​​​​​​​عامان على مجزرة حلنج والاحتلال التركي ماضٍ في ارتكاب المزيد من المجازر بحق شمال وشرق سوريا

يمر اليوم، عامان على مجزرة حلنج التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي بحق ثلاث مناضلات في كوباني، ولا تزال ماضية في ارتكاب المجازر بحق النساء في المناطق المحتلة وبحق شعب شمال وشرق سوريا دون حسيب، لكن تؤكد النساء مواصلتهن السير على خطا الشهيدات لتحقيق الحرية لشعبهن وإلحاق الهزيمة بالمحتل.

بدأ نضال المرأة الكردية في روج آفا مع دخول القائد عبد الله أوجلان منطقة الشرق الأوسط واتخاذه من مبدأ "حرية المجتمع تمر من حرية المرأة" أساساً لحرية المرأة وانطلاقاً من هذا المبدأ انضمت المرأة الكردية إلى صفوف النضال التحرري في كردستان وحققت إنجازات كبيرة وخطت خطوات فعّالة لبناء مجتمع منظم.

ومنذ ذلك الحين، تخشى دولة الاحتلال التركي من تكاتف المرأة المتمثل بإرادتها الحرة والديمقراطية وتحقيقها العديد من الإنجازات في المحافل الدولية، وإصرارها على مواصلة طريق النضال حتى تحرير كافة النساء في العالم من الذل والاستعباد.

ويستهدف الاحتلال التركي المرأة الحرة في شخصية المناضلات الساعيات لتحقيق العدل والمساواة والديمقراطية، وهنا يمكن القول إن استهداف المرأة الحرة المناضلة بدأ من شهيدات مجزرة باريس، إذ تمكنت يد الغدر من اغتيال الناشطات الكرديات الثلاثة الشهيدات (ساكينة جانسيز، وفيدان دوغان وليلى شايلمز) اللواتي كنَّ رمزاً للحرية ولكفاح المرأة الكردية. حيث اُستهدِفن من قبل استخبارات الاحتلال التركي للنيل من نضالهن في المناداة بحرية الشعب الكردستاني وذلك بتاريخ التاسع من كانون الثاني/ يناير عام 2013 في المعهد الكردي بالعاصمة الفرنسية باريس.

وبعد شهيدات باريس، استمرت دولة الاحتلال التركي باستهداف المرأة المناضلة في أجزاء كردستان الأربعة وخارجها وبشكل خاص في روج آفا.

مع انطلاق ثورة 19 تموز عام 2012، تمكنت المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا من أداء دورها الريادي والطليعي في تنظيم وتحرير المرأة من قيود الاستعباد، وتفعيل دورها في المجتمع، وأصبحت مثالاً تحتذي به نساء العالم، لذلك سعت دولة الاحتلال التركي ولا تزال تسعى من خلال استهداف شخصية المرأة الحرة إلى استهداف شعوب المنطقة والنيل من إرادتها الساعية لإنهاء السلطة الديكتاتورية والطغيان في المنطقة، إذ يرى الاحتلال التركي مشروع الأمة الديمقراطية تهديداً لنظامه الاستبدادي الفاشي.

ما حققه شعب روج آفا وشمال وشرق سوريا من مكتسبات خلال الثورة، لم يرق لدولة الاحتلال التركي، وبدأ بشن هجمات احتلالية على عفرين في الـ 20 كانون الثاني/ يناير 2018، استهدف الاحتلال التركي ومرتزقته المرأة بشكل خاص، حيث قام وعلناً بالتمثيل بجثة المقاتلة في وحدات حماية المرأة (YPJ) الشهيدة بارين كوباني، وتكرر المشهد أثناء هجومه الاحتلالي على منطقتي كري سبي/ تل أبيض وسري كانيه/ رأس العين، واستهدافه الأمينة العامة السابقة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف، ومثلوا بجثتها بوحشية في الـ 12 من تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

بالمسيّرات.. الاحتلال التركي يهاجم شمال وشرق سوريا

وتتعرض النساء في المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقته في (عفرين، وسري كانيه وكري سبي، وإعزاز، وجرابلس والباب) لجرائم قتل وخطف واعتداء بشكل يومي، وفي شمال وشرق سوريا لاستهدافات بالطائرات المسيّرة التابعة للاحتلال التركي في محاولة لكسر إرادتها وتهديد كينونتها.

