باحث يؤكد أن الجولة الثانية من الانتخابات التركية ستكون صعبة بشكل كبير

يؤكد باحث في الشؤون التركية أن المعركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية ستكون صعبة بشكل كبير، وقال: "أتوقع أن تحصد المعارضة أصوات جديدة ويتم تقليص الفارق مع أردوغان وقد تحدث المفاجأة بحسم كليتشدار أوغلو للمعركة".

بعد أقل من 48 ساعة من إعلان سنان أوغان مرشح تحالف الأجداد دعمه لـ أردوغان في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التركية في خطوة مفاجئة أثارت استغراب الكثير من حلفاء وأنصار أوغان نفسه، جاء إعلان زعيم حزب النصر، أوميت أوزداغ، أنه سيدعم مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى الأحد، ليزيد المعركة الانتخابية اشتعالاً.

وقال أوزداغ في مؤتمر صحفي مشترك مع كليتشدار أوغلو الأربعاء 24 أيار: "أدعو من صوّتوا لنا في الجولة الأولى أن يصوّتوا لكليتشدار أوغلو في جولة الإعادة كي يعود اللاجئون إلى بلادهم".

وكان حزب "النصر" قد حصل على 2.23 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية، فيما حصد مرشحه الرئاسي سنان أوغان، الذي أعلن دعمه لأردوغان في جولة الإعادة، 5.17 بالمئة.

وبحسب مراقبين، فإن معركة جولة الإعادة تزداد اشتعالاً وأصبحت كل الاحتمالات واردة بشكل كبير، خاصة أن أردوغان فقد الكثير من شعبيته، وهو ما أظهرته نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات، حيث لم يخض أردوغان على مدار سنوات حكمه جولة إعادة في أي انتخابات رئاسية سابقة، وهو ما يكشف حجم الغضب الشعبي تجاه سياساته.

تأثير أوزداغ وأوغان

اعتبر الباحث المصري في الشؤون التركية الدكتور أسامة السعيد، أن قرار أوميت أوزداغ زعيم حزب النصر، دعم مرشح المعارضة هو أكثر تأثيراً في الصراع الانتخابي من قرار سنان أوغان بالانحياز لأردوغان.

وأوضح أسامة السعيد لوكالتنا إن: "أوغان كان يساوم بأصوات لا يملكها وسعى لحصد مكاسب في حالة فوز أردوغان، في حين أنه لا يملك الأصوات التي كان يتحدث باسمها". لافتاً إلى أن أوغان رغم حصده 5% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى إلا أنه لا يملك التأثير أو توجيه سوى أقل من 0.5% من تلك الأصوات وهي كتلة غير مؤثرة، في حين أن تأثير حزب النصر أكثر بكثير، نظراً لاتساق مواقفه السابقة مع موقفه الحالي بدعم المعارضة، فضلاً عن حصوله على أصوات 2.23% في الانتخابات البرلمانية.

ويرى السعيد إن: "قرار حزب النصر سيعزز فرص المعارضة في الانتخابات، وقد يؤدي لميل بعض الأصوات القومية تجاه كليتشدار أوغلو". وأوضح: "نجاح المعارضة قد يتوقف بشكل أكبر على قدرة فريق كليتشدار أوغلو على جذب أصوات جديدة من التي لم تشارك بالجولة الأولى".

اتهامات لـ أوغان

وأشار السعيد إلى أن: "قرار سنان أوغان بدعم أردوغان أثار حفيظة كثير من الأصوات القومية التي دعمته في الجولة الأولى"، ونوّه إلى أن الكثير منهم عبّر عن رفضه لهذا الاختيار. مؤكدين أن ما يجمع أوغان مع المعارضة أكثر مما يجمعه مع أردوغان.

وقال السعيد: "هناك اتهامات كثيرة لأوغان أنه سعى للحصول على مكاسب لاحقة، وهو ما يتوقع أن يثير الكثير من الأصوات التي دعمته في الجولة الأولى، وهو ما يصب في مصلحة مرشح المعارضة".

