"سنفعل ما يلزم لتحقيق الحرية الجسدية للقائد"

أوضح المحامي في لجنة الدفاع عن السيد عبدالله أوجلان في شمال وشرق سوريا، محمود خلو أنّ وقت حرية القائد عبدالله أوجلان قد حان منذ زمن وقال: "سنفعل ما يلزم كمحامين لتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان".

تواصل الدولة التركية الفاشية فرض العزلة المشدّدة على القائد عبدالله أوجلان بالتزامن مع تزايد هجماتها الاحتلالية على باشور، روج آفا وشنكال. هذا وقد جرى آخر تواصل مع القائد عبدالله أوجلان عبر اتصالٍ هاتفي مع شقيقه محمد أوجلان في الخامس والعشرين من شهر آذار عام 2021. فيما لم ترد أية معلوماتٍ عنه منذ ذلك الحين. كما لم يتم الرد على جميع الطلبات التي قدّمتها عائلته للقائه لا إيجابياً ولا سلبياً. كما يحظر عليه اللقاء بمحاميه أيضاً. إذ كان آخر لقاءٍ جمعه بمحاميه في السابع من آب عام 2019.

وقد رُفض الطلب الذي قدّمه المحامون في التاسع والعشرين من نيسان المنصرم لمحكمة التنفيذ في بورصا رغم انتهاء مدّة قرار الحظر لستة أشهر في الثاني والعشرين من نيسان المنصرم. وقد ظهر أنّ سبب الرفض هو اتّخاذ قرارٍ جديد يقضي أيضاً بحظر اللقاء مع المحامين لستة أِشهر أخرى.

هذا وقد قدمت المؤسسات الاجتماعية والمنظمات الحقوقية العديد من الطلبات بشأن عدم ورود أي معلوماتٍ عن القائد عبدالله أوجلان والعزلة المشدّدة المفروضة عليه، فيما لم تلقى هذه الطلبات أي رد، لا إيجاباً ولا سلباً.

حول هذا الموضوع، تحدّث المحامي في لجنة الدفاع عن السيد عبدالله أوجلان في شمال وشرق سوريا، محمود خلو لوكالتنا. إذ أشار إلى أنّه لا يمكن الفصل بين السياسات التي تنتهجها الدولة التركية في إمرالي وسياسات الهجوم على باشور، باكور وروج آفا.

'تمت محاكمة القائد في محكمةٍ شكلية'

علّق محمود خلو على سبب تشديد العزلة إلى جانب شنّ الدولة التركية المحتلة للهجمات قائلاً: "ليجيب المرء على هذا السؤال، ينبغي عليه أولاً وقبل كل شيء؛ فهم السياسات الاحتلالية للدولة التركية، اعتقال السيد عبدالله أوجلان وكيفية التعامل مع القضية الكردية. يُعتقل القائد عبدالله أوجلان في سجن إمرالي منذ سنوات. وقد كانت المحكمة التي حُكم فيها محكمةً شكليّةً. لم يسمحوا له بممارسة حقّه في الدفاع عن نفسه وكانت المحكمة تفتقر للكثير من الأمور على الصعيد القانوني. أستطيع القول بكل وضوح، إنّه لا يوجد في العالم كله محكمة مهمةٍ قد انعقدت وحكمت بهذه السرعة باستثناء هذه المحكمة. أي شهدت هذه المحكمة انتهاكاً لحقوق الإنسان والمعايير القانونية".

'يريدون القضاء على نتائج أفكار القائد'

وأشار محمود خلو إلى هجوم الدولة التركية المحتلة على جميع الأوساط التي تستند إلى أفكار القائد ، وقال: "تحدّد الدولة التركية سياستها ضد باكور، باشور، روجهلات ومناطقنا في شمال وشرق سوريا في شخص السيد عبدالله أوجلان. ولا يستطيع المرء الفصل بين السياسات التي تنتهجها الدولة التركية ضد أجزاء كردستان والسياسات التي تنتهجها ضد السيد أوجلان. تسعى الدولة التركية للقضاء على الأفكار التي يذكرها القائد في خطاباته والنتائج التي تحققها في الميدان، لأنها ضد مصالحها. وهذه الأفكار ليست ضد المصالح التركية فحسب، بل ضد مصالح كل معارضٍ للديمقراطية، التغيير، حقوق الإنسان والمرأة. وفي هذا السياق، لا تهاجم الدولة التركية وحلفاءها أفكار القائد أوجلان بالأسلحة والمدافع فحسب بل تهاجمها سياسياً، اقتصادياً وإعلامياً وعلى مختلف الأصعدة أيضاً. وبسبب هذا النهج فإن الدولة التركية تعتبر الهجمات التي تشنّها على باشور وروج آفا، والعزلة التي تفرضها في إمرالي أمران مشروعان. وفي الأساس حدّد أردوغان هدفه بقوله: "حتّى لا يبقى كردي واحد في أي مكان".