هذا وأصبحت الطائرات المسيّرة سلاح تركيا الرئيس في استهداف شخصية المرأة الحرة، إذ استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال التركي بتاريخ 23 حزيران/ يونيو عام 2020، منزلاً في قرية حلنج استشهدت على أثره عضوتا منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات زهرة بركل وهبون ملا خليل وصاحبة المنزل المناضلة الأم أمينة ويسي.

كما طال الاستهداف اتحاد المرأة الشابة وحركة الشبيبة الثورية السورية، ففي الـ 25 من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2021 استهدفت مسيّرة تركية منزلاً جنوب مدينة كوباني استشهد على إثره 6 من عضوات اتحاد المرأة الشابة بينهم 3 أعضاء من حركة الشبيبة الثورية السورية.

وبينما كانت الشهيدات الثلاثة "نوجيان أوجلان، وروجين عيسى وفيان كوباني" ساعيات إلى تنظيم المرأة الشابة ورفع وتيرة نضال المرأة في وجه الأعداء؛ نلن مرتبة الشهادة بعد مسيرة من النضال والكفاح ضد السلطة الذكورية والسير على مبدأ العيش المشترك والمساواة الاجتماعية.

وفي الـ 20 من شهر فبراير/ شباط من العام 2022، استشهدت الرئيسة المشتركة لمكتب الدفاع في إقليم الفرات روناهي كوباني والمقاتلتان في وحدات حماية المرأة (YPJ)، دلار حلب وكوباني، بقصف طائرة مسيّرة تابعة لدولة الاحتلال التركي سيارتهم على طريق حلب - كوباني أثناء سعيهن لتعزيز نضال المرأة في المنطقة.

على كل امرأة تعزيز النضال ضد الدولة التركية الفاشية

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2022/06/22/185648_lyla-aly.jpg

وفي هذا السياق، قالت ابنة عم المقاتلة في وحدات حماية المرأة، الشهيدة (كوباني)، ليلى علي؛ إن "هناك الكثير من الشهيدات أمثال الشهيدة كوباني اللاتي ضحين بأرواحهن في سبيل تحقيق الحرية والعدالة".

وأشارت إلى أن الاحتلال التركي يستهدف المرأة الحرة، لكسر إرادتها، والسعي لإبقائها "تابعة للرجل وعاملة في المنزل ومهمشة من قبل المجتمع بعيداً عن إرادتها الحرة وهويتها الحقيقة".

واستذكرت ليلى علي كافة شهيدات الحرية في شخصية الشهيدة كوباني، وشهيدات مجزرة حلنج في الذكرى السنوية الثانية لاستشهادهن، وقالت إن "كافة الشهيدات اللواتي استشهدن في روج آفا، هن بنات هذه الأرض ويدافعن عن أرضهن وعرضهن في سبيل تحقيق حرية كافة النساء".

وشددت في ختام حديثها، على ضرورة توجه كل امرأة إلى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، واكتساب المعرفة والعلم والوعي للتقدم للأمام وتعزيز النضال ضد الدولة التركية الفاشية، والسير على نهج المناضلات اللواتي ضحين بأرواحهن في سبيل تحقيق الحرية للمرأة ولشعبهن.

صمت دولي حيال جرائم الاحتلال التركي

لم ينضب نضال المرأة الكردية لحظة واحدة في تقديم التضحيات وبذل الجهود من أجل بناء مجتمع أخلاقي سياسي إيكولوجي يسوده العدالة والمساواة وقادر على حماية حقوق جميع النساء في المجتمع باعتبارها صاحبة تجربة في نضال الحرية وهذا النضال الذي يستند إلى ميراث تاريخي قيّم.

وخلال مسيرتها النضالية في الحماية تحول نهج المقاومة لدى المرأة الكردية إلى طراز تحتذي به النساء في العالم، وأوصلت صوت المقاومة إلى مسامع الكثير ممن لم يسمعوا بالشعب الكردي والقضية الكردية، وعرفتهم بمقاومة كوباني عامة والمرأة الكردية خاصة بالرغم من تعرضها للهجمات العدائية والوحشية من قبل الاحتلال التركي.

لكن رغم الممارسات والانتهاكات التي تمارس بحق شعوب المنطقة، وخاصةً بحق المرأة، إلا أن المجتمع الدولي يغض النظر عما يحدث من انتهاكات وممارسات تخرق جميع المعايير والمواثيق الدولية في شمال وشرق سوريا، ويكتفي بالتنديد دون أن يحرك ساكناً لوضع حد للانتهاكات التركية المستمرة في دلالة على دعمهم لمخططات تركيا الاحتلالية في المنطقة عبر صمتهم.

(ي م)

ANHA


إقرأ أيضاً