ويرى السعيد: "أن كتلة أصوات أوغان ليست كتلة صلبة أو واحدة تستجيب وتتحرك بأوامر أوغان وحده، بل هي مجموعة من الأحزاب والتحالفات والأصوات الفردية متباينة الهوى السياسي"، لافتاً إلى أنه: "بعد تفكك تحالف الأجداد، فإن بعض الأحزاب ستذهب باتجاه مرشح المعارضة، بدليل موقف حزب النصر المكون الرئيسي في التحالف".

وتابع السعيد: "هناك بعض الأصوات التي لم تلتزم حزبياً وترى في سلوك أوغان سلوكاً انتهازياً، وتعتقد أنه كان الأفضل له أن يلتزم الصمت ولا يتاجر بأصواتهم بل يمنحهم حرية الاختيار، وهذه الأصوات ليست بالقليلة، بل مؤثرة بشكل كبير ولن تلتزم بكلام أوغان وقد تتجه لمرشح المعارضة".

ويشير السعيد إلى أن الرهان الآن لمرشح المعارضة على أصوات من لم يصوّتوا في الجولة الأولي إضافة لفكرة التصعيد في ملف اللاجئين والقضايا الاقتصادية بصورة يستقطب بها أصوات من التيار القومي والأصوات المناهضة لحزب العدالة والتنمية.

وبحسب الباحث، فإن المعركة في الجولة الثانية ستكون صعبة بشكل كبير، مضيفاً: "أتوقع أن تحصد المعارضة أصواتاً جديدة ويتم تقليص الفارق مع أردوغان، وقد تحدث المفاجأة بحسم كليتشدار أوغلو للمعركة". معتبراً أن هذا يتوقف على قدرته على جذب فئات جديدة من الشباب الذين لم يشاركوا في الجولة الأولى.

ويعتقد السعيد: "إنه حتى لو فاز أردوغان فإن تركيا بعد الانتخابات لن تكون كما قبلها، خاصة إنها المرة الأولى التي تتوحد فيها المعارضة التركية بشكل كبير". ونوّه أيضاً: "لو كان كمال كليتشدار هو المرشح الوحيد في مواجهة أردوغان لاستطاع حسم المعركة من الجولة الأولى".

وحول القصور والأخطاء والخروقات الانتخابية التي شابت الجولة الأولى، يرى الباحث: "أنها أخطاء إجرائية ليست مؤثرة بشكل كبير في العمليات الانتخابية أو نتيجتها". لافتاً إلى أن التحرك يكون حال وجود تأثير على نزاهة الانتخابات، وبيّن في الوقت نفسه إلى أن أي طرف سيخسر الانتخابات سيستغل التقارير عن هذه الخروقات الانتخابية، من أجل الطعن في شرعية الانتخابات، ولكن الأمر ليس سوى أداة للضغط فقط ولا يصل الأمر في معظم الأحوال لمرحلة الحكم بإبطال الانتخابات، بل هو مجرد صراع يقوم به الخاسر لتشويه العملية الانتخابية.

قبول الهزيمة

وحول مدى قبول أردوغان لنتيجة الانتخابات، أكد الباحث أن أردوغان شخصية سلطوية بشكل كبير، خاصة أنه يملك السلطة الكاملة في تركيا منذ قرابة عقدين وهو ما أصابه بمتلازمة التوحد مع السلطة، حيث يرى أنه لا يمكن لتركيا البقاء دون وجوده وأنه لا بديل عنه سوى الفوضى، وهو مرض يصيب الطغاة بشكل كبير، مشيراً إلى أن حديث أردوغان عن تسليمه السلطة حال خسارة الانتخابات ليس سوى استهلاك إعلامي، فأردوغان لا يرى نفسه سوى في السلطة حتى الرمق الأخير من حياته. وبالتالي لو خسر الجولة الثانية لن يسلّم الأمر بسهولة كما حدث في معركة انتخابات بلدية اسطنبول عندما ألغى الانتخابات بشكل كامل.

(ي ح)

ANHA


إقرأ أيضاً