العمر رقم أمام إرادتهنّ في تعلّم لغة الأم

على الرغم من تقدمهنّ في العمر، إلا أنهنّ مصرّات على التعلّم بلغتهنّ الأم، ساعيات لتحقيق النجاح، بعد أن أتاحت لهنّ الثورة الفرصة لإنهاء عقود الحرمان من التعلم باللغة الكردية.

تتوجّه أمينة عمر، البالغة من العمر (56 عاماً)، إلى مجلس الشهيدة كولي سلمو، الواقع في القسم الغربي من حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، 3 أيام من كل أسبوع بغية التعلم بلغتها الأم.

محققةً أمينة النجاح من خلال المجهود الذي بذلته خلال شهرين، وتوجهت لدراسة المستوى الثاني بعد أن حصلت على شهادة المستوى الأول بمجموع 90 بالمائة.

أمينة واحدة من بين 15 امرأة منضمة إلى التدريب، ولم يشكل العمر عائقاً أمام ما تطمح إليه، بل زادها إصراراً على التعلم بلغتها الأم في مجلس الشهيدة كولي سلمو، التابع لمؤتمر ستار بحلب.

حيث تبدأ ساعات الدوام من التاسعة صباحاً، حتى الحادية عشر ظهراً، فيما تتراوح أعمار المتدربات ما بين 17 إلى 56 عاماً.

بعد معاناة من المنع تحققت طموحاتنا

تُبين أمينة بأنها في زمانها، لم تكن تستطيع أن تتعلم بلغتها بسبب سياسة التعريب التي فرضتها حكومة دمشق آنذاك، ومنعها المكونات غير العربية من التحدث والتعلم بلغتها "كانوا يتعلمون بلغتهم، أما نحن الكرد فقد كنا محرومين من حقنا هذا".

وأرجعت أمينة الفضل للتعلم بلغتها لثورة 19 تموز، بقولها: "سنحت لنا الفرصة بأن نتعلم بلغتنا بعد معاناة من المنع، وكان ذلك حلماً بالنسبة لنا، وها نحن نحققه الآن ومسرورات بما وصلنا إليه".

دعت أمينة الجميع إلى التحدث والتعلم بلغتهم، قائلةً: "العمر ليس عائقاً، على الجميع صغاراً وكباراً أن يتعلموا بلغتهم، لأن اللغة هي الوجود والثقافة وميراث الأجداد، وعلينا الحفاظ عليها من الصهر والزوال".

الوجود واللغة مرتبطان ببعضهما

ولجانبها، بدأت صباح محمد (55 عاماً) رحلة التعلم باللغة الأم من نقطة الصفر بإرادة قوية، وتؤكد أن: "جزءاً من ثقافتنا هي اللغة، لذا علينا أن نتعلمها؛ لأن ذلك يثبت وجودنا".

وكانت صباح قد باشرت بتلقّي المستوى الأول من تدريب تعليم اللغة الكردية، في مجلس الشهيدة كولي سلمو منذ مدة قصيرة، وتقول: "لا أملك بحوزتي شهادات تعليمية؛ لأنني لم أدرس في صغري، ولكن انتابني الفضول بأن أتعلم بلغتي، لذا توجهت إلى المجلس حالما باشر بإعطاء دروس اللغة الكردية".

في نهاية حديثها، أكدت صباح بأنه لا هوية للإنسان دون لغته "أنا لم أفقد شغفي بتعلم لغتي وأنا بهذا العمر، أنا أريد وأستطيع أن أفعلها وأنال الشهادة أيضاً".

(ي م)

ANHA

 


إقرأ أيضاً