'حتّى المنظمات التابعة للاتحاد الأوروبي قالت إنّه يجب إنهاء العزلة'

وأوضح محمود خلو أنّ أفكار القائد عبدالله أوجلان تعدّ بديلاً بالنسبة للشرق الأوسط وتابع قائلاً: "إنّ العزلة المفروضة تتعارض مع حقوق الإنسان ومعاهدة جنيف، وحتّى الاتحاد الأوروبي والمنظمات التابعة لها قد صرّحت بوجوب إنهاء العزلة".

أهمية القائد بالنسبة لشعوب المنطقة

أشار محمود خلو إلى أنّ العزلة المشدّدة لا تشكّل خطراً على الشعب الكردي فحسب، بل على جميع شعوب الشرق الأوسط وأضاف: "إنّ العزلة هي العقوبة الأشدّ قانونياً. ورغم ذلك، فإن هذا لا يعني منعه من اللقاء بالمحامين والعائلة لثلاثة وعشرين عاماً. وقطع صلته بالعالم الخارجي. لشخصية وأسلوب القائد عبدالله أوجلان تأثيرٌ كبير. ومهما اعتقلوه داخل السجن جسدياً فإنهم لن يستطيعوا تقييده فكرياً، فهذه الأفكار لم تنتشر في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم بأسره. ورأينا هذا عبر وسائل الإعلام في حملة’ حان وقت الحرية ‘ولا يزال مستمراً إلى الآن. صرّح الآلاف من المحامين، المثقفين والبرلمانيين الأوربيين والعديد من الشخصيات البارزة والمعروفة حول العالم بتصريحاتٍ تدعو إلى إنهاء العزلة وتحقيق الحرية الجسدية للقائد. وهذا كلّه يشير إلى عدم قدرتهم على الإبقاء على القائد كمعتقلٍ عادي داخل السجن. فقبل كل شيء هو لا يمثّل شعباً واحداً بل جميع شعوب الشرق الأوسط. لا يمكننا رؤيته كفردٍ واحد، فالفكر والفلسفة التي نشرها في الشرق الأوسط تؤثر في العالم أجمع. وإن كانت الشعوب في أمريكا، أوروبا، آسيا وحتّى اليابان تخرج إلى الساحات من أجل القائد فهذه ليست سوى إشارة إلى هذا".

'حان وقت تحقيق الحرية الجسدية للقائد'

حدد محمود خلو الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل المحامين لكسر العزلة وتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان بهذا الشكل: "يجب أن نتحرك ونعمل على الدوام لتحقيق الحرية الجسدية للقائد. ونحن كمحامين سنراجع جميع منظمات حقوق الإنسان الموجودة على الساحة العالمية أينما كانت. وفي هذا الصدد سنعقد الكونفرانسات ونوضح موقفنا من خلال إصدار البيانات. وسنقوم بما يقع على عاتقنا بدون تقصير. فقد حان وقت تحقيق الحرية الجسدية للقائد، وحتّى أنّه قد حان منذ زمن. ينبغي ألّا نتروّى ونكثّف من نشاطاتنا".

حول أعمال اللجنة

واختتم المحامي في لجنة الدفاع عن السيد عبدالله أوجلان في شمال وشرق سوريا، محمود خلو حديثه لافتاً إلى أعمال اللجنة وقال: "تضم لجنة الدفاع عن السيد عبدالله أوجلان في شمال وشرق سوريا تحت لوائها نحو خمسمئة محامياً. ويعمل إداريو وأعضاء هذه اللجنة جنباً إلى جنب بشكلٍ فاعل. وستعقد لجنتنا في العاشر من أيلول القادم كونفرانساً لتقييم وضع القائد. كما أنّنا نتواصل مع محامي مكتب العصر الحقوقي. وسنقوم أيضاً بترجمة وثائق القضية التي حُكم فيها القائد أوجلان للغة العربية، لتفهم الشعوب السورية والشعوب العربية في باقي دول العالم السياسات التي تُنتهج بحق القائد".

(ر)

ANHA


إقرأ أيضاً