يوماً بعد يوم، تزداد معاناة مهجّري عفرين القاطنين في قرى مقاطعة الشهباء باستمرار الحصار الجائر من قبل حكومة دمشق ومنع دخول المحروقات والأدوية والمواد الغذائية إلى المقاطعة.
ومنذ شهر آب/ أغسطس من العام المنصرم، شددت حواجز "الفرقة الرابعة" التابعة لحكومة دمشق المنتشرة على الطريق الواصل بين مقاطعة الشهباء ومدينة حلب، ومنع دخول المواد الأساسية بشكل كامل.
شتاءً بلا تدفئة وأدوية
ومع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، تفاقمت معاناة مهجّري عفرين داخل المخيمات والمنازل شبه مدمرة في الشهباء، وشح في مواد المحروقات والأدوية، ناهيك عن عدم توفر الأدوية الأساسية.
وارتفعت أسعار المحروقات المتوفرة بندرة، أضعافاً على ما كانت عليه سابقاً قبل الحصار ليصل سعر لتر المازوت إلى 11 ألف ل. س، أما البنزين فوصل سعر اللتر إلى 17 ألف ل.س، وإسطوانة الغاز إلى 170 ألف ل.س، كما وصل سعر طن الحطب إلى أكثر من مليون ليرة.
ويلجأ الأهالي إلى طهي الأطعمة على البقايا والمواد البلاستكية، (نايلون، كرتون) الأمر الذي يؤثر سلباً على صحة الإنسان.
وضع صحي متهالك
ومن أكثر القطاعات المتضررة في مقاطعة الشهباء، القطاع الصحي؛ جراء الحصار الحكومي، ما تسبب في انتشار الأمراض وعدم قدرة النقاط الطبية على تقديم العلاج اللازم للمرضى.
وكانت تفرض "الفرقة الرابعة" قبل تشديد الحصار، مبالغ مالية بقياس شاحنات الأدوية التي كانت تدخل مقاطعة الشهباء، فيما منعت دخولها بشكل تام.
ويوجد في مقاطعة الشهباء 6 نقاط طبية للهلال الأحمر الكردي، ومستشفى واحد؛ يفتقر إلى أدوية مرضى السكري والضغط وأمراض القلب، فضلاً عن الأمراض الموسمية، وأدت التدفئة على المواد البلاستيكية؛ للإصابة بأمراض تنفسية رئوية.
تداعيات الحصار على قطاع الزراعة
وأثر الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء أيضاً على المزارعين، ووصلت أسعار الأسمدة في المقاطعة لأكثر من 80 ألف ل. س، إضافة لعدم توفرها بشكل كافٍ في الأسواق، بحسب لجنة الزراعة.
شل المؤسسات الخدمية
وضرب الشلل المؤسسات الخدمية في مقاطعة الشهباء؛ بسبب الحصار الجائر على المقاطعة، وتوقف شبه كامل للأعمال الخدمية.
وكانت البداية من تقنين ساعات الكهرباء من 6 ساعات إلى ساعتين فقط، كل 24 ساعة، وتقليص ساعات عمل آبار المياه التي تزود المنطقة بمياه الشرب من 14 ساعة الى 8 ساعات فقط؛ لعدم توفر مادة المازوت بشكل كافٍ لتشغيل مولدات الكهرباء.
وتوقفت المركبات التي تنقل الركاب من وإلى قرى ونواحي مقاطعة الشهباء من 100 إلى 25 مركبة، ناهيك عن ارتفاع أسعار الأجور من ألف ليرة إلى 5 ألاف.
ويقطن في مقاطعة الشهباء أكثر من 200 ألف مواطن من مهجّري عفرين والسكان المنطقة الأصليين، موزعين على المنازل شبه مدمرة و5 مخيمات في قرى الشهباء وناحيتي شرا وشيروا جنوبي عفرين المحتلة.
(ج س)
ANHA