تختص مديريات البحوث العلمية الزراعية، باستنباط أصناف جديدة من بذور المحاصيل الزراعية، لتكون عالية الإنتاج وذات مواصفات وجودة جيدة تتأقلم مع مناخ كل منطقة، ليكون بمثابة بحث عن أصناف ذات احتياج مائي قليل ومقاومة للملوحة وللآفات الزراعية أو متحملة لها.
ويجري ذلك لترشيد استخدام مدخلات الإنتاج كالمياه والأسمدة والمبيدات لزيادة الإنتاج الزراعي وتحسين نوعيته وصولاً لمفهوم الأمن الغذائي والزراعة المستدامة.
تقع مديرية البحوث العلمية الزراعية الوحيدة في شمال وشرق سوريا، بقرية هيمو في ريف مدينة قامشلو بإقليم الجزيرة وتعمل وفق 4 أقسام رئيسة وهي: "دائرة بحوث المحاصيل الزراعية، ودائرة بحوث وقاية النبات، ودائرة بحوث الموارد الطبيعية، ودائرة بحوث الثروة الحيوانية".
تعمل المديرية على مساحة 75 دونم من الأرض الزراعية المخصصة للبحث والزراعة، وتزرع تجارب حبوبها بكل صنف في مساحات صغيرة لا تتجاوز الـ 10 أمتار لكل تجربة.
الأصناف الموجودة؟
وحسب مديرية البحوث، تصنف البذار المعتمدة للزارعة في شمال وشرق سوريا بين المحلية والمستوردة: فالقمح القاسي والطري المحلي يوجد منه 16 صنف، بينما المستورد منه 10 أصناف والشعير 6 أصناف والحمص 6 أصناف والعدس 4 أصناف والقطن 6 أصناف.
وعن البذور المعتمدة الآن في المنطقة وتجارب المركز، أشار المهندس الزراعي إسماعيل خليل، والإداري في مديرية البحوث العلمية الزراعية: "المديرية بحثية بحتة وغير إنتاجية، مهمتها استنباط وتطوير أصناف جديدة وسلالات جديدة تناسب المتغيرات البيئية في المنطقة من ناحية الظروف المناخية ومن ناحية الأمراض والحشرات، كون هناك حاجة إلى أصناف جديدة تكون مقاوِمة لهذه المتغيرات للأمراض والأوبئة والحشرات".
وعن الأصناف المعتمدة الآن في المنطقة، بيّن خليل: "بعض الأصناف المستخدمة قد وصلت لمرحلة من الخلط والتدهور والانعزالات الوراثية، حيث قلّ إنتاجها وأصبحت ضعيفة المقاومة، ونعمل مع مؤسسة إكثار البذار على سحبها وإخراجها من الخطط الزراعية، ويتم العمل في المركز عبر تجاربنا لانتخاب السلالات لطرح بديل عن المتدهورة، لكن لم تصدر بشكل تنفيذي قرارات بعد بذلك".
واقع البذار هذا العام
وأكد المهندس أنهم كشفوا عبر جولات حقلية ميدانية، على حقول ومحاصيل شمال وشرق سويا بشكل دوري خلال الموسم الزراعي، وقيّم الواقع: "جيد نوعاً ما، لكن كان هناك بعض الأمراض الفطرية والحشرات انتشرت بشكل كبير، لكنها لم تصل لمرحلة الوباء، ويمكن مكافحتها".
خطوات تطوير القطاع العلمي الزراعي
وعن استدامة وأمن استخدام الأدوية في شمال وشرق سوريا أضاف: "بالنسبة إلى الأسمدة المستوردة والمبيدات، للأسف الآن لا توجد "حجر زراعية"، والتي تكون مهمتها إخضاع هذه المواد للتجربة لرؤية مدى فاعلية المادة، كما نفتقر إلى وجود المخبر الذي يحللها، فمصدر بعضها غير معروف، ولكن نعمل في المدى القريب على إنشاء مختبر وهو قيد التنفيذ".
وأشار الإداري أن عمل المديرية سوف يتوسع في شمال وشرق سوريا عبر افتتاح مراكز فرعية، وقال: "يتم العمل على إنشاء مركز آخر في الرقة في الأيام القريبة وديرك والحسكة".
وأضاف: "كخطوة أولى تم نقل بعض البرامج إلى الرقة، لتكون الأبحاث والدراسات والبرامج شاملة لكافة شمال وشرق سوريا".
(سـ)
ANHA
