها انضم إلى مرتزقة روج منذ 4 سنوات وأضافت حول ذلك: "ذهب ابني على أمل العثور على عمل. وعندما لم يتمكن من الحصول على عمل، انضم إلى بيشمركة روج للبقاء على قيد الحياة. قلنا له أن يأتي إلى هنا للدفاع عن أرضه. لا أحد يقبل أن يقاتل أبناؤنا إلى جانب الدولة التركية التي هي عدونا. لقد أقنعت ابني الصغير وعاد إلى روج آفا. الدولة التركية تستغل بيشمركة روج بهدف خلق الاقتتال بين الكرد. فليلقوا اسلحتهم هناك ويأتوا إلى هنا للدفاع عن أرضهم ضد الدولة التركية ".
’إذا كان هناك مكان يجب الدفاع عنه، فيجب أن ندافع عنه ضد العدو‘
شاهين محمد أيضًا قال إن ابنه ذهب إلى جنوب كردستان منذ 10 سنوات للعمل، ثم انضم إلى مرتزقة روج بسبب فشله في إيجاد عمل، وأضاف حول الموضوع: "نراه في بعض الأحيان. لا نعرف الكثير عن حياته. فكيف يمكن أن تكون حياة مرتزقة روج؟ معظم مرتزقة روج بعيدون عن الأيديولوجية، فهم يعملون بشكل كامل من أجل المال. باسم العائلة، ندعو ابننا إلى العودة والتخلي عن هذه الخيانة. إذا كان يرغب بالخدمة العسكرية، يستطيع أن يفعل ذلك هنا أيضًا. روج آفا هي أيضًا جزء من كردستان وتتعرض للتهديد والهجوم. إذا أرادوا الدفاع عنها، فليأتوا ويدافعوا عن أرضهم. بابنا مفتوح لأبنائنا. فليأتوا ويدافعوا عن أرضهم في روج آفا. ابني أيضًا بين صفوفهم. لكنهم الآن مرتزقة أردوغان. "
ونوّه شاهين محمد إلى أنهم يرفضون هجمات الدولة التركية على مناطق جنوب كردستان، وقال: "لا شأن للدولة التركية في جنوب كردستان. أنا لا أدعو ابني فقط، بل أدعو جميع الاشخاص الآخرين في صفوف مرتزقة روج. اسمكم روج لكنكم بعيدون عن روج آفا والكردياتية، تقفون ضد روج آفا بدعم من الدولة التركية، عودوا إلى أرضكم، ودافعوا عن مناطقكم. يحاول مرتزقة روج تبرئة أنفسهم ويقولون إنهم يتعرضون على الدوام للضغوطات. أبواب روج آفا مفتوحة أمام الجميع.
وبصفتي أب لشخص في صفوف مرتزقة روج، أقول إن ابني يجب أن يترك هذا العمل في أسرع وقت ممكن ويناضل من أجل أرضه. "
’على الشعب الكردي أن يحارب ضد العدو‘
وصرح شاهين محمد أن الدولة التركية تستخدم أبناءهم كأدوات ضد الكريلا؛ لأنها لا تريد أن تفقد جنودها. ودعا شاهين محمد جميع الكرد إلى توخي اليقظة إزاء ألاعيب ومخططات الدولة التركية وقال: "من يقول إنهم يدافعون عن أرضهم يجب ألا يتقدموا جيش الدولة التركية، ويجب على الكرد الابتعاد عن مخططات وألاعيب الدولة التركية القذرة".
كما نوّه شاهين محمد أيضًا إلى أنه على الرغم من كل الهجمات، فقد تم تأسيس حياة جديدة في ثورة روج آفا، وقال: "يجب على الشعب الكردي أن يحارب ضد العدو. الدولة التركية تحاول احتلال أراضينا. علينا ان ندافع عن ارضنا ضد هذا الاحتلال ".
(ك)
ANHA