تسببت هجمات الاحتلال التركي والجماعات المرتزقة التابعة لها- والمستمرة إلى اليوم- على مناطق شمال وشرق سوريا بتهجير أكثر من 300 ألف مدني, الذين اتجهوا نحو المناطق الأكثر أماناً، والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
ويقطن غالبية هؤلاء المُهجّرين في مراكز الإيواء التي افتتحتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مدينة الحسكة, إلى جانب مخيم واشوكاني 12) كم غربي مركز مدينة الحسكة).
ويعيش هؤلاء المُهجّرون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، بسبب غياب دور المنظمات الدولية.
ويعاني الكثير من أفراد العائلات المُهجّرة من أمراض خطيرة، ومزمنة، وبحاجة إلى علاج وتدخل طبي سريع، لكن وبسبب سوء الأوضاع المادية بالنسبة للكثيرين الذين اضطروا إلى الخروج من منازلهم تاركين خلفهم كل ممتلكاتهم باتوا غير قادرين على معالجة مرضاهم.
في هذا السياق أجرت وكالة أنباء هاوار " ANHA" لقاءً مع السيدة خاتون نجيب، وهي إحدى مُهجّرات مدينة سري كانيه، وتعيش حالياً مع عائلتها المكونة من 4 أشخاص في إحدى مراكز الإيواء في مدينة الحسكة، تقول خاتون: "اضطررنا إلى النزوح والخروج من منازلنا بسبب هجمات الاحتلال التركي، والجماعات المرتزقة التي تطلق على نفسها اسم الجيش الوطني السوري".
أما زوج خاتون، محمد موسى، يضيف: "الاحتلال التركي والمرتزقة أقدموا على تدمير منزلنا ونهب وسرقة محتواه، لا نستطيع العودة إليه بسبب هؤلاء المرتزقة, أحد الجيران أخبرني بأن منزلنا لم يبق منه شيء, فقد قاموا بحرقه بعد نهبه وسرقته".
معاناة العائلة تفاقمت، بسبب مرض ابنتهم البالغة من العمر 9 أشهر, فهي بحاجة ماسة إلى عملية جراحية، والتي يجب أن تجرى لها في دمشق، وتضيف خاتون: "أوضاعنا في مراكز الإيواء جيدة نسبياً, لكن ابنتي سيفين البالغة من العمر تسعة أشهر, تعاني من مرض في القلب، وهي بحاجة إلى إجراء عملية فتح قلب وشرايين، الأطباء أخبرونا أن معالجتها تتم في دمشق فقط, ولكن بسبب سوء أوضاعنا المادية لم نتمكن من إجراء العملية، الأهالي هنا جمعوا لنا مبلغ من المال للسفر".
وتابعت خاتون "سافرنا إلى دمشق وقمنا بمعالجة ابنتي, ولكن لم نجرِ لها عملية فتح القناة الشريانية بسبب الكلفة الباهظة للعملية، فهي تكلّف أكثر من مليونين ونصف، لهذا عدنا أدراجنا دون إجراء العملية لعدم توفر هذا المبلغ".
وأوضحت خاتون أن المستشفى التي من المقرر أن نجري العملية فيها في دمشق حددت لنا موعد العملية، وستكون في الشهر السابع, لكن الأطباء هنا يؤكدون أن الوقت ضيق، ويجب إجراء العملية في أسرع وقت ممكن".
زوج خاتون، محمد موسى، عبّر عن رغبتهم بالعودة الى منزلهم، لافتاً إلى الظروف الصعبة التي يعانيها المُهجّرون في مراكز الإيواء والمخيمات, وقال: " رغم الظروف الصعبة والأوضاع المعيشية القاسية سنواصل المقاومة، حتى تحرير مدينتنا من الاحتلال التركي، نحن نرغب بشدة بالعودة وبأسرع وقت إلى منازلنا, ولكن مع وجود هؤلاء المرتزقة لا نستطيع العودة".
(هـ ن)
ANHA