تصل مياه الشرب إلى مدينة كوباني من نهر الفرات عن طريق خزان قرية قرقوي، حيث تعالج المياه هناك بالمواد الطبية والمعقمة ومن ثم يتم نقلها إلى تلة الإذاعة والتي تملك خزاناً سعته ١٦ ألف كيلو مكعب، ويحتاج 16 ساعة من الضخ ليتم تعبئته، وهذا يعد مشكلة في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي جراء توقف سد تشرين عن العمل لتوليد الطاقة الكهربائية لمدة 17 ساعة، والذي يؤثر على تعبئة الخزان الذي بدوره يقطع المياه عن أحياء كثيرة من مدينة كوباني.
الرئيس المشترك لمديرية المياه في مقاطعة كوباني، مسعود بوزي، قال لوكالتنا إن "المياه القادمة من نهر الفرات فيها مشاكل عديدة، فالخط الذي نمد منه مدينة كوباني وريفها خط واحد ولا نملك له أي احتياطي لضخ المياه، لهذا تنقطع المياه عن المدينة في حال حصل فيه عطل، وأحياناً كثيرة يكون العطل مقصوداً فمرتزقة دولة الاحتلال التركي وجيشها يقومون بإضرام النيران في الأراضي الزراعية قرب مضخات المياه، مما يتسبب في حرق وتلف خطوط المياه، وعندما يذهب عمال الصيانة لتصليح تلك الخطوط يقومون بإطلاق النار عليهم ليبقى أهلنا بلا ماء".
تابع "هذه المشكلة تواجهنا عندما يكون العطل قرب بلدة الشيوخ عند المحطة الرئيسية التي تمد مدينة كوباني وريفها بمياه الشرب من نهر الفرات".
وأضاف بوزي "في الصيف الحالي انقطعت المياه أكثر من مرة عن مدينة كوباني التي عانى سكانها من الظمأ لعدة أيام، مع أن إصلاحها لم يكن يحتاج سوى ساعتين أو أكثر، لكن ورشة التصليح كانت تعالج المضخات المعطلة تحت النيران التركية، وأحياناً كثيرة كانت تنسحب بسبب كثافة الرصاص القادم من الجانب التركي".
المياه الملوثة تشكل خطراً على حياة الأهالي
أما عن مياه نهر الفرات فقال بوزي "بالرغم من انخفاض منسوبه، لكن هناك خطر آخر وهو خطر المستنقعات التي تشكلت بعد انخفاض مياه النهر نتيجة قيام دولة الاحتلال التركي بحبس المياه منذ قرابة العامين، وهذه المستنقعات تتسبب في ولادة الفيروسات، ورغم معالجتنا لهذه المياه بمادة الكلور إلا أن الكلور وحده ليس كافياً فهذه المياه بحاجة للفلترة، ونحن لا نملك القدرة لشراء هذه الفلاتر".
وقد قامت الدولة التركية في السنوات الأخيرة بتحويل نهر الفرات إلى سلاح حرب ضد المنطقة، إذ تعمل على حبس كميات كبيرة من المياه عن سوريا، فمنذ عامين، تتعمد تركيا إطلاق ما يصل لـ 200 متر مكعب في الثانية كمعدل وسطي من مياه النهر إلى الأراضي السورية، هذا عوضاً عن 500 متر مكعب اتفقت عليها أنقرة ودمشق عام 1987 وفق معاهدة لتدفق المياه.
وناشد مسعود بوزي في ختام حديثه الأهالي لترشيد استخدام المياه، وقال: "فعندما يقوم شخص بصرف المياه بطريقة خاطئة، فإنه يحرم غيره منها، لأن هناك محطة في الشيوخ كنا نعتمد عليها لكن بسبب تحول المياه إلى مستنقعات لم نعد نستطيع استخدامها فأصبحت خارج الخدمة لأن المياه فيها غير صحية، ولهذا على المواطنين الحرص في صرف المياه".
في تصريح سابق لوكالتنا أكد مدير سد روج آفا (تشرين)، المهندس حمود الحمادين أن "معدل التبخر من البحيرات في فصل الصيف يصل لـ 75 متر مكعب، وتصل حاجة مياه الشرب المقننة لحوالي 25 متر مكعب في الثاني، حاجة مياه الري تبلغ حوالي 140 متر مكعب في الثانية، بالتالي يكون مجموع الاستهلاك 240 متر مكعب في الثانية، بينما المنسوب الذي يصلنا هو 200 متر مكعب، هذا يعني خسارة 40 متر مكعب في الثانية من مخزون البحيرات عوضاً عن رفعه".
(ن ك/د)
ANHA